
توفيق عيسى صُرْداوي
(1353 هـ - 1408 هـ) (1934م – 1988م)
ولد في قرية "صُرْدة" القريبة من مدينة رام الله الفلسطينية، وأنهى دراسته الثانوية في رام الله. عمل في سلك التدريس، وانخرط في حزب البعث العربي الاشتراكي في منتصف الخمسينيات وغادر الأردن الى دمشق واستقر فيها، ثم انتقل الى بيروت وعمل في جريدة "السفير" اليومية وتُوفي وهو يعمل فيها، وقد رفضت سلطات الاحتلال اسلماح بدفن جثمانه في قريته المحتلة.
قوميّ الاتجاه، عاش ملتزماً بفكرته، ولقي عَنَتاً شديداً في سبيل ذلك، كان عضواً مؤسِّساً في "رابطة القلم الحر" بالأردن. وكان له حضوره الشعري على الساحة الأردنية في النصف الأول من الخمسينيات، وكان كثيف الحضور على صفحات مجلة "الآداب" البيروتية. لم نجد له ذكْراً في جميع المؤلفات والدراسات المطبوعة التي تؤرخ للشعر الفلسطيني، أو تتناوله، فقد تجاهله جميع الدارسين والباحثين بصورة كاملة وظالمة، وربما يكون لعوامل السياسة أو لغيابه عن وطنه منذ أواخر الخمسينيات دور في هذا التجاهل.
أكثر شعره من النمط الحر، وله قصائد عامودية معدودة، وما تزال آثاره مبعثرة بين الأوراق تنتظر من يجمعها وينشرها.
نماذج من شعره:
اعتراف
يا جارتي لا توقظي حنينيدعيه يغفو أخضر الجبينحبسته في خافقي لم تكتحلبالنور عيناه، ألا دعينيلو تعلمين السر ما قلتِ ابتسمْيا جارتي خيرٌ لك اجهلينيقالوا بأني ذات يوم أَربدٍولدت في ذات مساً حزينفي بيت فلاح أثاث بيتهقدْر قديمٌ وقفير تينوغصّة – يا جارتي – كنت لهلمّا أطل للدُنى جبينيلا فحمةٌ في بيتنا كانت ولازيتٌ ولا كفُّ من الطحينوالثلج – قالوا – كان يهمي عاصفاًبقسوةٍ مزارع الزيتونالشمس ما رأيتها من يومهافالليل خلفي مُسدَلٌ ودونيأما السماء صفحة مرقومةسطورها بالحقد والشجونيا جارتي لا توقظيني إننيأحب بين الناس من يَسْلونيحقيقتي لو تعلمين كُنْههَالو حكَتِ العيون للعيونلكنما عيناي صُلِّبتا فلاتتحدثان وشُدّتا لجفونييومي كصحراء على كثْبانهاتعدو رياح البؤس والمنونظلّ وجودي، ظلُّ وهْمٍ حائرٍلا يُرْتجى لمتعبٍ محزونكفّاي كفّا قاتلٍ يا جارتيدم الضحايا هاتفٌ يدعونيأخشى إذا سلّمت كفّي لطخةًموبوءةً بعاريَ الملعونيا جارتي ما لي ضمير عُفْتهألقيته خلف جدار الصيننزعته ذات صباح بيديمضغْته . . بصقْته . . العْنينيلا قلبَ لي قتلتُ فيه ثورتيحطّمت إحساسي الذي يُشقينيعدت الى أرضي الى حقيقتيظلاً حقيراً لحقير طين
(عن مجلة "الأديب" البيروتية، كانون الأول / ديسمبر 1959)
عن كتاب شعراء فلسطين في القرن العشرين للكاتب راضي صدوق