

بـاقـية لــنـا
ثلاثة وستون عاماً مروا كلحظةمتى وكيف مروا ؟؟ وبأي طريق مروا؟؟أشعر كأنهم ثلاثة أيام بل ساعات وأقلوكأن السنين مثل السرابوأسدل الليل الستار الحزينأيقظوني .... إن ساعة الزمن معطلة عند عام 1948وجرس المنبه تحطم بوقع أقدام صهاينة أشراروعشب أرضي يكسوها السوادنعم احتلوها ...وسرقوا المكان وقتلوا الزمانواستباحوا دماءنا وهجرونا هنا وهناكوحرمونا من قطف العنب والزيتون والرمانتذكر يا تاريخ كيف تدون كبائرهم؟وجرمهم بحق هواء فلسطين وترابها.يشدني الحنين إلى أرضى مثل حبل طويل بلا حدثلاثة وستون عاماً لم يخفق فيها القلبوكانت غيبوبة تفتقد كل معنى للحياةبلدتي هناك باقية تئن جراحاً ..يا دارى.. روحي تشتاق إليك وتعانق الذكرياتوحينما أغفو بعيناى تتراءى أمامي كل شبر فيهمازالت روحي معلقة بين جدران كل غرفةلا يغيب عن ناظري كروم العنب والزيتونوأشجار المشمش والتوت ..أتذكر .. كنا في ذاك الحي نلهو مع أطفالناونتسابق من شارع إلى شارعنتنفس حرية ونركض وراء الخيال..ونرسم لعبة الحجلة على الترابوحين الفطور نفت الخبز في اللبنونأكل رغيف مغمس بالزعتر والزيتوكانت أمي بثوبها المطزر تغزل الصوف بوجه مبتسم وأيدي ثابتةوأبى يحمل على كتفيه سلة برتقال ..وفى أيار يزهر الليمون ويثمر المشمش والخياروهنا بيت جدي ...وهناك جاري وعلى ناصية الطريق مسجدناوكان السوق في وسط شارعناوفى طرف بلدتي يرقد عمى في قبرهآه يا وطني وآه يا نسمات بحرناكنا نصحو على زقزقة العصافيروننام ... ننسج الأحلام بخيوط ورديةنتغنى أنشودة البقاء ... على حلقات دبكة الشبابعلي هذا التراب وطن لنا .سجل يا تاريخ وجع بعدىمثل أشواك الصبار تمزقنيأنا هنا بجسدي في غربتياقتلعوا روحيفنبضاتي على ترابي هناكاشعر بصوت كل فلسطين تنادينيوليس صوت بلدتي المجدلارض أجدادي وآبائي تئن بها كل ذرة رملفلم تعد تثمر فيها الأشجاروالأزهار تذبل وتموتوعناقيد العنب تعتصر مرارة غربتناأيها المحتلون الصهاينة زيفوا كما تشاءونواحلموا بهيكلكم المزعوم ...قدسنا شامخة وان طال عهدكم المشئومأيها المحتلون حلقوا في الفضاء .. فلم يتسع لأطماعكم كل الكونوستبقى أيديكم الآثمة على الزناد تصول وتجولترسمون خريطة من النيل إلى الفرات بخطوط المكرأيها الصهاينة أنتم الغرباء في وطنيسيأتي يوما ترحلون فالظلم لا يدوموموتوا بغيظكم .. فكل طفل وامرأة وشيختلتهب حناجرهم مرددةفلسطين لنا حتى الخلود واليوم الموعودلاجئة أنا وكل بلدان العالم لا تسعنيإلا وطنيمفتاح بيتي في عنقيوكوشان أملاكي وأرضى مع حفيدي الصغيرثلاثة وستون عاماًسجل يا تاريخكتبت وصيتي على أكف يديبكلمات هي حلم العمر حتماً سنعودإلى شمالها وجنوبهاشرقها وغربهاوسترى فلسطين النور
ملاحظة : أهدى النص إلى والدي ووالدتي اللذين هجرا من بلدتهما المجدل على بد العصابات الصهيونية كما اهديه لكل لاجئ وكل من تشتاق روحه للعودة لفلسطين الحبيبة بكامل ترابها وزيتونها وستظل باقية والعودة أكيدة بإذن الله