الخميس ٢٦ كانون الأول (ديسمبر) ٢٠٢٤

المحطة رقم 15 لمهرجان المسرح العربي

أحمد طنيش

هوية مهرجان المسرح العربي:

تقيم الهيئة العربية للمسرح، الدورة 15 لمهرجان المسرح العربي بتعاون مع وزارة الثقافة والشباب والرياضة والجمعية العمانية للمسرح وستقف هذه الجهات الشريكة والداعمة والمسهلة لسبل إنجاح هذه الدورة من المهرجان في مسقط من 9 إلى 15 يناير 2025. يعتبر مهرجان المسرح العربي ملتقى إبداعي وفكري وتكويني يجمع المسرحيين العرب من داخل الوطن العربي وخارجه إلى جانب ضيوفه من مبدعين ومؤسسات عربية ودولية، وقد تجاوز هذا المهرجان الصيغ المعتادة للمهرجانات لأنه صار موسماً مسرحياً يسلط الضوء على خلاصة نتاج المسرح في الوطن العربي بأكمله المتفاعل على مدار الموسم المسرحي تتويجا لهذا الحراك ابتداء من أيام انعقاده في يناير على رأس كل سنة إلى رأس السنة المقبلة، معلنا افتتاحا للموسم المسرحي العربي، الذي اختار العواصم العربية للاحتفاء بالتجارب والمسارح العربية تاريخا ومكانا وإبداعا وتأليفا ونقدا ودراسة واستشرافا للآتي، كما يعتبر المهرجان في ذات الوقت تتويجاً لفعاليات الهيئة العربية للمسرح التي تنتظم على امتداد الموسم، من خلال المسابقات الإبداعية والعلمية والمنافسة بين الأعمال المسرحية، والإصدارات والنشر والإعلام. يعتبر المهرجان كذلك لقاءً سنويا يشمل آخر مراحل التنافس لنيل جائزة صاحب السمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي لأفضل عمل عربي مسرحي وعروض مميزة اختارت مسارها خارج التنافس، وهي عروض تتلقى ذات الرعاية والاهتمام في المهرجان؛ لذا يحتفي المهرجان بالإبداع والمبدعين وباليوم العربي للمسرح 10 يناير من كل سنة؛ إذ تتشرف كل دورة بتكليف علم مسرحي من الوطن العربي يلقي كلمة اليوم العربي للمسرح، وسيكون صاحب رسالة اليوم العربي للمسرح في 10 يناير 2025 بمسقط، سلطنة عمان، الفنان والمبدع المسرحي الفلسطيني فتحي عبد الرحمن.

كرس مهرجان المسرح العربي عبر دوراته الأربع عشرة السابقة كونه أكبر من مهرجان، وأعمق من مناسبة سنوية، وأنه مؤتمر شامل و فوق العادة في لحظته يفكر المسرحيون العرب من شتى أصقاع العالم في مسيرة وصيرورة مسرحهم، ليرسموا الخطوات الجديدة والمتجددة، وللاستئناف الإيجابي على ما حققوه من أجل الذهاب نحو ما يجب تحقيقه؛ لذا دأب المهرجان على تطوير آليات عمله ليشكل بوصلة حقيقية للمهرجانات وتطويرها، لأنه المهرجان الذي جاء ليكمل ويتعاون ويطور ويتطور مع الجميع.

