

تاييس
صَحَرَاءُ نَفسِى
لا تُفَارِقُهَا اليُبُوسَةُ والرُّعُونَةُ والضَّيَاعْ
والبِئرُ فى جَوفِى
تَشَقَّقَ حَلقَهُ المَروِيُّ أنفَاسَ
الجِيَاعْ
عَطَشُ الثَّرَى
والرِّيحُ كَالهَمَجُيّ
تَدفِنُ لَوعَتِى
وقَلَالِيَّ الرُّهبَان تَرقَدُ
فَوقَ أوجَاعِى
صُدَاعْ
والنَّيزَكُ اللَيلِيُّ
يَهوِى
مِثل شَيطَانٍ
يُعَاقِرُ كَأسِيَّ المَنسِيَّ
فِى لَيلِ
الخِدَاعْ
والرَّاهُبُ القُدُسِيُّ
فى نُسُكِى
هَوَى من بُرجِهِ العَاجِيّ
يَصرُخُ فى
إلتِيَاعْ
ويَزُومُ فى جَسَدِى
اشتِهَاءٌ رَابِضٌ
وخَطِيئَةٌ حُبلَى
بِآلافِ
الضِّبَاعْ
كَسَفِينَةٍ غَرقَى
تُعَافِرُ فَوقَ أموَاجٍ مُعَربِدَةٍ
تُمَزِّقُ فى مَرَاسِيهَا
الشِّرَاعْ
ثَوبُ الجهَادِ تَحَرَّقَت أهدَابُهُ الفُضلَى بِأطيَافٍ
تُبَاعْ
والفُلكُ فى زَمَنِ افتِقَادِيَ وافتِقَادِكِ
رُبَّمَا كَفَرَت بِأشرُعِهِ
القِلَاعْ
فَهَجَرتِ يَا عُصفُورَتِى غُصنًا يُلَوِّثَهُ الرِّعَاعْ
وسَمَوتِ نَحوَ بَرَارِيَّ العَذرَاء
تَلتَمِسِينَ فى شَوقٍ
تَرَاتِيلَ
اتِّضَاعْ
وأنَا الشَّقِيُّ
بِلا طَرِيقٍ
رَدَّنِى الشَّيطَانُ نَحوَ مَهَالِكِى
فَوَلَغتُ فى قَيئِى وكَأسِ خَطِيئَتِى
وسَقَطتُ مِن قَاعٍ
لِقَاعْ
ورَكَعتُ فى حَقلِ احتِضَارِكِ
نَادِمًا أنِّى خَطَفتُكِ من مَوَاخِيرِ الرَذِيلَةِ والخَلَاعَةِ وارتِعَاشَاتِ
المَشَاعْ
ورَأيتُ أشلَائِى مُبَعثَرَةً على نَغَمٍ هُيُولِيّ
القِنَاعْ
فالقَلبُ زِندِيقٌ
تَخَطَّفَهُ الهَوَى
يَشدُو كِرِيشِندُو
الوَدَاعْ
تَتَمَكَّنُ الأهوَاءُ مِن ضَعفِى
وتَكسِرُ شَوكَتِى
ويُصِيبُنِى الإعيَاءُ فى أُفقِ
الصَّرَاعْ
فَصَرَختُ فى يَأسٍ
تَعَالِيّ هَهُنَا تاييس
إنِّى عَاشِقٌ مُتَرَنِّحٌ فى سَكرَتِى
ويَشدُّنِى لِليَأسِ شَيطَانِى
فَأوغِلُ فى
انصِيَاعْ
هذا ال(أنا)
سَأمَ ارتِجَاعَ الرُّوحِ فى حَلقِى
ومَسكَنِ شَهوَتِى
فَظَلَلتُ
أصرُخُ فى
ارتِيَاعْ
عُودِى إلى اللَحنِ العَتِيقِ حَبِيبَتِى
وتَلَمَّسِى تِلكَ المَوَاجِعِ بَينَمَا
هَيَ قد نَمَت حَتَّى أخَادِيد
النُّخَاعْ
أحبَبتُ فِيكِ ضَلَالَتِى ومَفَاسِدِى
تِلكَ التى كَبَّلتُهَا
وفَكَكتِ أنتِ قُيُودَهَا
لِتَعُودَ تَفتَرِس الوَلِيمَةَ
مِلءَ صَدرِيَ
كَالسِّبَاعْ
هذا أنا
وَتَرٌ هُلَامِيُّ النَّغم
والقَوسُ يَخنِقَهُ ازدِيَادُ الجُرحِ
فى كَبِدِى
اتِّسَاعْ
فَلتَرحَمِى
ذَاكَ الذى بِالعِشقِ أردَاهُ النَدَى
فَلتَرحَمِينِى
إنَّنِى أصبَحتُ مِن
سَقطِ
المَتَاعْ