السبت ١ أيار (مايو) ٢٠٠٤

الشعوب تبحث عن المصير

سلطان ناصر القرعان

إذا كانت حقوق الإنسان تقوم على أســاس أخلاقي وهي واجبة الوفـــاء فأنه لا بد أن يتمتع جميع البشر بهذه الحقوق و على قـدم المساواة ، و انه لا فرق بين أمريكي و عراقي ، أو بين إسرائيلي و فلسطيني ، أو بين أوروبي و عربي لانهما جميعا بشر، وهذه الحقوق واجبة الوفاء للبشر دونما تمييز .

وبما إن الشعوب هي التي تنشئ الحقوق بالنسبة للأفراد و الدول بإقـرار مـن الوثائـق الدولية ، فان الشعـوب تسبـق في تمتعهــا بهذه الحقوق كل مـن الدول و الأفراد . لقد جــاء الحديث عن جيل جديد من حقوق الإنسان ، ألا وهو الحقوق الجماعية التي تتضمن حق الشعوب في تقرير مصيرها .

لقد بدأ الحديث عـن هذا الحق مـن الحقوق الجماعية مجـرد مبدأ سياسي يقوم عليهــا المجتمع الدولي المعاصر ، إلى أن تطــور حتــى يصبـح مبــدأ قانوني ، و تم الاعتــراف به قانونيا مــع توقيــع ميثــاق الأمــم المتحدة عام 1945 .

وقبل ذلك فقد أكـد كــل مــن الرئـيس الأمــريكي (روزفـلت) و رئــيس الوزراء البريطاني (تشرشل) على هذا الحق في ميثاق الأطلسي ، إذ نصت المـادة الثالثة مــن الميثــاق علـى "احتــرام حــق الشعــوب في اختيار شكل الحكومة التي تريد أن تعـــيش في ظلها ، و إعــادة حقــوق السيادة و حرية ممارسة الحكم للشعوب التي حرمت من ذلك بالقوة " .

و بعد أن أصبح حـق الشعوب في تقرير مصيرها مبدأ قانوني ، أعربت الجمعية العامة للأمم المتحدة عن إدراكها " التـوق الشديــد إلى الحـرية لدى كافــة الشعـوب التابعـة و الدور الحاســم الـذي تقــوم بـه هـذه الشعوب لنيل استقلالها " . و توضح الفقرة الأولى من متن القرار إن " إخضاع الشعوب لاستعبــاد الأجنبـي و سيطـرته و استغـلاله يشـكل إنكـارا لحقـوق الإنســـان الأساسـيـة و يناقــض ميثاق الأمـم المتحـدة و يعـيـق قضيـة السلم و التعاون العالميين " .

هذا وقـد تطـور الحق و اخذ دور اكبر حينما نص عليه في العهد الدولي الخاص بحقوق الإنسان المدنية و السياسية و العهد الدولي الخاص بالحقوق الاقتصادية و الاجتماعية و الثقافية .

و بناءا على ما تقـدم فـان مشـروعية نضــال الشعـوب في سبيـل تقـرير المصير نالت الاعتــراف ضمـن القانـون الدولـي و معنـى ذلك إن نضـــال الشعـوب الواقعــة تحــت السيطـرة الاستعمــارية و الأجنبيــة و الأنظـمــة العنصرية في سبيل تحقيق حقها في تقرير المصير و الاستقلال هو نضال مشــروع يتفــق مــع مبــادئ القانــون الدولـي . و استخدام القوة أو التهديد باستخدامها محظور على الدول و لكنه مشروع بالنسبة للشعوب .

وفي النهاية فإنني أريــد طــرح بعــض التسـاؤلات حتى تجيب عليها الأنظمة الديمقراطية التي تنادي بالحـرية و حقـوق الإنسـان و التي تنادي بالسلام وتشن الحرب على الإرهاب. فهل يعتبر شعب العراق شعبا ؟؟ وهل يعتبر الفلسطينيون بشر ؟؟ هل يوجـد فـرق بين إنسانيتنا و إنسانيتهم ؟ ؟ هل تغيرت المواثيق الدولية التي كانت تنص على احتــرام حقــوق الشعـوب ؟؟ و هل إخضاع الشعوب لاستعباد الأجنبي أصبح مشروعا ؟؟ و هل استغلال الأجنبي لخيرات الشعوب أصبــح مباحـا ؟؟ الم توقعــون علـى ميثاق الأمم المتحدة ؟؟ هل اختلف حق الإنســان فـي المواثيق عن حــق الإنســـان في التطبيق ؟؟ كلها أسئلة و أسئلة غيرها تطرحها الشعوب و هي تستذكر قول عمر بن الخطاب " متى استعبدتم الناس و قد ولدتهم أمهاتهم أحرارا " .

سلطان ناصر القرعان

أي رسالة أو تعليق؟

مراقبة استباقية

هذا المنتدى مراقب استباقياً: لن تظهر مشاركتك إلا بعد التصديق عليها من قبل أحد المدراء.

من أنت؟
مشاركتك

لإنشاء فقرات يكفي ترك سطور فارغة.

الأعلى