الاثنين ١٢ تموز (يوليو) ٢٠١٠
بقلم علي مسعاد

الصحفي كما يجب أن يكون

"..دور الصحافي هو الإخبار بما فيه من نبش وتنقيب وتحري وتمحيص..."
نور الدين مفتاح، مدير نشر اسبوعية" الأيام".
 
رشيد نيني، توفيق بوعشرين، علي أنوزلا، علي عمار، ادريس شحتان، أحمد بنشمسي، نور الدين مفتاح، المختار لغزيوي، أبو بكر الجامعي، حنان الهاشمي ... وآخرون، يعدون، على رؤوس الأصابع، ليس، لأن عدد نساء ورجالات الصحافة، على قلتهم، ولكن، لأن، الأسماء التي تخلق الحدث الصحفي، في المغرب، اليوم، هي من القلة، بحيث، يستحيل القفز، عليها، وأنت تتحدث، عن واقع المشهد الإعلامي المغربي المكتوب والسمعي البصري منه.

أسماء، قد تتفاوت درجات حضورها، في المشهد الإعلامي المغربي، كما قد تتباين مستويات تأسيسها، لنقاش إعلامي داخل وخارج الوطن، لكنها تبقى، في آخر المطاف، حاضرة و بقوة، على عكس الكثير من الكتبة، الدين لا يحسنون، إلا فن"النسخ" و"اللصق"، لتسويد صفحاتهم البيضاء.

أسماء نكرة، بلا حضور إعلامي، يكاد يذكر، هي، فقط، اختارت التواري، خلف العصب،الجمعيات، الاتحادات، الأندية والمنتديات واستحضر ما شئت، من الإطارات والهيئات، التي تحتمي، خلف عضويتها، هروبا من خواء فكري فضيع.

هم، فقط، متخصصون، في الهرولة خلف المهرجانات كل المهرجانات، المؤتمرات كل المؤتمرات، هم في كل مكان ولا مكان، لكن، بدون صدى يذكر، هم، فقط، لا يحسنون، إلا الأكل من فضلات الآخرين، في سرقة مقالاتهم وفي نسخ، كل ما يكتب، بالحرف والفاصلة والنقطة.

أسماء من الزمن الأصفر و من زمن "المسخ" الإعلامي، أسماء، إن شئت القول، وبقليل كلمات، ساهمت بشكل، كبير، في هجرة الكثير، من القراء، من الصحافة المكتوبة، لأنها أعطت، صورة" مشوهة" وغير حقيقية، عن الصحفي، كما يجب أن يكون. 

الصحفي، الذي منه وإليه، تبدأ لتنتهي: "النزاهة، المصداقية، الحقيقة و الاستقلالية"، صحفي كلماته، لا تباع ولا تشترى، و لا يقدم مصالحه الشخصية على حساب مصلحة الآخرين.

صحفي، شفاف، أشبه بالمرآة، تعكس نبضات الشارع في تموجاته، يتكلم بصدق عن آلام،أحلام وطموحات الكثيرين.

صحفي، إن شئنا، القول، من العيار الثقيل، ليعيد للصحافة هيبتها ومصداقيتها وحضورها، ككاشفة عن الحقيقة ولا شيء غير الحقيقة، بدون حسابات أو خلفيات مهما كانت مرجعيتها.

صحفي، يعيد للكلمة ثقلها ووزنها، الذي سلبته الامتيازات والإكراميات و الأغلفة السمينة، التي كانت السبب، في تناسل صحف "باردة" بلا ملفات ساخنة و مواضيع بلا ثقل إعلامي و في ارتفاع عدد الصحفيات والصحفيين، بلا وزن يذكر.

صحفي حقيقي، بكل ما تعنيه الكلمة من معنى: "السبق، المصداقية، الجرأة، البحث والتحري" و ليس صحفي، على المقاس،" كاري حنكو"، مخصص في تلميع صورة الآخرين و الإطناب في مدح" الأشباح"، و قلب الحقائق وكل ما من شأنه، أن يقربه من أصحاب المال والحال.

اليوم، أصبح مطلوبا، أكثر من أي وقت، مضى، في زمن الإعلام الجديد، إعلام القرب:"الصحافة الإلكترونية،" الفايس بوك" و" التويتر"، في زمن، أصبح فيه، محرك البحث" غوغل"،الكاشف عن الأسرار كل الأسرار، إن سلبا أو إيجابا، وفي زمن، سقط فيه القناع،عن كل الوجوه المتنكرة ورفع الستار عن كل الأشباح ،هو أن تضخ دماء جديدة، في شرايين الجسد الإعلامي المغربي، حتى تعاد إليه الحياة من جديد و كذا الحد بشكل جدي، من الدخلاء، الانتهازيين، الوصوليين والطفيليين الدين لا يصطادون، إلا في الماء العكر. 
 


أي رسالة أو تعليق؟

مراقبة استباقية

هذا المنتدى مراقب استباقياً: لن تظهر مشاركتك إلا بعد التصديق عليها من قبل أحد المدراء.

من أنت؟
مشاركتك

لإنشاء فقرات يكفي ترك سطور فارغة.

الأعلى