

الشاعر علي الرفاعي في حوار مع ديوان العرب

* موجز السّيرة الذّاتيّة للضّيف:
علي حسين الرفاعي من لبنان
• مهندس زراعي حائز على:
o جدارة في العلوم الطبيعية من الجامعة اللبنانية- كلية العلوم
o ماجستير في الهندسة البيئية والموارد الطبيعية من الجامعة اللبنانية- كلية الزراعة
• عضو لجنة صياغة قانون الصيدلية الزراعية في نقابة المهندسين في بيروت
• • ناشط اجتماعي، ثقافي ومدرب كشفي حائز على الشارة الخشبية من اتحاد كشاف لبنان عن فئة الكشافة.
صدرَ له في الشعر:
• "رقص على مقامات المطر" عام ٢٠١٦
• "من مسافة صفر - محاولة أخرى" الحائز على المرتبة الأولى في مسابقة أنطون سعادة الأدبية عن فئة الديوان الشعري عام ٢٠٢٢.
"أطلال ٢٤ – مسامير على طول الطريق" عام ٢٠٢٥
- اختصاصك الدّراسيّ في الهندسة الزّراعيّة بعيد عن أجواء الشّعر، فكيف أغرتكَ القصيدة، لتدخلَ عالَمها؟
في ظاهر الأمر، قد يبدو أن لا صلة ممكنة بين اختصاصي العلمي في الهندسة الزراعية وبين الشعر. لكن الذهاب إلى طبقة أعمق من المقارنة يبيّن أن بينهما قرابة خفيّة من نوع ما. فكلاهما، الزراعة والشعر، يتعاملان مع الحياة في أكثر لحظاتها هشاشة وتجردا، لحظة الولادة، كلاهما يعلّمك كيف تصغي للصمت، للزمن البطيء وكلاهما يفتح لك بابًا على حساسية مفرطة تجاه الوجود، والعالم، والخلق، والمفاهيم كلّها، والله.
ما أغراني في الشعر، أنّ العلم، على دقّته، لا يجيب على كل شيء. بينما يجيد الشعر طرح الأسئلة، ومنح المعنى لما قد نظنه عاديًا جدًّا. وهو ما يجعل من المهمَل اليومي شيئا جديرا بالتأمل.
- بما أنّك تختصّ في الهندسة البيئيّة، هل فكّرتَ في كتابة عمل موجّه للأطفال عن البيئة، وكيفيّة الحفاظ عليها؟
الفكرة تراودني باستمرار، بل وتزداد إلحاحًا كلّما طلب مني ولدي مجد أن أحكي له قصة، وكلّما شرعتُ في ارتجال حكاية جديدة لم يسمعها من قبل.
نعم، أرغب أن أكتب للأطفال، لا عن البيئة فحسب، بل عن العدالة والصدق والكرامة والتعاون، عن كل القيم التي بتُّ أخشى أن نخسرها في هذا العالم السريع والهش والمضطرب.
أرغب أن أكتب لهم أيضًا عن الخسارات كيف نواجهها دون أن ننكسر، عن الأفخاخ التي يزرعها الناس في طريق الناس، عن الخيانة، عن الكذب، عن الحقد...
أريدهم أن يروا العالم بعيون ما قبل ثورة الآلات، أن يعرفوا أن الكائنات الحيّة أصدق من الشاشات الباردة، أن العصافير أجمل من الألعاب الالكترونية، وأن الشجر والنهر والريح والنجوم... ليست مجرد أشياء، بل حكايات تروى وتروي.
ما يمنعني من كل ذلك أنني أتهيّب الكتابة للأطفال. الطفل لا يُجامل، لا يقبل اللغة المزيّفة، ولا يُخدع بالبهلوانات اللفظية. هو يريد الحقيقة فقط، ويريدها مطعّمة بدهشة بكر خالصة صافية. وأن تقول الحقيقة لطفل؛ تلك مهمّة كبرى.
