العدو الصهيوني منبع الشرور في هذه الأرض
أهلًا بِضيفِنا: فقرة حوارات أسبوعيَّة لمجلَّة ديوان العرب العريقة.
تُجري الحوارات: الأديبة السُّوريَّة ميَّادة مهنَّا سليمان.
ضيف اليوم الكاتب والمترجم أحمد بيضون:
" العدو الصهيوني على مر تاريخ البشرية هو منبع الشرور في هذه الأرض ...لاوطن له.. الإبادة نهجهم فهم الشيطان بعينه."
السيرة الذاتية للضيف:
– أحمد فاروق بيضون، من مواليد محافظة دمياط بجمهوريّة مصر العربيّة.
– عمل كمترجم في المجالات العلميّة، والأدبيّة والبحثيّة.
– شارك في عدّة مسابقات في مجموعات أدبيّة، وفاز بمراكز متقدّمة بها في مجال القصّة القصيرة والقصيرة جدًّا، والومضة القصصيّة، والشّعر النّثريّ.
– طبع مجموعتَين قصصيّتَين هما: (محاريب الخيال ونخاريب المُحال)
(إنسان ولكن...) ولديه مجموعات قصصية غير منشورة بعد
– لديه العديد من الكتابات النّقديّة، والرّوائيّة، والشّعريّة، والنّصوص المترجَمة لم تُطبع بعد.
استضفناه في حوار، وكانت هذه الأسئلة:
– من قصّة (اللهمّ إنّي صائم):
"ها هوَ أول يوم يهلُّ علينا بنفحاته وأنا وإخوتي نجلس على الطاولة.. لم يدقّ الجرس حتى الآن أو نسمع أهازيج الشوارع الخلفية بالفوانيس النُحاسية التي تتغنى (وحوي يا وحوي إياحه)".
ما هي طقوس رمضان في مصر الّتي تحتفظ بها ذاكرتك منذ طفولتك؟
وهل شهدت له طقوسا في بلدان أخرى؟
لرمضان المبارك أنسام تتغلغل في جدائل الذكريات التي لا أنساها ما حييت، كانت تنشئتي في مناخ عائلي مع الأجداد بعدما فقدتُ والديَّ في الصَّبا، وأنتم تعرفون كيف يكون كنف الجدود ونفحات بركاتهم التي عبأت أركان عالمي ومازالت تعيش في حشاشة الكيان، رمضان في مصر مُعطر بروحانيات.. أيما روحانيات لن يتخيلها أي عربي كان ما كان، كانت اللمة العائلية والتآلب بين الجيران في تلك الأثناء منذ السحور وحتى آذان المغرب، تواشيح النقشبندي وقراءة الحُصري كانت تعبئ الأجواء في كل حدب وصوب، الشوارع لا تخلو من تبادل آنية الحلوى وأطيب المأكولات – خاصة بأني في بلدتي (دمياط) تشتهر بأطيب الحلوى كالمشبك والهريس والبسبوسة والكنافة والقطائف، وكذلك المأكولات البحرية ولكن الجميع كان يحبذ الفطور على اللحوم والمحاشي أو ورق العريش ووريقات العنب، الكل كان يتوق للنزول للشارع ليحمل تلك الفوانيس أو القناديل المضيعة المصنوعة من الصفيح ويتوسطها شمعة مشتعلة ويلهو الصغار في حبور وتلألأ أهازيج رمضان التي كان المطربين منذ الستينيات من القرن الماضي يتغنون بها وسادت أرجاء الوطن العربي( محمد عبد المطلب – عبدالعزيز محمود – محمد فوزي) وكان الأطفال يتجمعون حول التلفاز لسماع الحزازير والفوازير مثل فطوطة للراحل المبدع سمير غانم وبوجي وطمطم للجميلين يونس شلبي وهالة فاخر؛ ناهيك عن فوازير شريهان الفنانة المصرية المبدعة حفظها الله تعالى التي أثرت شاشات الصندوق الملون بالعديد من الأعمال السينمائية والفوازيروتلاها أجيال وأجيال لأعمال المخرج الراحل(فهمي عبدالحميد)، كانت وجبة وجرعة روحانية دسمة تغذي العقل والروح، والجميع كان يهرع إلى الصلاة وتراتيل القرآن والاعتكاف بين التراويح والتهجد، وبلدتنا بلد عامل بطبعه وامتازت بصناعة الأثاث الذي لا يضاهيه أي أثاث في العالم بأسره من حيث الجودة والجمال والصنعة، كان أصحاب الورش يعملون ليلاً ويعتادون المساجد لقيام الليل ولا تخلو الأسواق من الزوار والأهالي لشراء الحلوى والتسامر في الخيم الرمضانية .
