تدشين فعاليات المهرجان السادس للإنشاد 2007م بصنعاء

وسط أجواء تناغمت فيها عذوبة الابتهالات والموشحات، مع خصوصية الطقوس الرمضانية الرحبة
دشن وزير الأوقاف والإرشاد اليمني حمود الهتار ونائب وزير الثقافة الدكتور احمد
سالم القاضي مساء أمس الأول على ساحة مسرح الهواء الطلق بصنعاء مهرجان
صنعاء السادس للإنشاد 2007م بمشاركة 120 منشداً يمثلون 9 فرق إنشادية
من مختلف المحافظات اليمنية .

فعلى خلفية واجهات مدينة صنعاء المعمارية القديمة وأضواء
قصورها الشامخة، يمتزج شذى النفحات التاريخية المترعة من شرفات الطوابق
العليا لقصور المدينة مع بحة أصوات المنشدين الملائكية، لتنداح ألحان
لا يحتاج المتابع لوسائط موسيقية لتذوق معانيها والتحليق معها في فضاءات
تلتصق بالوجدان وتذكي مشاعر الطمائنينية في النفس..ويعتبر المهتمين
بالموشح إنه يمثل المرجع الوحيد لمعظم الموشحات العربية إن لم يكن
كلها.. فلا نجد موشحاً في العالم العربي إلا وله صلة بالموشح اليمني
وشعرائه وملحنيه، وهو ما أكسبه شهرة كبيرة في القديم والحديث.ويتميز
أدب الموشح اليمني بتعدد طقوس أدائة وأنماط مناسباته.

ويشكل مهرجان صنعاء للإنشاد محطة مضيئة في برنامج المهرجانات
النوعية التي دأبت وزارة الثقافة على تنظيمها في إطار اهتماماتها
بتوثيق وإبراز الخصوصية الفنية والجمالية في مكونات المنظومة الثقافية
اليمنية وتوثيق وجمع القصائد والألحان ومختلف المشارب
الإنشادية من مختلف محافظات الجمهورية اليمنية وحفظها من الاندثار،
والاستفادة منها وإبرازها وتغذية القنوات الإعلامية بها

وفي افتتاح المهرجان أشار وكيل وزارة الثقافة هشام بن علي
إلى المميزات الفنية المتفردة للإنشاد اليمني بشكل عام والديني خصوصاً
نال اهتمام الكثيرين به منذ القدم ..منوها بأن هذا التميز جعل اليمنيون ينصهرون بهذه
الأناشيد والتواشيح حتى صارت جزءاً من حياتهم اليومية إلى أن خرج من الإنشاد من دوائر الزوايا
والتكايا ليصبح إنشاداً عاماً يترنم به في كل مناسبة ويردد عند كل بيان.

من جانبه أكد رئيس اللجنة التحضيرية للمهرجان على الأكوع
أن المهرجان يمثل حدث ثقافي وفني وتراثي هام لتشارك فيه مختلف الألوان
الإنشادية لعدد من محافظات الجمهورية ..مشيراً إلى أن الفرق
الإنشادية المشاركة ستقدم لوحة إنشادية فنية مشتركة تحوي ألوان
الموشحات المتعددة من التراث الإنشادي اليمني الأصيل ..منهوهاً بأن
اللجنة التحضيرية ستقوم بتوثيق كافة الأعمال المشارك بها في المهرجان
وإصدارها في شريط كاسيت وسيدي مضغوط بعد معالجاته الفنية ، بالإضافة
إلى منح درع التراث لأفضل مشاركة إنشادية وتوشيحية للفرق المشاركة عبر
لجنة تحكيم سوف يتم تشكيلها لاختيار أفضل مشاركة إنشادية وتوشيحية .

يذكر أن الموشح اليمني يعود تاريخه إلى قرون خلت ويتوافق مع عدد من
الموشحات في الأندلس وبلاد المغرب نظراً للهجرات اليمنية المختلفة
عبر عصور التاريخ ، وأهم ما يميز الموشح اليمني ـ حسب المهتمين دعوته
إلى التآخي و التسامح والتآزر والتعاون بين كل الناس ويجمع فيما بينهم
ويوحد كلمتهم وصفوفهم ، وغرس المحبة والمودة وجميع الصفات الحميدة.