لهذا، في انتظار أن أجرؤ على الكتابة لهم، أكتفي بأن أروي لطفلي بعض الحكايا كل ليلة، وأنا أُنصت لأجوبته التي غالبا ما تفوق حكاياتي جمالا وعمقا.

- حدّثنا عن عملك في مسابقة( منبر بعلبك)، لم يسبق لي أن سمعتُ بها، فهل هي مخصّصة لِلّبنانيّين فقط؟
مسابقة "منبر بعلبك" هي مسابقة أدبية أطلقناها في جمعية "سبت بعلبك الثقافي" عام 2017، كمنصّة لتشجيع طلاب الثانويات في المدينة على التعبير والكتابة، في مجالات الشعر، النثر، والخطابة.
لم نرد لها أن تكون مسابقة أدبية جامدة أو تقليدية، بل سعينا عبر آليتها لأن نحاكي لغة الجيل وروحه. ولهذا جاءت على عدة مراحل:
الفرز الأولي للمشاركات: جمع المشاركات من الثانويات وفرزها أوليًا وفق معايير محددة.
المرور الأول: حيث يعرض الطلاب نصوصهم أمام لجنة تدريب مؤلفة من شعراء وشاعرات شباب, ويختار كلّ مدرب منهم فريقه من الطلاب
مرحلة التدريب: تمتد على أكثر من شهر، يعمل خلالها كل مدرب مع فريقه على تحسين المشاركات على مستوى الأداء، الإلقاء، اللغة... دون المساس بروح النصوص وجوهرها
الحفل الختامي، حيث تمرّ النصوص أمام لجنة تحكيم تختار الفائزين في كل فئة.
في عام 2019، ومع بداية الانهيار الاقتصادي في لبنان، توقفت نشاطات الجمعية بالكامل. ثم عادت عام 2021 بخطى بطيئة، لكن الظروف لم تسمح باستمرارها، لأسباب كثيرة لا يتّسع المجال للخوض فيها، لكنها ترتبط مباشرة بانعكاسات الانهيار العام، وتداعياته على أعضاء ومنتسبي الجمعية.
مع ذلك، ما زالت الفكرة حاضرة في الأذهان وما زلنا نُسأل حتى اليوم عن العودة واعادة تفعيل عمل الجمعية، ونتمنى أن نتمكن من ذلك يوما ما.

- هل لديك مشاركات في مهرجانات خارج لبنان، وأيّها ترك أثرًا جميلًا في نفسك؟
نعم، كانت لي بعض المشاركات خارج لبنان، ربما أبرزها عام 2019 في ملتقى الشارقة للشعر العربي، بدعوة من دائرة الثقافة-بيت الشعر. وهي دعوة أعتز بها، لما لهذا الملتقى من مكانة في المشهد الشعري العربي، ولما أتاحه لي من مساحة تحتفي بالكلمة وتمنحها حقها من الجمال والجدية.
شاركت أيضا في بعض الأمسيات في سوريا ومصر والعراق، وإن كانت معظمها بدعوات فردية أو عبر مبادرات شخصية. كما كان لي بعض المشاركات عن بُعد، عبر المنصات الإلكترونية، خصوصًا خلال فترة الجائحة وما تلاها.
لكل من تلك المشاركات والتجارب أثرها الخاص، لكن السمة المشتركة التي تظل منها محفورة في ذاكرتي هي اللحظة التي تتحول فيها القصيدة من تجربة فردية إلى تجربة جماعية. حين تكتشف أن جملة بسيطة كتبتها في ظلمة غرفتك، وحدك، قد تضيء لقلب غريب عنك دربا.
هذا اللقاء الإنساني العميق جدا هو جوهر الشعر، وهو ما يمنح كل أمسية قيمتها.
