الأحد ٨ آب (أغسطس) ٢٠١٠

بلاك بيري: أداة الجاسوسية الأكثر «ذكاءً»

«بلاك بيري، الهاتف الجديد الذكي» هكذا يقول الإعلان ومن هنا تبدأ القصة.الهاتف المصنع من قبل شركة «ريسيرش إن موشن» الكندية يقدم خدمات عديدة كالماسينجر والدخول إلى الشبكات الإلكترونية والاجتماعية وتصفح المواقع الالكترونية إضافة إلى تبادل المعلومات عبرالشبكة.كما يسمح هذا الجهاز لمستخدميه بارتكاب تجاوزات بعيداً عن أي مساءلة قانونية.إضافة إلى ذلك فإن بيري هو الجهاز الوحيد الذي يجري من خلاله تصدير وتخزين البيانات والمعلومات المستخدمة مباشرة من جانب منظمة تجارية أجنبية واقعة خارج الدولة وبالتالي خارج ولايتها القضائية والتنظيمية.بناء على هذا كله نجح هذا الهاتف بالخروج من كونه مجرد أداة اتصال إلى حدث أثار المخاوف والهواجس الأمنية في البلدان المستهلكة له.

في لبنان وعلى ضوء ما كشف من خرق العدو الإسرائيلي لشبكات الاتصال اللبنانية بعد إلقاء القبض على عميلي ألفا شربل قزي وميلاد عيد،اتخذت الدولة اللبنانية على لسان وزير اتصالاتها شربل قرار البحث في حيثيات قضية الجهاز"بلاك بيري"، وتحضير ملف للتفاوض مع الشركة المصنعة مما يسمح للدولة الوصول إلى معلومات أو بيانات منقولة عبر هذا الجهاز.وفي تصريح لجريدة السفير،قال نحاس إنه،" يتم التداول بالموضوع منذ أيام في ما نعتبره حقاً أساسياً،لكننا لم نتواصل مع الشركة حتى اللحظة،ولم نقرر حتى الآن اتخاذ أي تدبير احترازي لوقف هذه الخدمات حماية للاتصالات في لبنان ،علماً أن المفاوضات قد تستغرق مدة شهرين".

الضجيج الذي أحدثه الجهاز الذكي لم يقتصر على لبنان فقط ، حيث فرضت دول كالإمارات والمملكة العربية السعودية قيوداُ على عملية استخدامه.فقد قامت الهيئة المسؤولة عن تنظيم الاتصالات في الإمارات بتعليق خدمات مسنجر والبريد والتصفح الإلكتروني الخاص ب"بلاك بيري" للخدمات الثلاث اعتباراُ من 11 تشرين الأول المقبل. في البحرين والكويت لم ينج الجهاز من أيدي الرقابة.ففي الأولى حذرت الحكومة من استخدام برنامج"مسنجر بلاك بيري" في نشر أخبار محلية،وقامت باستدعاء كل من يستخدم هذا البرنامج لأنشطة غير مرخص لها.أما في الكويت فالاتصالات تجري على قدم وساق بين وزارة الداخلية والشركات المشغّلة لخدمات بلاك بيري من أجل إيقاف بعضها.أما في السعودية فقد اتخذ قرار الحظر بحق الجهاز الذكي بعد فشل الإجتماع الذي حضره ممثلي الشركات الثلاث(الاتصالات السعودية،موبايلي وزين) التي توزع خدمة بلاك بيري وممثل "ريم" في الشرق الأوسط.

يبدو أن الجاسوسية وجدت في العالم الافتراضي ملاذاً لولوج أسرار الدول.لبنانياً،دق "بلاك بيري" ناقوس الخطر الأمني لكن لا خطوات فعلية حتى الآن، على الرغم من إعلان رئيس الهيئة المنظمة للاتصالات عماد حب الله "أن لبنان سيعمل على تقويم المخاوف الأمنية المرتبطة باستخدام خدمات الجهاز في البلاد".الأيام المقبلة ستكشف صحة هذا الكلام.


أي رسالة أو تعليق؟

مراقبة استباقية

هذا المنتدى مراقب استباقياً: لن تظهر مشاركتك إلا بعد التصديق عليها من قبل أحد المدراء.

من أنت؟
مشاركتك

لإنشاء فقرات يكفي ترك سطور فارغة.

الأعلى