تصريح الأمين العام للهيئة العربية للمسرح:

صرح الأمين العام للهيئة العربية للمسرح د. إسماعيل عبد الله، بمناسبة الاستعدادات والتحضير للدورة 15 من مهرجان المسرح العربي أن هناك شراكة مثمرة مع وزارة الثقافة والرياضة والشباب والجمعية العمانية للمسرح، وحكمة وخبرة الهيئة العربية للمسرح بتوجيه من صاحب السمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي كلها ضمانات لتكون الدورة الخامسة عشرة دورة نوعية، وهي هدية الهيئة للمسرحيين العمانيين. وقد جاء اختيار مسقط لتحتضن المهرجان استجابة للرغبة الكبيرة والأكيدة من طرف المسرحيين في سلطنة عُمان، وبتعاون مثمر مع وزارة الثقافة والرياضة والشباب، والجمعية العمانية للمسرح وقد تم اختيار مسقط لتكون حاضنة لتنظيم الدورة الخامسة عشرة من المهرجان كدورة مميزة، وهي الرابعة التي تنظم في دول الخليج (بعد قطر 2013، الشارقة 2014، الكويت 2016)، ولا بد في هذا المقام من الإشادة بالطموح والهمة والحيوية التي تميز بها الشركاء في سلطنة عُمان، وكذلك الإشارة بكل التقدير لجدية وحماسة المسرحيين في سلطنة عمان، ليجعلوا من المهرجان مناسبة ثقافية وطنية وعربية بامتياز.

رسالة اليوم العربي للمسرح 10 يناير 2025:

اختارت الهيئة العربية للمسرح الفنان الفلسطيني فتحي عبد الرحمن ليكتب ويلقي رسالة اليوم العربي للمسرح الذي يصادف العاشر من يناير من كل عام، هذه الكلمة التي تشخص الوضع العربي وتتطلع للحلم العربي، وتخاطب المسرح من خلال مختبر الذات والآخر من زاوية قطرية وهوياتية مرتبطة بالبعد الإنساني والكوني، يعد صاحب كلمة اليوم العربي للمسرح الفنان المبدع فتحي عبد الرحمن من أهم المسرحيين الفلسطينيين المؤثرين في صياغة المشهد الفلسطيني المقاوم منذ منتصف سبعينيات القرن الماضي وفي ساحات عربية مختلفة، مصر والعراق وسوريا ولبنان والأردن وأخيرا فلسطين، وإضافة لكونة مخرجا فهو كاتب وناقد وممثل، و مؤسس فرقة المسرح الشعبي.

التكريم والمهرجان:

درجت الهيئة العربية للمسرح على تقديم تكريمات تشكل تقديراً لجهود أثرت المسرح في البلد المحتضن، وتأبى عمان إلا أن تتميز، في الدورات السابقة ذهب التكريم لأشخاص، تختارهم الجهات الشريكة في البلد المحتضن، إلا أن وزارة الثقافة والرياضة والشباب والجمعية العمانية للمسرح آثرتا تكريم خمس جهات كان لها الأثر الكبير في التأسيس والتطوير، وهي: المدارس السعيدية، مسارح الأندية، مسرح الشباب، فرقة الصحوة المسرحية الأهلية، والجمعية العمانية للمسرح، كما ارتأت الجهات الشريكة في سلطنة عمان استضافة 20 مسرحيا عمانيا كضيوف شرف يتم تكريمهم من طرف الجمعية العمانية للمسرح خلال فعاليات المهرجان.

أعلنت الهيئة في مطلع شهر ديسمبر 2024 أسماء الفائزين في المسابقة العربية للبحث العلمي المسرحي، والتي نظمت تحت عنوان (التراث والمسرح، وما بعد التراث في المسرح العربي، رؤية نقدية في سبيل صياغة عربية جديدة)، وتشكلت لجنة التحكيم من الأساتذة: د. شمس الدين يونس من السودان، الدكتور عبد الرحمن بن زيدان من المغرب، الدكتور محمد شيحة من مصر، وكان الفوز من نصيب الدكتورة الزهرة براهيم من المغرب بالمرتبة الأولى، الحسين الرحاوي من المغرب بالمرتبة الثانية، حسام محيي الدين من لبنان بالمرتبة الثالثة.

الجانب التكويني: التمثيل وإدارة الممثل والإيماء وحماية ذوي الهمم في المسرح.