- حدّثنا عن مشاركتك في مسابقة ديوان العرب، في أيّ فئة، وهل تنوي المشاركة في مرّات مقبلة، وهل من مقترحات لديك؟
شاركت في مسابقة ديوان العرب عن فئة القصة القصيرة، وكانت تجربة ماتعة بالفعل. حاولت من خلالها أن أكتشف ما في السرد من مساحة مختلفة للصوت، للصمت، ولتفاصيل لا تكتفي بالمجاز. لا خيانة للشعر، الذي ما زلت أراه الأقدر على الحفر في الطبقات العميقة للنفس، بل فتحًا لمسار مواز. وربما عودة إلى المجاز، ولكن من بابه الخلفي.
المشاركة أتاحت لي أيضًا تفاعلًا مع جمهور مختلف، وأظن أن أثرها سيظهر بشكل أو بآخر في تجاربي القادمة.
منفتح بالطبع على المشاركة مجددًا، وأعتقد أن وجود لقاءات نقدية مفتوحة أو حتى مغلقة، يمكن أن يضيف الكثير، ويوفر للمشاركين تغذية راجعة ترفع من جودة الأعمال وتعمق التجربة.
- هل يلقى المبدع اللبنانيّ الدّعم الكافي من الجهات الحكوميّة الثّقافيّة؟
لا يلقى المبدع اللبناني الدعم الكافي من الجهات الحكومية الثقافية. هذه ليست مسألة رأي أو وجهة نظر، بل واقع مزمن، قديم ومستمر.
نعم، المشهد الثقافي في لبنان غني بالجهود الفردية والمبادرات المستقلة من صالونات أدبية وجمعيات وأمسيات ولقاءات تغطي معظم المناطق، وقد شهدت هذه الحركة طفرة واضحة قبل عام 2019. لكنها تعرضت لهزات عنيفة بفعل سلسلة الأزمات التى لم تبدأ عند الانهيار الاقتصادي وجائحة كورونا ولم تنته عند الحروب بأشكالها وأحجامها المختلفة.
اليوم، بدأت خلية النحل هذه تعود تدريجيًا إلى نشاطها، تضج بالحيوية والتنوّع. وهو ضجيج له ما له وعليه ما عليه، لكن الإيجابي فيه يظل أكبر من السلبي.
لكن المشكلة، في رأيي، أن هذه الجهود كلها، مهما بلغت من صدق وجودة، تبقى مبادرات معزولة ما لم تُحتضن ضمن سياسة حكومية ثقافية عامة وشاملة.
ونحن في لبنان، نفتقر إلى استراتيجية واضحة تتعامل مع الثقافة كجزء من الهوية الوطنية، لا كترف موسمي أو واجهة إعلامية.
الدولة لا تستثمر في مبدعيها، لا في إنتاجاتهم، ولا في حفظ أعمالهم أو إيصالها إلى جمهور أوسع. وفي ظل هذا الغياب، يُترك المبدع اللبناني ليصارع وحده ضيق العيش، وشح الموارد، وانسداد الأفق.
رغم كل ذلك، فإن المبادرات لا تتوقّف. لكنها، ما لم تجد لها حاضنة حقيقية، ستبقى جزرًا مضيئة وسط بحر كبير من التجاهل.
– يقول النّاقد طارق آل ناصر الدّين في مقدّمة ديوانك الأوّل(رقص على مقامات المطر):
" علي... لا يقبل بشروط الحداثة المستوردة الّتي تفرض على المنتسبينَ إليها صورًا عبثيّة، ولغة ركيكة...إنّه يزرع شعرَه هوَ، في أرضه هيَ، ولا يأكل من ثمر سواه."
كيف تستطيع الحفاظ على خصوصيّة قصيدتك أمام الكثير من نصوص اللامعنى المسمّاة شِعرًا حداثويًّا؟
في الحقيقة، لا أزعم أنني أملك وصفة ناجعة للحفاظ على خصوصية قصيدتي. كل ما في الأمر أنني أحاول أن أكون وفيًّا لتجربتي، لصوتي، وللبيئة التي خرجت منها قصيدتي في لغتها، في مناخها العام، في وجدانها، وفي حساسيتها تجاه الأشياء.