نعم زرت المملكة العربية السعودية في الصغر وأذكر تماماً تلك الأجواء هناك وخاصة في أروقة الحرم المكي الشريف وصوت الأذان وعشقي لقراءة الشيخ عبدالرحمن السُديس التي تعربش في أذهاني وأكادُ أقلدها أثناء تلاوة آي الذكر الحكيم، التمور هناك ما يميزيها وبخاصة مدينة المصطفى العدنان عليه السلام ومسجده وروضته، تلك الأماكن المقدسة لديها أثرٌ محفور بل منقوش في الوجيب وتلك الطقوس الدينية كانت رائعة وكم أتمنى تكرارها!...
"الإمضاء: تائهٌ بين سرادقات التّيه."
من هو هذا التّائه الّذي كتبَ (رسالتي إلى آكام الذّكريات)، وختمها بالعبارة السّابقة، هل هو أنت أم الآخَر المُتخيَّل؟
عندما أكتب أيها الأفاضل أو عندما يبدع الكاتب لابد أن يكون هو (شخصه الذاتي)، أو ربّما تكون من خلال دراساتي وقراءات لرسائل (فرانزكافكا) مثلاً أو رسائل(جبران خليل جبران) في المهجر أو حتى بعض قراءاتي لـ(فيدور ديستيوفسكي) الأديب الروسي المتفرد الذي برع في الرسائل والرواية، كل ذلك قد يضع في تكويني الذهني بلورة فكر في أدب الرسائل وبخاصة إذا تعلق الأمر بالحديث عن الذكريات، هي آكامٌ لا تبرح الألباب والتلابيب ونعيشُ فيها وتعيشُ فينا، وهي ممزوجة أيضاً بشخصٍ آخر انسلّ من تكويني ليصبح ملهمي الأدبي أو ما أسميه Bird of paradise عصفور جنتي التي أريد أن أسمع زقزقته في وكناته ليحلق بعيداً بعيدا عن أوكار الصقور الجارحة في هذا الزمان الذي أصبح مغايراً لما تربينا عليه، وما زاد الطين بلة هي تلك المعارك الدائرة وعوار الإنسانية الذي طمس شمس الحنين والصفاء والنقاء والتراحم والقيم التي أصبحت أزلية، كنتُ أتمنى أن أعود لنسختي القديمة ويعود البشر لسابق عهدهم وتعود مجريات الأمور كما كانت، لكني أسلمت بأن ذاك الآخر هو الذي يناسب هذه الحقبة من الزمان ولا يمكن بأي شكل من الأشكال أن تتماهى طبائع البشر البائدة مع صورتها الآنية وإلاّ ستصبح آيلة – لكني أؤمن بأن للأماكن أرواح سرمدية ومن رحلوا عنا مازالت أطيافهم ترقبنا وتطمرنا بشآبيب شذى الذكريات وطوق أمان بين ملمات الدهر.
(محاريب الخيال في نخاريب المحال)
عنوان مجموعة قصصيّة لك، المعذرة منك، استغربتُ العنوان، إذ إنّ المحاريب هي جمع محراب، والمحراب هو نتوء في منتصف الجدار المواجه للقبلة، يكون على شكل طاقة نصف دائريّة، والنّخاريب هي شقوق، أو ثقوب يتركها الدّود في الخشب، ما علاقة كلّ هذا بمضمون قصص الكتاب؟
وهل المجموعة من الخيال العلميّ؟
"النُخروب"وجمعه نخاريب أيضاً معناه لفظاً: ثَقْب مُهيّأ مِن الشَّمع، مُسدّس الأَضْلاع، يَمُجّ النَّحْلُ العَسَل فيه أَو يَضَع فيه بَيْضَه مثل نخاريب خليّة النَّحْل"
المحراب يتصومع فيه البشر ويعكفون على التأمل ويسيج ويكبح جماحهم عن النزوات وملذات ومرتع الحياة.. كما النحل الذي لديه مهمة ساميه ليفرز بين النخاريب بيضه أورحيقاً غذائاً سائغاً للشاربين بلْ ويزود عنه.. فتحقيق المُحال في الإمكان طالما هناك عزيمة وإرادة وهو جزء من كينونتي الشخصية وأحبُّ أن أحتفظ بأسبابي الخاصة التي تبعث تلك الطاقة والمشكاة الكامنة بين أوداجي بين مداد الأحبار.. حتى الخيال به جزء لا يتجزأ من الواقع وهو ما نطلق عليه الاثنوغرافيا.. فقد يحلم المرء ويجد مبتغاه أو تنقلب حياته بين عشية وضحاها.. ويبقى الأمل!...