من خلال العمل على جعل المهرجان حدثاً فارقاً في الحياة المسرحية العمانية، تنظم الهيئة أربع ورش، الأولى في مهارات التمثيل وفق منهج تشيخوف، يؤطرها د. عجاج سليم من سوريا، والثانية ورشة فن إدارة الممثل يوطرها د. معز المرابط من تونس، والثالثة ورشة فنون الإيماء يؤطرها سعيد سلامة من فلسطين، وورشة حماية ذوي الهمم في المسرح تؤطرها شيري غباشي من الأردن.

دلالات الأرقام:

بنظرة سريعة للبرمجة العامة للمهرجان نجد أنفسنا أمام حجم وعمق وتنوع مختلف يقوده فكر وتصور ورؤيا، يمكن تلخيص دلالات أرقامها كالتالي:

15 عرض مسرحي من 13 دولة عربية، 11 منها تتنافس على جائزة صاحب السمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي لأفضل عرض مسرحي عربي، إضافة لمشاركين من 21 دولة عربية. و 500 مسرحي عربي من مختلف أنحاء العالم يشاركون في المهرجان، اختير هذا العدد من العروض من أصل 175 طلب مشاركة، شكلت لها الهيئة العربية للمسرح لجنة مشاهدة واختيار تكونت من الدكتور يوسف عايدابي، من السودان، رئيساً وعضوية كل من د. جبار جودي من العراق، خالد جلال من مصر، هزاع البراري من الأردن ويوسف الحمدان من البحرين.

15 عرض مسرحي عبر مسارين: المسار الأول – تتنافس على جائزة صاحب السمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي، أسطورة شجرة اللبان. فرقة مزون. سلطنة عمان. عن رواية موشكا لمحمد الشحري/ اقتباس نعيم نور، إخراج يوسف البلوشي، البخارة. أوبرا تونس، قطب المسرح. تونس. تأليف صادق الطرابلسي والياس الرابحي، إخراج صادق الطرابلس،الملجأ. معمل 612. الأردن. تأليف نجيب نصير وسوسن دروزة، إخراج سوسن دروزة والحاكم مسعود، المؤسسة. مسرح الصواري. البحرين. عن نص أنطونيو باييخو، إعداد عيسى الصنديد، إخراج عيسى الصنديد، بين قلبين. مشيرب للإنتاج الفني. قطر، تأليف طالب الدوس. إخراج محمد يوسف الملا، ريش. شادن للرقص المعاصر. فلسطين. تصميم وإخراج شادن أبو العسل، سيرك. الفرقة الوطنية للتمثيل. العراق. تأليف وإخراج جواد الأسدي، غصة عبور. فرقة المسرح الكويتي. الكويت. تأليف تغريد الداوود. إخراج محمد الأنصاري، كيف نسامحنا؟. مسرح الشارقة الوطني. الإمارات. تأليف اسماعيل عبد الله، إخراج محمد العامري، ماكبث المصنع. فريق كلية طب أسنان جامعة القاهرة. مصر. عن ماكبث شكسبير، إعداد وإخراج محمود ابراهيم الحسيني، هُمْ. مسرح أنفاس. المغرب. تأليف عبد الله زريقة. إخراج أسماء الهوري.

عروض المسار الثاني: ذاكرة صفراء. فرقة نورس المسرحية. السعودية. تأليف عباس الحايك. إخراج حسن العلي، عد عكسي. المسرح القومي. دمشق. سوريا. تأليف وإخراج موسيقي سامر الفقير، تأليف ودمى وإخراج العرض هنادة الصباغ، نساء لوركا. الفرقة الوطنية للتمثيل. العراق. عن نصوص للوركا، تأليف وإخراج عواطف نعيم، هاجّة (بوابة 52). مسرح الناس. تونس. تأليف دينا مناصرية. إخراج دليلة مفتاحي.