ثم إنني لا أكتب لأكون حداثيًا، ولا لأكون كلاسيكيًا. أكتب لأن ثمة ما أحتاج لقوله، وبعد ذلك فقط تأتي مسألة الشكل.
أكتب القصيدة العمودية وأكتب قصيدة التفعيلة، ورغم أنني لا أفهم معظم التنظير الذي يحيط بقصيدة النثر، فإنني لا أرفضها بشكل قاطع. وربما يأتي يوم أكتب فيه قصيدة النثر إذا وجدت فيها ما يخدم المعنى.
ما يعنيني أولًا وأخيرًا هو الصدق الداخلي للنص، لا شكله الخارجي. وما يحزنني فعلًا أن تُختزل الحداثة أحيانًا في فوضى شكلية أو تهويمات جوفاء تُقدَّم على أنها عمق ورمزية، أو أن تُدان النصوص المتماسكة، المسبوكة والمشغولة بعناية وصدق، بأنها تقليدية.
أنا لا أضع نفسي في هذا التقابل، بل أحاول أن أقاوم القبح فقط، وأحرص ألا أكتب نصًا يمكن أن يُنسب لغيري بسهولة.
- (ديوانك أطلال ٢٤/ مسامير على طول الطّريق)، ما هي الأطلال الّتي كانت محور الكتاب، وما هي المسامير الواخزة أقدام الفكر فيه؟
"أطلال 24 - مسامير على طول الطريق" هو ديوان كُتبت معظم قصائده خلال المجزرة المستمرة والإبادة المتنقلة بين غزة ولبنان، والتي تتسرّب مثل بقعة زيت سوداء فوق خرائط هذا الشرق.
العنوان ليس مجرّد استعارة أو إحالة على رمزية الأطلال في الشعر العربي، بل توصيف شعوري وفكري لحالة نعيشها. فهو ليس وقوفا على الأطلال بما هو فناء وتحطم وانكسار، بل هو توصيف حقيقي جدا لحالة تريد للدم أن يخرج من تحت أطلاله طوفانا جديدا.
الأطلال هنا هي كل ما تهدّم في دواخلنا، وكل ما انكسر حولنا، وكل ما رافق ذلك المشهد من انهيار إنساني وأخلاقي وفكري ووجودي هائل.
أما المسامير، فهي تلك الأسئلة الحادة التي لا تنتهي، والممتدة على طول طريق تاريخنا العربي . هي الأسئلة المؤلمة، المشاهد التي لا تُنسى، الشكوك القاتلة، العبارات التي تحفر عميقا في الوجدان حين تخرج عفوا من فم طفل ما زال به رمق وهو تحت الركام.
هي شحنات من الدمع والدم تضرب الذاكرة والضمير. تمنعنا من السير كأن شيئا لم يكن، لكنها تمنعنا أيضًا من السقوط الكامل في البلادة واللاشعور.
الديوان محاولة للقبض على لحظة تاريخية كثيفة وثقيلة وموحشة، بكل تفاصيلها وتناقضاتها، من خلال الشعر بما هو أداة مقاومة، وقدرة على التقاط الهشاشة ومواجهتها في آن.
– "أقسى من الحزنِ
كلّ الدّمع لا يكفي
أمضى من السّيفِ
جاء الطّعنُ من خلفي"
وجهُ مَن يذكّركَ هذا المطلع من قصيدتك؟
ماذا كتبتَ لأحمد المناصرة؟
وهل ترى أنّ الشّعراء العرب أدّوا واجبهم تجاه أطفال غزّة؟
هذا مقطع من قصيدة بعنوان "وميض خفيف على رقعة الموت"، كتبتُها إلى نبيلة نوفل، الرضيعة الفلسطينية التي وُلدت يوم 6 أكتوبر 2024، واستُشهدت يوم 13 من الشهر نفسه.
