الثلاثاء ٤ أيلول (سبتمبر) ٢٠٠٧
بقلم عـلـي الـخيـل

المطالبة بإطلاق اسم البردوني على أحد شوارع اليمن

طالب المشاركون في اختتام فعاليات مهرجان البرودني الثقافي الأول الجهات المعنية بضرورة إطلاق اسم عبد الله البردوني على أحد الشوارع الهامة في العاصمة صنعاء كتقدير بسيط يمكن من خلاله تخليد اسم هذا الرمز، الذي خلد وكرم نفسه في حياته، وليس بحاجة لمن يكرمه بعد وفاته، لكنه واجب الأجيال تجاه علم لم يبخل بشيء في سبيل خدمة القصيدة والثقافة والإبداع.

وأكد البيان الصادر عن المهرجان الذي نظمه على مدى 5 أيام اتحاد الأدباء والكتاب اليمنيين فرع صنعاء - على أهمية جمع تراث و مدونات شاعر اليمني الكبير عبد الله البردوني، وكل ما كتب عنه في الصحف والمجلات المحلية والعربية ووسائل الإعلام المختلفة، وتوثيقها، وإتاحة الفرصة للأجيال القادمة من الباحثين والدارسين والمهتمين للاطلاع عليها.

وشدد المشاركون على ضرورة تحويل منزل البردوني إلى متحف مفتوح، ومزار ثقافي للأدباء والكتاب والشعراء والمهتمين والباحثين يحمل اسمه، ويضم تراثه ومؤلفاته ومقتنياته، وكل ما لها علاقة بشخصيته الإنسانية وتجربته الإبداعية الشعرية والفكرية للاطلاع من خلالها على عظمة هذه القامة الأدبية اليمنية الكبيرة عربياً وعالمياً.

كما شددوا على الجهات المعنية بالعمل على جمع أعمال البردوني الإبداعية التي لم تصدر وإصدارها، وإعادة طباعة إصداراته السابقة، وطباعة أعماله النثرية الكاملة، وإتاحتها أمام القراء.. منوهين بأهمية استمرار وتواصل دورات هذا المهرجان سنويا احتفاءً بإحياء ذكرى وفاة الشاعر والاديب والمفكر اليمني الكبير عبدالله البردوني في 30 اغسطس عام 1999م ،، ومناسبة لتنظيم الفعاليات الثقافية والأدبية، ومناقشة جديد القضايا المتعلقة بجديد تجربة البردوني الشعرية والفكرية، وإضاءة الكثير من زواياها، والكشف عن خبايا جمالياتها، والبحث في تفاصيل خصوصيتها، وتأكيد القيم الحداثية المتجددة في مسار النتاج الإبداعي الشعري لقصيدة البردوني، والدور الذي أسهم من خلاله في تطوير القصيدة العربية العمودية، والانتقال بها إلى مستويات دخلت بها مراحل جديدة.

وكان شاعر اليمن الكبير "عبدالله البردوني " ، قد أحياء في حفل افتتاح المهرجان على رواق "بيت الثقافة" بصنعاء ، صباحية شعرية ضمخها بعطر عبقريته المتجدد بالدهشة ، حضرها كوكبة من شعراء اليمن، يتقدمهم شاعر اليمن الكبير الدكتور " عبدالعزيز المقالح" المستشار الثقافي لرئيس الجمهورية ، و وزير الثقافة محمد "أبو بكر محسن المفلحي"، و الشاعر الكبير "عبده عثمان " وآخرون.

