الأحد ١٤ تشرين الثاني (نوفمبر) ٢٠١٠
بقلم محمد حسن عامر

بهلــــوان

كانت اخر لحظات الاستعراض
حين كنت مرغما على الابتسام
ارسم على وجهي كل تفاصيل السعادة
اطير ف الهواء
لاثبت للجمهور اني خفيف الهموم
اثبت للجميع اني بارع
ف رمي السكين
ف تسلق حواف الهواء المفرغ
ف التعثر ف المشي
ف طريقة الكلام المزكوم
يزداد رتوشي لمعانا ف ضوء المسرح
الوان الوجه الملتحمة بالشروخ
ذلك الشارب الذي لا اتذكره
حين طلب مني مدير السيرك بتهذيبه
ذلك المأوى من الحطب والطين
.............
حان دروي ف العرض الاخير
ولي ابن فارق الحياة منذ ساعات
توسلت الى مدير المسرح
ان يعيرني ثمنا للعلاج
وقد اعطاني الثمن
ف النظير
ولكني تأخرت
وتأخرت
وتعثرت
وكان عليا ان اقف امام الجميع
اتمايل
واضحك
وان اعمل بهذا الثمن
الى غرفة الملابس
ارتدي ثوبا بالوانه المبهجة
وارسم الالوان والرتوش ع الوجه
استغرقت مني اكثر من اي وقت
لان الدموع كانت تذيبها
ولكن لم يتبقى الا القليل
فالعرض سيبدأ
.............
نودي لقبي ف الميكروفون
وتصفيق من الجمهور
وخرجت لاقول
(انا البهلوان
انا البهلوان
شوف حركاتي
شوف دية
وديا كمان
تقدري تجري
ولو هتجري
يمكن تقع
وتقع
وتقع
وتموت
وتتنسى الاحلام
وتفضل كاتم جواك
احزان واحزان
مطلوب الضحكة
مطلوب الفرحة
مطلوب انك تبقى
مش انسان
انا البهلوان)

أي رسالة أو تعليق؟

مراقبة استباقية

هذا المنتدى مراقب استباقياً: لن تظهر مشاركتك إلا بعد التصديق عليها من قبل أحد المدراء.

من أنت؟
مشاركتك

لإنشاء فقرات يكفي ترك سطور فارغة.

الأعلى