الجمعة ١٤ حزيران (يونيو) ٢٠٢٤
الشاعر الدكتور حسن طلب في حوار مع ديوان العرب:

الحرص على التجديد وعدم الرضا عن النفس سر دوام الإبداع

أسماء علي

الحرص على التجديد وعدم الرضا عن النفس سر دوام الإبداع

الشعر ضروري للتعبير عن الإنسانية وهو قادر على إحداث التغيير

صاحب تاريخ إبداعي ممتد، يملك الكثير من المحطات الهامة ككاتب وشاعر وأديب من طراز رفيع، الشاعر حسن طلب، الذي أثرى المكتبة العربية بالعديد من الدواوين الشعرية التي تُجسد إبداعه وتُلامس مشاعر القراء، ولد عام 1944 في محافظة سوهاج، ونشأ في بيئةٍ ثقافيةٍ حاضنةٍ للإبداع، شغل منصب نائب رئيس تحرير مجلة "إبداع"، وعضو لجنة الشعر في المجلس الأعلى للثقافة، مُساهمًا بفعالية في الحراك الثقافي المصري.

تولى الشاعر حسن طلب عضو لجنة تحكيم مسابقة ديوان العرب الأدبية العاشرة فى الشعر العربي – فرع قصيدة التفعيلة. وكشف خلال حوار مطول عن رؤيته للمشهد الإبداعي والشعري المصري والعربي، وأهمية الشعر بالنسبة للإنسان في السياق الحالي، محذرا من آفات قد يكون لها أثر سلبي على المبدع وقد تتسبب في انطفاء ملكاته الإبداعية.

كعضو لجنة تحكيم في مسابقة ديوان العرب.. ما هو تقييمك لمجمل الأعمال التي طرحت على حضراتكم؟

لقد تنوعت الأعمال الشعرية للشعراء المتسابقين، ما بين الشعر العمودى التقليدى، وشعر التفعيلة، وقصيدة النثر، وهذا التنوع يدل على الخصوبة الإبداعية من حيث شمولها لسائر الاتجاهات الفنية دون أن ينفى أحدها الآخر. والبقاء سيكون لمن يستطيع أن يبدع من خلال الاتجاه الذى اختاره. وقد كنت محكما فى ميدان شعر التفعيلة، فلاحظت أن عدد القصائد فى هذا الفرع وصل إلى مائة وثلاث وأربعين قصيدة، وهو عدد كبير لم أجد له نظيرا فى المسابقات الشعرية المماثلة، وليست القيمة هنا رهن الكم وحده، بل هى فى الكم والكيف، فمعظم القصائد التى شاركت تشير إلى موهبة حقيقية لا تحتاج إلا إلى شىء من الرعاية والمتابعة.!

ما أهمية المسابقة من وجهة نظرك؟ ومدى تأثيرها على الإبداع العربي؟

لا شك فى أن أهمية المسابقة تعود فى جانب منها إلى تأكيد الدور الثقافى الفاعل للمبادرات الثقافية المخلصة، التى تقوم بها بعض الجمعيات الأهلية أو بعض الأفراد الذين يعنيهم رقى الأدب عموما والشعر خصوصا، فمثل هذا الدور الإيجابى الذى يضطلع به آحاد المثقفين بإخلاص ونكران ذات حقيقى، من شأنه أن يعالج بعض ما نراه فى أنشطة مؤسسات وزارة الثقافة من وهن وكساد، لذا فالشكر موصول لديوان العرب والقائمين عليها على هذا الجهد الاستثنائي الرائع.

تجربتك ثرية جدا وامتدت على مدار عقود.. كيف تحافظ على حيوية إبداعك وتجديد أفكارك؟

صدر أول دواوينى عام 1972 بتقديم الناقد الكبير: رجاء النقاش رحمه الله، وكان عنوانه: (وشم على نهدى فتاة)، أما آخر الدواوين فقد صدر فيراير الماضى عن مؤسسة العويس الثقافية فى دبى بدولة الإمارات، بعد أن فزت بجائزتها المشهود لها على مستوى الجوائز الكبرى، وكان عنوان االديوان: (شىء.. عبر لا شىء)، وهو الديوان الثانى والعشرون على امتداد تجربتى الطويلة. ولم تزل لدى أعمال شعرية أخرى قيد النشر، ربما يظهر أحدها مع نهاية هذا العام. وطوال تلك التجربة الطويلة (حوالى خمسة وخمسين عاما)، كنت حريصا ما بين ديوان وآخر على محاسبة النفس بقسوة، فإذا انتهيت من ديوان أو تجربة شعرية ما، نسيتها وبدأت ألتفت إلى ما بعدها. كنت أول ناقد لنفسى مهما كتب عنى كبار النقاد من تقريظ وإطراء ومهما أثنوا على ما كتبت! ومن هؤلاء الذين وقفوا عند تجربتى وأبدوا إعجابهم بها: المرحوم الدكتور محمود أمين العالم، والمرحوم الناقد شكرى عياد، ولطفى عبد البديع، ود. صلاح فضل، والشاعر فاروق شوشة، وصبرى حافظ، ود. محمد عبد المطلب.. وعشرات غيرهم من كبار الأدباء المصريين والعرب. ولكن كل هذا لم يدفعنى إلى الرضا التام عن نفسى، فقد كنت مقتنعا أن الغرور والرضا عن النفس آفة كفيلة بأن تطفئ شرارة الإبداع، ما لم يع الشاعر خطورتها على مسيرته الإبداعية.

ماهو دور الشعر في زمننا الحالي؟ وهل تعتقد أنه لا يزال يملك القدرة على التأثير وإحداث تغيير؟

يبقى دور الشعر كما كان منذ حاول الإنسان أن يسكتشف من خلال لغة الشعر الرمزية، إنسانيته التى لا تستطيع اللغة الحرفية المتداولة أن تترجم عنها، وهذا الدور جمالى بالضرورة، ولهذا يكون بإمكانه أن يؤدى إلى التغيير المنشود ولو بصورة بطيئة غير محسوسة أو غير مباشرة، فالثوار الذين يغيرون مجتمعاتهم فى كل مكان، يكونون أحوج إلى (الشعار).. لا إلى الشعر.

ما هي رسالتك للشعراء الشباب الذين يسعون إلى التعبير عن أنفسهم بحرية؟

ألخص هذه الرسالة فى كلمات موجزة: الموهبة وحدها لا تكفى، فقد تلهمك ربة الشعر مطلع القصيدة، ولكن كل ربات الإبداع لن يكون بوسعهن أن يضيفوا إلى هذا المطلع سطرا واحدا! فهذا رهن بجهدك وحدك، وبحرصك على ألا تحاكى الآخرين وألا تكرر نفسك.

لاحظنا تنوعا في موضوعات قصائدك، من الحب والفلسفة لحد الصوفية والقضايا الاجتماعية. ما الذي يجذبك لمثل تلك الموضوعات؟

ما دامت الحياة بطبيعتها متنوعة، فنرى فى كل لحظة أن الموضوعى لا ينفصل عما هو ذاتى، فالتنوع فى التجارب الفنية على العموم- وليس فى الشعر وحده- هو النتيجة الأكيدة المتوقعة.

أسماء علي

صالة العرض


أي رسالة أو تعليق؟

مراقبة استباقية

هذا المنتدى مراقب استباقياً: لن تظهر مشاركتك إلا بعد التصديق عليها من قبل أحد المدراء.

من أنت؟
مشاركتك

لإنشاء فقرات يكفي ترك سطور فارغة.

الأعلى