الفكر والنقد والتداول المهرجاني:

يعد الجانب الفكري والنقدي والتداولي ونشر الدراسات والأبحاث، روح المهرجان التي تفكر من داخله وتفكك آليات ديمومته وتطلعاته وهوياته المتعددة، ومن فعاليات الدورة 15 الرئيسية المجال الفكري ضمن"المؤتمر الفكري" الذي تشارك فيه نخب من أهم الباحثين وأصحاب التجارب من الوطن العربي وخبراء محوره: "المسرح والذكاء الاصطناعي بين صراع السيطرة وثورة الإبداع الإنساني" حيث يقدم مجربون مسرحيون من مختلف التخصصات (تصميم سينوغراف، هولوغرام، مابينغ، تأليف) تجاربهم، انطلاقا من الشعار الدائم للمؤتمرات الفكرية "المسرح مشغل الأسئلة ومعمل التجديد".

يتكون المؤتمر الفكري من ندوة إصدارات حول المسرح في سلطنة عُمان، وندوة المسرح والذكاء الاصطناعي بين صراع السيطرة وثورة الإبداع الإنساني، إضافة إلى ثلاث جلسات توقيع الإصدارات العمانية والعربية في معرض منشورات الهيئة العربية للمسرح. وإلى جانبهم ينتصب معرض إصدارات الهيئة العربية للمسرح الذي يقترح، الدراسات والنصوص والتوثيق والترجمة التي تصل هذه السنة إلى 370 عنواناً، من بينها 9 كتب جديدة حول المسرح العُماني صدرت بمناسبة المهرجان. هذا وسيشهد معرض إصدارات الهيئة العربية للمسرح جلسات لتوقيع 33 من المؤلفات حول المسرح العماني والخليجي والعربي، الصادرة ضمن منشورات الهيئة، كما ينظم المهرجان مؤتمرات صحفية متواصلة ويومية، تنطلق من الشارقة وتعبر إلى مسقط لتغطي كافة فعاليات المهرجان ويصل عددها إلى 28 مؤتمرا، ويخصص لها في المهرجان مركز إعلامي.

تكاملا مع مجال النقد والفكر سيتم تطوير برنامج الاستوديو التحليلي الذي أطلقته الهيئة العربية للمسرح في الدورة الرابعة عشرة وكان مقتصرا على ندوات النقد التطبيقي للعروض؛ إذ تضع الهيئة استوديو 15 في إطار أوسع لتغطية جوانب أخرى من فعاليات المهرجان، والذي يستضيف حوارات ومحاورين عرب إضافة لتغطية الفعاليات اليومية المختلفة مع فريق صحفي عماني محترف، وإلى جانب هذا الحضور والحضوة الإعلامية

تصدر نشرة مهرجان المسرح العربي في 24 صفحة ملونة وبشكل يومي وشاملة لكافة نشاطات المهرجان.

ولأن الحدث المهرجاني موجه للمتلقي العربي وللأجيال والذاكرة وللمتلقي المباشر العماني وضيوف عمان والآخر عن بعد؛ لذا يشهد المهرجان في كل عام نشاطا كبيراً على صفحات التواصل الاجتماعي وقد برمجت الهيئة في هذا العام خطة واسعة لتفعيل هذا الجانب. متزامنة مع بث مباشر لكافة الفعاليات بواقع 14 ساعة يوميا يعزز البث المباشر لكافة الفعاليات من عروض وندوات وورشات، ليتمكن كل المسرحيين أينما كانوا حول العالم من متابعة فعاليات المهرجان، خاصة وأن المهرجان بات محط أنظار المسرحيين في مختلف أصقاع الأرض.

أحمد طنيش

أي رسالة أو تعليق؟

مراقبة استباقية

هذا المنتدى مراقب استباقياً: لن تظهر مشاركتك إلا بعد التصديق عليها من قبل أحد المدراء او المديرات.

من أنت؟
مشاركتك

لإنشاء فقرات يكفي ترك سطور فارغة.

الأعلى