الثلاثاء ٢٩ حزيران (يونيو) ٢٠١٠
بقلم علي مسعاد

باك صاحبي...

باك ما شي صاحبي

(معاق مغربي يحفظ دقائق القرآن ومواضع الآيات يتألق في مسابقة «الأحفظّ» لقناة الفجر)، تحت هذا العنوان، العريض، كتبت العديد من مواقع الصحف الإلكترونية كما المنتديات الشبابية، على شبكة الانترنيت وتسلل العنوان، عينه، إلى الموقع الإجتماعي «الفيس بوك»، حيث وصل عدد المنخرطين المغاربة، حوالي 2 مليون و431 ألف منخرط.

المعاق الشاب، كما قالت، عنه الصحافة الإلكترونية، ذو موهبة خارقة وهو على الرغم من عدم قدرته على النطق فقد أبكى جميع الحاضرين، بالنظر إلى قوة ذاكرته وحفظه الدقيق والكامل للقرآن الكريم.

إنه، لمن لم فاته أن يشاهد قناة "الفجر" وأن يزور موقع "اليوتوب" والدي بلغ، عدد زوراه لحدود كتابة، هذه السطور 81129 زائر، هو الشاب المغربي الشاب الحبيب المومو، الذي شارك في المسابقات الإقصائية "الأحفظ" التي نظمتها قناة "الفجر" وهي المسابقة التي شهدت مشاركة ألاف المتسابقين من شتى بلدان العالم العربي.
الحبيب مومو، لم يكن، ليعرف طريقه إلى الشهرة وإلى الأضواء، لو لم يشارك في مسابقة"التجويد" لقناة الفجر، وظل منعزلا لوحده، وانتظر أن تزوره قناة"عين السبع" أو قناة"الرباط" أو ما تناسل منها من القنوات الأرضية والفضائية.

فهذه القنوات، كما لا يخفى، على أحد، لا تفتح أبوابها إلا للرقص، الغناء،المسابقات، المسلسلات والبرامج التي لا يشاهده أحد، أو الإذاعات الخاصة، التي لا وقت لديها، إلا للحديث عن ما"تحت الحزام" ولعل الغرامات المالية التي عرفت طريقها إلى بعضها، إلا غيض من فيض، المشاكل والمعوقات، التي تحول دونها ودون تطورها.

هل، كان على الشاب الحبيب مومو، أن ينتظر، كل هذه السنوات، هو (الآن يبلغ من العمر 30 سنة) حتى يتعرف عليه الناس ويشيدوا بموهبته وعبقريته ؟ا.

أين، كانت القنوات المغربية، طيلة، هذه الفترة، للتعريف به وبأمثاله في شتى مجالات الفكر،الأدب،الثقافة، الفن و الرياضة ؟ا.

لدينا، الكثير من المواهب والطاقات و النجوم، التي تتنفس، تحت الماء، ولا تجد من يفتح لها الأبواب، لتفجير، طاقتها وإمكانياتها الذاتية.

فقط، لأن شعار"باك صاحبي..باك ما شي صاحبي"، هو من يتحكم، فيمن ستسلط عليه الأضواء وفي من سيبقى، في الظل، حتى الممات.

لمن ستعرف صوره وأخباره، طريقها إلى الصحافة المكتوبة والسمعية البصرية، ومن سيبقى، نكرة، لا يعرفها، حتى أقرب الناس إليها.

لمن سيكون حديث الناس كل الناس، ولمن سيكون،نكرة، حتى بالنسبة للمقربين إليه.

مشكلتنا، في مجتمعات" المحسوبية" و" الزبونية"، أن الطاقات والكفاءات، آخر، من يفكر فيها وفي دعمها، دون الالتفات إلى لقبها العائلي أو لمصلحة مادية أو لمآرب شخصية.

مشكلتنا، أننا، نعاني من التجاهل واللامبالاة والإهمال، وأن كل الأواب مقفلة، في وجوهنا، فقط، لأننا، من أبناء الشعب و أن ألقابنا لا رنين لها.

مشكلتنا، أن المسافة الضوئية، بين أقوالنا وأفعالنا، هي التي جعلت العديد من النجوم، تختفي في بدايتها والعديد من الأسماء تتوارى خلف الظل، بسبب التجاهل والإهمال.

مشكلتنا، أن الأبواب تقفل، على البعض دون الآخر و الفرص تتاح لأسماء دون غيرها، فيما تبقى العدالة الإلهية، هي وحدها، الكفيلة بإنصاف عباده. 
 
مشكلتنا، أننا في مجتمع، لا يؤمن بالكفاءات ولا بالطاقات والمواهب الحقيقية، فقط، أنصاف" الموهوبين" و" النجوم"، هم من يقررون في ما يجوز ولا يجوز.

في الوقت، نفسه، المجتمعات المتقدمة، لا مكان فيها، للمحاباة والمجاملة، ولكن تتاح فيها الفرص و الإمكانيات، للوجوه الجديدة والأفكار المتجددة، لتقول كلمتها ولتبصم حضورها، بعيدا عن دائرة القرابة.

أوليس، ثقافتنا من تقول" ليس الفتى من يقول كان أبي"؟ا

إذن، لما كل هذا التناقض ؟ا بين القول والفعل ؟ا ولما ستظل، فكرة الهجرة والهروب، هي أولى أولويات، الراغبين، في الخروج من عنق الزجاجة ؟ا إلى متى ؟ا إلى متى ؟ا إلى متى؟ا 

هامش:

الرابط الخاص بالحبيب المومو - حلقة ذوي الاحتياجات الخاصة-
 
 
 
 
 

باك ما شي صاحبي

أي رسالة أو تعليق؟

مراقبة استباقية

هذا المنتدى مراقب استباقياً: لن تظهر مشاركتك إلا بعد التصديق عليها من قبل أحد المدراء.

من أنت؟
مشاركتك

لإنشاء فقرات يكفي ترك سطور فارغة.

الأعلى