هي قصص بين الخيال والواقع، تمورُ في دسُر الماورائیات وماعون الأحلام، الحبُّ في شطآنھا مجّرد أوھام وشطط؛ لكنّ الحقیقة الحتمیة السرمدیة ھي لواعجُ الصراخات والموت الزؤام ونھُام البوم وقیامة عنقاء الحریّة الصارخة وسط الأبابیل العرمرم من مراقد الرُفات والأناّت، ھمْساتُ عتابٍ ومُناجاة لفراشات الأقلام كي تصدح لغتھا في ذاك العالم المأفون، أسرارٌ في كتاب الأسرار وفي كنزِ اللوكاندة ؛ وشیطانٌ مارق یعبثّ الرعب في أرجاء البلاد، حتى خطیئة الآباء التي یتحمّ لھا الأبناء وتزجّ بھم وراء الأسوار، أساطیرٌ ومعالم وألغاز وطلاسم، ومازال البحث جاري عن سرّ" المَدفونة" ، حینذا یتعثر "سیزیف" فيمتاھاتٍ ودھالیز الحُبِّ المكذوب لیجد الخلاص والسعادة لمن أحبھّا، حتى الحقیقة الكامنة وراء أساطیر العشاق والبئر المسحور وسھام نسغتھا عروسة البحور – ألا وھي !.. ؛ الحُبُّ متاھة یسیطر فیھا طرفٌ ما على الآخر – حتى ولو كان آلیا أو فضائیا – لیس مأمون الجانب؛ الحُبّ غزوٌ مدمر في أھداب الحقیقة لیجعلھا أشلاءً من السراب في ھذا العالم الذي لا یبحث عن بیادر الأضوا ء ومشكا ة النور إلا من خلال – نخاریب!! من ذا الذي استنّ قوانين الأخيلة في عرنوس الظلام؟ من أين تجيء الحقيقة البلجاء في مُدلهمّ قيظ تنُّور المحال، جفّ المعين من الكلام ولم يعُد سوى همهمات العتاب التي لم تتعدَّ الحناجر..فإلى متى؟!!!
تبدأ رحلتنا القصصية بشيطان سكن بلدة ما مثخنةٌ بالأوجاع في جوٍّ من (الرعب والإثارة والفنتازيا) ثم تنطلق للفضائيين ومحاوراتهم لبني البشر وهذا هو محور(الخيال)، وما تلبث أن ننطلق في بيدر رحلة من الرحلات( بأدب الرحلات) والرحلة المكوكية التي تحاكي الواقع بين مصر والسعودية، وبعدها تقلنا السفينة وتزمّ أشرعتها في لوعات الرومانسية والحب، ولكنّ وطيس الحروب والأوجاع ومراقد الأحزان تأبا أن غادر ديار الإنسانية فتنحسر السفينة في (أدب المقاومة)، بعدها تتحرر مجاديف سفينتنا بين حروف لغتنا كتحفة لا تقلد في (مناجاة) أو مونولج وهمسات للعتاب ، من ثمَّ خيبة الأمل وضياع ما أبدعه الإنسان بأنامله مع هبوب رياح القدر ، ثم تشرع ماعونها على (أدب الواقعية) وسوسيولوجيا العلاقة بين المرأة والرجل من ناحية ، والوجه الآخر للمسؤل عن قريته وهي حكاوي العُمدة، وحكاية لطيم ومن ذاق أغلال السجون الذي يفر من دهاليز الشر وآخر يفر من دهاليز الحب المكذوب ومعاناة سيزيف ، في النهاية نجد السفينة قد شقّ عليها هذا الواقع لتأخذنا لبئر الرحالة كهرمان الذي أغوته عروس البحار في فيالق الخيال تارةً أخرى.
