الثلاثاء ١٧ شباط (فبراير) ٢٠٠٩
بقلم بلوافي مَحمد

النقد الأدبي الجزائري، واقع وتحولات

من خلال المتابعة والتمحيص للمنتج الأدبي، الحاصل على مستوى الساحة الجزائرية، ومن خلال ما تعج به من دراسة نقدية، وتحليلات نصية، من مختلف الأشكال والأجناس الأدبية، يتضح أن هناك مواكبة ومسايرة من النقاد والحركة النقدية والتحليلية، تتماشى بالتوازي مع المستوى الإبداعي، والمسار الفني الذي بلغ إليه النص الأدبي، والمثقف الجزائري في ذات الوقت ـ كالعمل الروائي الأخير والجديد في نفس الوقت للروائي لحبيب السايح، والذي صدر وتصدر السنة الجديدة 2009، (مذنبون لون دمهم في يدي) ـ سواء أكان ذلك على مستوى العملية الإبداعية أو العملية النقدية ذاتها وبحدودها، أو تعلق الأمر بآلياتها الإجرائية وتوظيفها،

فيمكن القول؛ أن هذه التحولات، أو بالأحرى هذا التغير والتطور الملحوظ على المسار الحركة النقدية، إنما كان حدوثه، نتيجة لجملة من المتغيرات، وبعض من الحريات، التي ساهمت في ملامسة بعض المواضيع و التي كانت تعد في زمن ليس بالبعيد من المسكوت عنه.

فالنقد الجزائري المعاصر، قد عرف تحولاً في المفاهيم التي صارت غير قابلة وغير قادرة على مسايرة العصر ومواكبة تغيراته وتطوراته السريعة ومقتضياته، في ضوء ما يرى الدكتور عز الدين مخزومي، وذلك على غرار ما قد نراه في بلدان عربية أخرى، والتي تحاول بدورها أن تساير الركب، في ظل عولمة سيطرت على الفكر العالمي..

لكن تبقى الحركة النقدية أو التجربة النقدية وبالرغم من التطور الحاصل، أجدها تعاني من عيوب في التأصل النقدي، أو المنهج النقدي، الذي يقوم على أساس الوعي الذاتي بمختلف القيم الحضارية، والفكرية، موازنة ومراعاة لمختلف الظروف الاجتماعية، الثقافية، بحيث لم يعد أداة سهلة في يد كل متتبع الحركة الإبداعية الحاصلة على مستوى الساحة.

في الوقت الذي أجده قد استفاد من خلال الانفتاح على قيم الأخر، وثقافته وتطلعاته، إلى حد التطبيع الفكري، والتقليد للمنتج الغربي، الذي يمثل معايير النقد العالمي، والذي لا يتمثل في شيء من ثقافتنا، أو مورثنا، أو حتى واقعنا الذي يعج بالتناقضات مع التأصل والثقافة الغربية، أو حتى مراعاة الصراع الذي نتخبط فيه؛ بين موروث يحاول أن يفرض نفسه، وجديد مرغوب فيه، ويتضح خصوصا هذا الصراع والتخبط، في التنوع والتعدد في المفاهيم بين مصطلحات مستمدة من الموروث الشرقي وأخرى مستوردة من المفهوم الغربي، وثالثة ابنة للمنطقة، كما هو جلي في الدراسات النقدية الأكاديمية، والتي تمثل أكبر منتج للعملية النقدية في الجزائر.


مشاركة منتدى

  • يعد النقد الثقافي طرحا جديدا في مجال الدراسالت الأدبية والنقدية وذلك من خلال دعوات أصحابه إلى ممارسة نقدية تتجاوز مقولات النقد الأدبي وموضوعاته التقليدية، وذلك بغية الغوص داخل النصوص والخطابات الأدبيو وغير الأدبية ومحاولة الكشف عن الانساق الثقافية المختزنة من وراء الأبنية اللغوية والأنساق الجمالية.
    غير أن هذه الدعوة لم تفهم بشكل منهجي وصحيح من قبل بعض النقاد في الوطن العربي الذين قالوا بأن هذا النشاط الجديد ضرب من الخرف النقدي، حيث ليس هناك ما يمكن أن نسميه نقد ا ثقافيا في مقابل النقد الأدبي.

أي رسالة أو تعليق؟

مراقبة استباقية

هذا المنتدى مراقب استباقياً: لن تظهر مشاركتك إلا بعد التصديق عليها من قبل أحد المدراء.

من أنت؟
مشاركتك

لإنشاء فقرات يكفي ترك سطور فارغة.

الأعلى