الجمعة ١٥ حزيران (يونيو) ٢٠٠٧
بقلم ريمون جرجي

العيد الماسي لمجلة الضاد الحلبية...

بلمسات حسين عصمت المدرس

احتفالاً بمرور77 عاماً على تأسيس مجلة الضاد التي أسسها عميدها المرحوم الأديب الشاعر عبد الله يوركي حلاق عام 1931، ومنذ تأسيسها تحولت إلى منبر للشعراء والأدباء في الوطن العربي وبلاد المهجر، رسالتها فكرية وأدبية وثقافية واجتماعية وقومية, ولازالت مستمرة في النشر حتى يومنا هذا .

الباحث حسين عصمت المدرس الذي أضفى خبرته في إقامة المعارض التوثيقية وتنظيمها ( كمعارض الكتب والصور التاريخية والأثرية) على هذا المعرض الذي أقيم في صالة بلاد الشام من فندق شهباء الشام من 7-10 حزيران يونيو 2007 تحت عنوان " الضاد وعميدها عبد الله يوركي حلاق في عيدها الماسي " .
يقول المدرس بأن المعرض يضم لوحات تحكي مسيرة الضاد، وهذا المعرض سلط الضوء على بعض الزوايا والجوانب الخفية عن الكثيرين من الذين قرؤوا نتاج الضاد وعميدها، حيث تضمن المعرض صوراً للأديب عبد الله حلاق مع الشاعر القروي، رياض المعلوف، البدوي الملثم( يعقوب العودات)، عبد السلام العجيلي، فتح الله الصقال، محمد سعيد الزعيم، سامي الكيالي ، وعمر أبو ريشة، وغيرهم من الشخصيات الأدبية والعلمية البارزة في حلب وارتباطها مع الحركة الفكرية في لبنان والدول العربية كفلسطين ومصر والعراق و الأردن، وحتى في بلاد المهجر الذين اشتركوا معاً بلغة الضاد .

ترك عميد الضاد عبد الله يوركي حلاق مكتبة تحتوي على عشرة آلاف كتاب وثلاثمائة وثلاثون مخطوطاً وهو الحائز على وسام الاستحقاق السوري من الدرجة الأولى الذي قلده إياه الراحل حافظ الأسد رئيس الجمهورية عام1993 فرقى بذلك الوسام الذي كان قد منحه له في العام 1985 من الدرجة الثانية إلى الدرجة الأولى.

الأديب الشاعر رياض عبد الله حلاق الصاحب والمدير المسؤول للضاد حدثنا عن والده قائلاً: " لو كان والدي حياً معنا اليوم، لكان سروره عظيماً جداً كما هو شعورنا الآن، فمسيرة الضاد لازالت مستمرة والأدب الذي كرس له الوالد حياته مازال هو شعارنا وهدفنا"،وكشف رياض عن سبب بقاء والده في حلب وعدم تفكيره بالهجرة كما غيره من الأدباء والشعراء قائلاً: " والدي كان عربياً حتى الصميم، كان يُحب تُراب حلب ويعشق حلب وهو القائل من كندا" إنني حننتُ إلى الشهباء يا كندا….متى أراها……………… "

وعن رأيه بلمسات حسين المدرس في تنظيم المعرض، أوضح رياض عبد الله حلاق بأن المدرس هو رجل مثقف وله الفضل في هذا المعرض، وأنه تميز من خلال خبرته وثقافته بإظهار هذا المستوى الراقي للوحات المعرض وترتيبها وعرضها.

الحفيد الشاب رياض عبد الله حلاق رئيس التحرير الحالي (الذي يمثل الجيل الجديد في أسرة الضاد) أوضح بأن: الإرث الكبير العريق الذي تسلمه عن جده عبر والده سيكون محور حياته وسيحاول الحفاظ عليه، لا بل الإضافة إليه حتى تبقى راية الضاد متقدة( رغم انخفاض عدد القراء والمشتركين بها نتيجة للواقع الثقافي المتردي الذي يعيش أزمةً ثقافية واضحة في أيامنا الحالية، وأنه يسعى إلى إدخال الاهتمامات والمفاهيم الحديثة وتحديث الشكل والمضمون لمجلة الضاد حتى تبقى مواكبة للعصر وتستمر في النشر.

من جانبه كشف والده رياض بأن الرئيس الدكتور بشار الأسد تمنى من رياض الابن ( أثناء لقائه معهما) الاستمرار في نشر الضاد كي تصل الضاد للاحتفال بذكرى المئوية في المستقبل على أقل تقدير.

بدوره وصف مطران القدس في المنفى هيلاريون كبوتشي المعرض قائلاً: إن صور المعرض أعادته إلى الأيام الخوالي وإلى تلك اللقاءات الحلوة التي كانت تُقام في الوطن بين الأدباء والمثقفين، خاصة أنه قادم من الغربة والمنفى ، من البعد والعزلة، ومن الرائع له أن يلتقي بأحبابه على أرض الوطن وعلى أرض أمه والأرض هي أم والأم هي بعد الله قداسة للإنسان".

ختاماً نستشهد بأبيات لعميد الضاد المرحوم عبد الله يوركي حلاق حول اللحمة الوطنية التي تغنى بها في ثلاثينيات القرن الماضي، وكأنه كان يتحدث عن واقعنا الحالي المعاش ضمن هذه المخططات الغربية التي تحيكها لنا حكومات ودول لأغراض وأطماع دنيئة

عانق المسلمون أبناءَ عيسى

والنصارى قد عانقوا الإسلام

فليمتْ زارع الشقاقِ فإنــا

أمةٌ تأبى أن تموتَ انقسامـا

بلمسات حسين عصمت المدرس

أي رسالة أو تعليق؟

مراقبة استباقية

هذا المنتدى مراقب استباقياً: لن تظهر مشاركتك إلا بعد التصديق عليها من قبل أحد المدراء.

من أنت؟
مشاركتك

لإنشاء فقرات يكفي ترك سطور فارغة.

الأعلى