– في القصّة الأولى من الكتاب السّابق وعنوانها (بيلزباب مازال هناك)، حيث يكون بيلزباب(جنِّيًّا) يُصدر أصواتًا من بئر،
ونجد في القصّة أمورًا غريبة تحدث، وكأنّها مغامرة في عالم مليء بالأشباح، ولا سيّما حين لعبَ الأطفال لعبة (بوشين سابا)، وهي نوع من أنواع Necromancy ،أو استحضار الأرواح، هل ترى أّنّ قصص الرّعب يتقبّلها القارئ العربيّ، ولا سيّما أنّ العالم العربيّ لا تنقصه مشاهد رعب نراها يوميًّا، في فلسطين، وغيرها من دول مضطهدَة.
قصصي التي وضعتها بتلك المجموعة القصصية تحمل بين طياتها أدب المقاومة والإرادة والصمود، فلابد أن تعود الأرض لأصحابها يوماً ما؛ خاصة وإن تعلق الأمر بقضية القضايا فلسطين الأبية التي تفزعنا في مشاهد رعب حقيقي – هو الفزع بعينه!.. وليست ما يظهر على شاشات الأفلام من مشاهد ترويع أو تلك القصص التي تهتم بعناصر التشويق، ولكني أقصد قوى الشر في ذاك الشيطان (بيلزباب) لأرمز لذاك الكيان الأسود الذي روع الآمنين وعصف بقصر كائن بجوار البئر الذي يضم تابوته، هذا القصر كان مشفى يوماً ما وذاك الشيطان كان بتخطف الأرواح حتى وهو جاثم في تابوته مسجي بين كهنوته، في دلالة رمزية بأن الجحيم مازال مستعراً ومازال الشر مستطيراً، فأهل الشرستزول في نهاية المطاف وطأتهم وستخبو سطوتهم وطواغيتهم وستنبو شمس الحرية بنور النصر.
– هل الكتابة النّقديّة لنصوص تحاكي أو تشبه ما نكتبه تكون أسهل، أو أمتع، أم العكس صحيح؟
جميلٌ جداً دراسة النقدِ الأدبي وخاصة لو كان مطعما بدراسة أكاديمية أو قراءات عن الأدب العالمي، أو الاستماع لكبار النقاد، وأن تكون ناقداً في المقام الأول لما تكتبه بأن تضع ما كتبته من نصوص نصب عينيك وعلى مقربة وترى بعين الناقد كيف سيكون رد فعل القارئ ثم تُعدل وتغير وتبدل بين السطور، كأنك في حوار مع نفسك، النقد بمفهومه الحديث هو الاحتفاظ ببنية الجنس الأدبي بالشكل الصحيح والأسلوب السردي القويم، هو يصقل الموهبة الكتابية والتقنيات السردية بين نثر وشعر في المقام الأول، قد أخفق في بعض الأحيان بأن أحل محل القارئ البسيط أثناء القراءة أو عندما أجعل الغرائبية عميقة لأبعد الحدود، لذلك لابد أن تنقد نصك الأدبي كي تبدع.
ومن أكثر القراءات النقدية التي ذاع صيتها بمجلات وصحف رائدة بعالم الأدب: (العين السابعة وأبرار – للصديق الأديب المصري البارز.. متولي بصل) و(نبوءة ونهايات مطروقة والشمس تحترق أحياناً – للصديق الأديب المغربي المبدع.. حسن أجبوه) وأديبات وأدباء بعالمنا العربي وقراءتي لكم الاستاذة ميادة سليمان (حسرة في قلبي).. نص يعج بذكريات الطفولة التي تخالل ناموس الذكريات.
– لديك العديد من القراءات النّقديّة لم تنشر بعد، ما الأجناس الأدبيّة الّتي تفضّل أن تكتب عنها قراءاتك النّقديّة، وكيف ترى الحركة النّقديّة في الوطن العربيّ؟
نعم، لقد قمت بالعديد من القراءات النقدية ولكني أسمهيا دراسات انطباعية ذو منهجية نقدية، وأحاول أن أجعل الدراسة بناءة وأقف مع النص وأفككه لعناصر، ويكأني أعيد صياغة الأحداث بشكل نقدي لتوضيح أفكار وتيمات الكاتب، وأعجبني كثيرا النصوص الأدبية التي تندرج تحت (الميتاسرد) أو الحوارية بين الكاتب وسارده، بالنسبة لي الأجناس الأدبية المفضلة في النقد هي التي تصل بفكرة عميقة كما في (الومضة القصصية – القصة القصيرة – القصية القصيرة جداً – الشعر النثري – الرواية متعددة النغمات أو متعددة الحكايات).