يومها، لم أكن أتخيّل، حتى في أكثر كوابيسي سوداوية، أن تتحوّل نبيلة إلى نمط في الإجرام، وأن يتحوّل جسدها الطري، وهو يذوي تحت القصف، إلى ما يشبه المانيفستو المفتوح على جرائم لا تنتهي، وأن تصبح قصتها مفتتحًا لسلسلة من المآسي التي تكررت بتسارع وقسوة
هند رجب، محمد أبو لولي، مجهول 101... وجوه كثيرة احتشدت لاحقًا في هذا النص، الذي لم يبقَ أسير سياقه الأول، بل اتّسع ليشمل كل أولئك الذين يشبهون نبيلة، والذين تحوّلوا إلى علامات واضحة على جبين عالم قذر، وإلى إشارة صارخة على سقوط الإنسان.
وجع هذه القصيدة، بل وجع الديوان كلّه، لم يكن في القتل فحسب، بل في تكراره، وفي الصمت عنه...
أما أحمد مناصرة، فقد كتبتُ له في ديواني الأول "رقص على مقامات المطر" نصًا بعنوان "ترنيمة لجرح أحمد".
ورغم مرور ما يزيد على عشر سنوات على الحادثة والنص، فإن كلماته يومها، وهو يخاطب الضابط الإسرائيلي: (والله مش متذكر، خذني على الدكتور، نجنّيت أنا، شفت حالي على الكاميرا وأنا صدقت، وأنا مش متذكر أنا...) لا تزال تؤلمني، وقد استعدتُها كثيرًا حين رأيناه يخرج مؤخرًا من السجن، شابًا بلا ملامح، بعدما دخله طفلًا بملامح خضراء نابضة.
هل أدّى الشعراء العرب واجبهم تجاه أطفال غزة؟
السؤال مؤلم بحد ذاته. هناك من كتب بصدق، وهناك من كتب فحسب، وهناك من صمت. لا يمكن التعميم، أظن أن الغالبية لم تُقصّر. لكن السؤال الحقيقي ليس عن عدد القصائد التي كُتبت، بل عن مدى قدرة هذه القصائد على أن تتحوّل إلى وعي ووجدان جمعي مقاوم.
وفي هذا، الشعر وحده لا يكفي. الشعر لن يُسقط الطائرات، ولن يردّ الرصاص، ولن يعيد الشهداء. هو فقط يستطيع أن يفضح القتلة، وقد يستطيع أن يصنع جيلًا لا ينسى.

- من ديوانك رقص تحت المطر
قصيدتك (ألفُ بوح)، ماذا بُحتَ لبيروتَ، وللشّام؟
"بيروت أرملة ترفض أن تغادر شهر عسلها" هكذا قال لي بائع الكتب في المتنبي ذات زيارة الى بغداد، وهكذا أرى بيروت التي عشت فيها كل ما يمكن اختباره خلال حياة واحدة: الانهيار الاقتصادي والاجتماعي، التفجيرات المتنقلة، الاغتيالات، الثورة، انفجار المرفأ، الحرب...
كتبت لها في "فاصلة":
رأيت بيروت أنقاضًا على كتفي
وتنهش القلب جوعًا، سُرَّ من كفرًا
وهي أنقاضٌ أحملها بحب، كجسد لا يزال به رمق حياة ويقاوم.
بيروت تحترف الرقص تحت القصف، والحياة في قلب الموت، والوقوف في عين العاصفة. وهي تشبهني كثيرًا، وتشبه قصيدتي، لذا أحبها.
أما الشام، فهي وجع مستمر، وسؤال كبير لا أملك له جوابًا. هي الفسحة التي كنت أهرب إليها عندما تضيق بي بعلبك أو بيروت، كما يهرب الطفل من صرامة والديه إلى بيت جده.
وبالنسبة لي كبعلبكي، الشام ليست مجرد جارة أو عمق جغرافي، بل ذاكرة مشتركة، وعلاقات أقدم من عمر البلدين كما نعرفهما اليوم.
أحبها وأتمنى أن تبقى كما كانت دائمًا، ملاذًا وأملًا، وموطنًا للحكايات والذكريات.