و بث فلذة شعراء اليمن و أديبها الموسوعي "عبدالله البردوني" فيوضاً من بحر قصيدته ، كانت أخر ما ألقاها على إفئدة محبيه ، في صباحية شعرية احتضنتها العاصمة العمانية مسقط ، و أُعيد عرضها تلفزيونياً في افتتاح "مهرجان البردوني الثقافي الأول" الذي نظمه حتى الثاني من سبتمبر اليوم إتحاد الأدباء و الكتاب اليمنيين بالتعاون مع فرع الإتحاد بصنعاء في ذكرى رحيله الثامنة "30 أغسطس". وفي افتتاح المهرجان أشاد شاعر اليمن الكبير الدكتور عبد العزيز المقالح " بالجهد الذي بذله إتحاد الأدباء و الكتاب اليمنيين ، وبخاصة فرعه بصنعاء ، في الإعداد لهذا المهرجان الذي يأتي تجسيداً لوفاء المبدعين الشباب للشعراء الرواد ، كما يأتي تعبيراً صادقاً عن التواصل الحميم بين الأجيال و التواصل الحميم بين الأشكال بعيداً عن التعصب الدنيء ، و ما يريد بعض المرضى من إثارته في سوق المبدعين من تحزب أو تعصب لهذا الشكل الشعري أو لذاك البوح الأدبي في محاولات خاسرة فاشلة سلفا".

وأضاف الدكتور المقالح :" لقد ترك رحيل شاعرنا الكبير الأستاذ المرحوم عبدالله البردوني فراغاً كبيراً في ساحة الشعر و الإبداع لا يملئه سوى أعماله التي كانت و ستبقى موضوع اهتمام لا محدود من الأجيال المتعاقبة في اليمن التي تخلفت كثيراً في مجال الإبداع الأدبي و العلمي."
واسترجع المقالح بعضاً من الذكريات التي جمعته مع البردوني مؤكداً من خلالها عظمة الإنسان الذي كان يحويه البردوني في صدره ، و بالذات على صعيد علاقاته الأدبية التي كانت تغمر جلساته معهم بالمحبة و الإبداع المتفرد.
و أشار إلى بعض رؤى البردوني الشعرية ، التي أسهم من خلالها في تطوير القصيدة العمودية ، و كان من المؤثرين المبرزين في إخراج الشعر من مرحلة التقليد و المحاكاة إلى طور التعبير عن روح العصر و هموم
المعاصرين.

من جانبه أعتبر وزير الثقافة الدكتور محمد ابوبكر المفلحي البردوني واحداً من أهم رموز الثقافة العالمية في النصف الثاني من القرن العشرين ، وممن رفعوا اسم اليمن في المحافل العربية والدولية حتى صار لليمن موقعها البارز على خارطة الثقافة العربية.
وقال : نتذكر في آخر أغسطس من كل عام كيف الموت غيب عنا شاعراً وفيلسوفا ومفكرا ًمستنيراً حمل بين جناحيه قضايا الإرتقاء والتطور والتجديد للقصيدة العربية حتى أصبح أحد أعمدتها المعروفين .

وتضمن برنامج المهرجان عدداً من الفعاليات ما بين صباحيات، ندوات، حلقات نقاشية، ومعارض فوتوغرافية وتشكيلية، وكتب وإصدارات تناولت تجربة الراحل من جوانب مختلفة. وشارك في الفعاليات عدد كبير من الشعراء والباحثين والنقاد والمهتمين.

إلى ذلك تطلع متابعون إلى تحويل هذا المهرجان في الدورات القادمة إلى مهرجان شعري عربي يحمل اسم البردوني أسوة بكثير من المهرجانات الشعرية العربية التي صارت لها مؤسسات تعمل على إدارتها، وتسهم من خلال مناشطها المبرمحة في خدمة القصيدة والشاعر العربي من المحيط إلى الخليج، لافتين إلى أهمية أن يعمل الاتحاد مع وزارة الثقافة على شراء منزله وتحويله إلى متحف ومركز ثقافي، كما أكدوا على أهمية توثيق تراثه، ونشر إصداراته التي لم تنشر وإعادة نشر إصداراته السابقة كخطوات لن يكتمل التكريم إلا من خلالها.


أي رسالة أو تعليق؟

مراقبة استباقية

هذا المنتدى مراقب استباقياً: لن تظهر مشاركتك إلا بعد التصديق عليها من قبل أحد المدراء.

من أنت؟
مشاركتك

لإنشاء فقرات يكفي ترك سطور فارغة.

الأعلى