حركة النقد في الوطن العربي مثمرة.. وهناك العديد من الوجوه الشابة اليافعة ترنو في سماء النقد الأدبي.. حتى وإن كانت محاولات فهي جيدة ومحمودة، لكن ما أعيبُ عليه وجود بعض من القامات النقدية قد لا تذلل السبل لهذه العناصر ليبزغ نجمها أو يدلون عليهم بعض النصائح المثمرة، كل ما أريده من شيوخ النقد بعالمنا العربي بأن يؤمنوا بتلك الرسالة التي نريد أن نقدمها.. الآخرون وأنايَ من أجل أن نزهو بين الأمم والعالم أجمع بشتى اللغات بقدراتنا الأدبية أيما كانت.
– عملتَ مترجمًا في مجالات علميّة وأدبيّة، إلى أيّ مدى استفدت من تلك المجالات في إثراء مخيّلتك القصصيّة، وكيف هي حركة التّرجمة في بلادك؟
بلى – الترجمة العلمية والأدبية تصقل موهبة الكتابة والإثراء المعرفي واللغوي، وترسمُ مخيلة وعوالم للمترجم تجعله يخترق الصورة الغائبة عن أي إنسان عادي، قد تجعل همه وشغله الشاغل الوصول للمعنى الدقيق للمفردة تماماً مثلما يبحث القاص عن تلك الحبكة التي تستجدي وتستحث القارئ، الترجمة هي سيناريو مصغر للكتابة الأدبية وأيضاً اللغة العلمية بمصطلحاتها تتداخل في إطارها اللغوي كما اتضح حديثاً مع النسق الأدبي.. على سبيل المثال لا الحصر: Cement his volition تعزيز إرادته وترسيخها، وحركة الترجمة رائجة بمصرنا أرض الكنانة الغنية بشبابها المبدعين بشتى اللغات الأوروبية، وهناك توجه كبير لتعلم اللغات الشرقية كاللغة الصينية والبهاسا.
– كيف تختار النّصوص الّتي ترغب في ترجمتها من العربيّة إلى الإنكليزيّة،
وهل لديك ترجمات من الإنكليزيّة إلى العربيّة؟
أقوم بترجمة العديد من النصوص الأدبية من العربية إلى الانكليزية بعد قراءة النص العربي الأصلي وعملية Skimming& Scanning القشط أو المسح السريح لأدرك مدى عمق الفكرة وبديع الكلمات، وقد أجد في ذلك تحدياً لأجد المرادف الملائم لروح النص، الأهم في الترجمة الحفاظ على روح النص نثراً كان أم شعراً، لابد أن تتمتع بذائقة أدبية في صيغة النص المترجم وتمتلك بنكاً معرفياً بين اللغتين .. المترجم منها وإليها، لابد من وجود دراسة أدبية للجنس الأدبي وكذلك حصيلة علمية في شتى المجالات كي تبني تلك الخلفية الثقافية، فهي ليست "صنعة" فقط بل لابد أن تصقلها الموهبة.
بالطبع كان لدي العديد من مترجمات في الأساس من الانجليزية للعربية مع العديد من طلاب الدراسات العليا في وقت الفراغ أثناء الدراسة الجامعية وأيضاً عملت كفريلانسر بمؤسسات بمصرعبر وسائل التواصل لفترة، والآن أعيد إحياء ترجمة تخصصية في الأدب مع أدباء بوطننا العربي بمنتدى للنصوص المترجمة عبر منصة الفيسبوك.
– حدّثنا عن مشاركتك في كتاب (عربيّة الهوى) التّابع لمنتدى الجياد في الأردن
وما ميزة الإصدارات الجماعيّة؟
شاركت تسعًا وتسعين أديباً لامعا بالوطن العربي لمنتدى الجياد ويضم العديد من القصص القصيرة جداً في معظمه، وكذلك الخواطر الأدبية والقصص القصيرة.
والأعمال الجماعية لدي أيضاً كانت مع منتدى نبض الإبداع العربي في الاصدارين السادس عشر والعشرون وأجده مثمراً كتوثيق للعمل الأدبي ورقياً .. لأني أجد التوثيق الإكتروني غير كافٍ لضمان حقوق الملكية الفكرية للكاتب.
