احتفاء دار الشعر بمراكش باليوم العالمي للغة العربية
المحطة الثالثة: مدينة كلميم
ديوان "أصوات معاصرة" يختتم برنامج احتفاء دار الشعر بمراكش باليوم العالمي للغة العربية
شعراء المستقبل ينشدون سيرهم الشعرية في بوابة الصحراء كلميم
شكلت مدينة كلميم (بوابة الصحراء المغربية)، المحطة الثالثة والأخيرة في فعاليات الاحتفاء باليوم العالمي للغة العربية، ضمن برنامج دار الشعر بمراكش والذي انطلق بنوافذ شعرية في مراكش وتواصل بسحر القوافي في الصويرة ليختتم فعالياته بعاصمة جهة واد نون مدينة كلميم، بتنظيم برنامج أصوات معاصرة، وذلك يوم الجمعة 27 دجنبر، بفضاء قاعة الأنشطة بملحقة الأكاديمية الجهوية للتربية والتكوين بكلميم، وبتنسيق مع جمعية الشباب المبدع وضمن فعاليات الدورة العاشرة لمهرجان واد نون السينمائي.
وشارك شعراء يمثلون مدن تارودانت وكلميم وأكادير، ضمن برنامج الاحتفالية والتي أحيت حفلها الفني فرقة نجوم الصغير. الشعراء: حمزة بن، وعائشة إدكير وخديجة أمجوض، أصوات تنتمي لشجرة الشعر المغربي الوارفة، من الأجيال الجديدة والتي رسخت مسارات حضورها الإبداعي في المشهد الثقافي المغربي. ومن عمق الجنوب، تأتي القصيدة محملة بسحرية الأمكنة وشجون الذات مفعمة باحتفاء باذخ باللغة العربية وأسرارها وسحرها.
تجارب شعرية شبابية تنتمي للراهن الشعري، في مواصلة حثيثة من دار الشعر بمراكش، لاستضافة شعراء من الجيل الجديد للقصيدة المغربية الحديثة، شعراء يتقاسمون محبة لغة الضاد وأسئلة القصيدة في تنوع وغنى تجاربها، وسعي متواصل للانفتاح على تجارب وأجيال الشعر المغربي الحديث. شعراء أصوات معاصرة يكتبون للمستقبل، في تنوع اختياراتهم الجمالية وأسئلة الكتابة، وهم أيضا يتقاطعون في مسارات واختيارات الكتابة الشعرية.
تأتي الشاعرة والكاتبة عائشة إدكير، من مدينة أكادير، محملة بقصيدة تنكتب من خلال الوجع كي تخيط بعضا من آلامها وأمالها: "وأُحيك من خيط الأماني منطقا/ لأشذِّب الأحلام من عجز شقى// دهر ويومان انقضوا وعذابنا/ مازال من نزف الدماء ممزِّقا// أجتاح نار كوامني بتمر/ لام الركام لواحظي متعلقا// وأذوب في صرخات طفل يشتهي/ من موتنا بعثا يعيد الموثقا// من أدمعي أسقي شتيلة رحمة/ في الأرض جفّ ربيعها وتشقّقا// في كل قصف حيرتي تعبت بلا/ ردّ وأسئلتي تميت مؤرَّقا// (...)// أسفي على الصمت الذي طبع الورى/ فتمزّق القول الذي قد هطرقا// آه من الأشعار إذ تجتاحني/ كسيوف عجز حلّ بي وتعتّقا// لو أنّها تشفي الغليل بحرفها/ لرسمتُ لي غرب المتاهة مشرقا// وأقمتُ لي بعد النباهة مِحصَنا/ وعرضتُ لي قبل الشماتة زورقا.."
وقرأ الشاعر حمزة بن، ابن مدينة كلميم، والذي صدر له السنة الماضية ديوان "ترنيمتان للصحراء" عن دائرة الثقافة في حكومة الشارقة، عن شعرية المكان واحتفاء بأثر المدينة ومجازاتها: "مدينة عطرها بالطين منفوح/ ونخلها بدموع الماء مجروح// عار بها الليل/ يكسو الصمت عزلته/ ومثل أعمى به تمشي المصابيح// أشجارها من صدى الأحجار متعبة/ وصوتها في النداء المر مبحوح//لكل بيت من الأشجار حارسة/ وكل بيت له من روحها روح".
أما الشاعرة خديجة امجوض، القادمة من عاصمة ألق لغة الضاد تارودانت، المدينة التي أنجبت العديد من شعراء القصيدة العمودية والذين أمسوا يشكلون ألقها في العديد من المهرجانات والتظاهرات الوطنية والعربية، اختارت نصا يحتمي باللغة من وجع الزمن: "ماذا أقول وكيف أفصح بعدما/سبقت إلى نبع القديم وعول// النبع جف ولم أرج أساوري/ حتى يشف قميصي المبلول// بالفجر كنت إذا لمست قصيدة/ صارت كروما من يديّ تسيل// والليل كانت في يديّ نجومه/ ترتاح حين يحوزها أيلول// لم يبق برق في سواد ضفائري/ ماعاد في صدر الربيع خميل..".
ثلاثة شعراء من معين لغة الضاد، يزاوجون بين الكتابة الشعرية وأداء رسالتهم التربوية النبيلة، ضمن شهر الاحتفاء باليوم العالمي للغة العربية، ومعها تواصل دار الشعر بمراكش، في موسمها الثقافي والشعري الثامن، الانفتاح على تجارب وحساسيات وأجيال القصيدة المغربية الحديثة، وتتعدد فقرات برنامجها الشعري ترسيخا لاستراتيجية الدار في أن تكون فضاء الشعر والشعراء المغاربة.