– لديك مخطوطات لثلاثة دواوين تنتظر النّشر، هي:
(همسات شعريّة وعظات ماسيّة)
(شطآن الأشعار المخمليّة بين الفصحى والعامّيّة)
(حنانيكِ بيارقي! )
(إنسانيّة في مهبّ الريح)
– لمَ تميل إلى اختيار عناوين طويلة لمعظم كتبك، وعلى الأغلب فيها سجع، هل هي محاكاة للقدماء، وتأثّر بهم؟
نعم أميل إلى السجع في عنونة نصوصي الأدبية في إطار علاقتها بالمحتوى وقد يطول الأمر لأتريث وأجد المناسب، لأني أجده ملمحاً من سمات الإبداع والابتكار وكما يقولون (الجواب بيبان من عنوانه)، وليس ذلك في الأمر محمودا في كتابة المقالات الصحفية التي قد تحدث ضجة كبيرة والمضمون لا يلائمها، ولا ضير إن كنتُ أحاكي القدماء من القامات والأفذاذ وأتأثر بهم – ما بالك بـمقامات (بديع الزمان الهمذاني للأصفهاني)!
– ما هي الأفكار الّتي طرحتَها في كلّ ديوان، ولا سيّما الاوّل؛ هل يتضمّن -مثلاً- أشعارًا، وحِكمًا في الوقت نفسه؟
الديوان الأول ويمثل بداياتي الشعرية الحقيقية التي جمعتُ به نصوص عن الصداقة والصراع بين الخير والشر وأيضاً الافتخار بلغتنا العربية الشماء وأذكر منه هذه القصيدة:
(هذه أسوأ عاداتي...)
أتُرى هل من الانام من يشتهي الوغى؟
لماذا هنالك من يهوى العِدا؟
أتُرى هل هناك من يرفض السلام ويُلبي الندا؟
والديوان الشعري الثاني يتضمن خربشات باللغة العامية المصرية و أيضاً نصوص شعر نثري لموضوعات مختلفة تتعلق بالمناجاة مع الأصداف والبحر والرحيل والاغتراب وفرادس العشق .
والثالث يتعلق بما يخاتل النفس البشرية ويلقي الضوء على غضب الطبيعة من نوازل بالاضافة إلى الابتهالات الدينية النورانية للسمو بالروح.
والأخير يتعلق بأوراق الحيرة التي انتابت الإنسانية فأضحت لا تدرك ضمائرها التي ذاقت يباساً بين تيه ونسيان وأيضاً تلك الأوهام والذرائع التي يلجأ لهاإنسان هذا العصر بالتنصل من رسالته ليسود العالم بالسلام – لكنه أصبح في مهب الريح وطريداً للمكائد والشرور.
– هل أثّرت عمليَات الإبادة التي يرتكبها العدوّ الصّهيونيّ على الإبداع، أم مرَّت مرور الكرام، وماذا كتبتَ في هذا الشَّأن؟
العدو الصهيوني على مرَّ تاريخ البشرية هو منبع الشرور في هذه الأرض.. لا وطن له.. الإبادة نهجهم فهم الشيطان بعينه.. مذابحهم هي الجمرة التي أججت غضب العالم بأسره وأشعلة ثائرة لن يخمد بركانها حتى تنبري شارات النصر ونسترد الأرض وكل شبر بين الأطهار احترقت به أغصان الزيتون.
من بين كلماتي :
وأيمُ الله.. إنَّ وعده لحق.. أينَكِ زهرتي؟!
هاكم أنا أنثر مداد أحباري في كوفيَّتي الندية
هاكم أنا في غمد تاريخي أصرخ..
لبيكِ يا فلسطين الأدبية
االله أكبر كلما صدح الرصاص سُدى
الله أكبر كلما فاح المسكُ كالشذى
أنا الوليد اليوم وغدا سأكون مُخلدا
أنا كالنوازل ستطمس نيران الوغى
أنا منذُ مهد المسيح والمصطفى هاقد سرى
أنا عاشق للثرى حتى وإن هويت ممدَّدا
قسماً برب العباد سألبي هذا الندا
قسماً بمرابض الأطهار سيكون عُرسي هُنا
عبثاً تحاول يا كل شيطانٍ في المدى
هاقَد تلجلجت أباطيلٌ.. والحقُ أضحى لواءه أبلجا
لقد أزهرتُ من جديدٍ وسيكون قدسي مقصِدا.
ولدي ديوان شعري كتبت فيه عن أدب المقاومة وبه قصائد عديدة، نشرت معظمها إلكترونيا بمجلات عربية.
–