وَفَــاءٌ
بَيْنَ جُرُعَاتِ اللاَّ مَعْنَى
لَمَّا تَنْدَسُّ بَيْنَ أَحْلاَمِكَ الْمُتَوَحِّشَةِ
أُمْنِيَاتٌ صَغِيرَةٌ...
لَهَا طَقْسُ الْمَوَاعِيدِ الَّتِي لاَ تَأْتِي،
تَعْبَتُ الْعُطُورُ بِمَا يُشْبِهُ سَكَاكِينَ رَجْفَةٍ، زَخْرَفَتْ
وَقَاحَةَ هُدُوئِي...
وَرُبَّمَا يَكُونُ السَّرِيرُ شَرْقَ
النَّوَايَا،
أَسْرَعَ مِنْ لُمْجَةِ مَسَاءٍ وَحِيدٍ
إِلَى خَاتِمَةٍ
الثَّلْجِ...
أَوْ أَلَذَّ مِنْ رَكْلَةِ حَافِلَةٍ عَلَى طَرِيقٍ بِلاَ
إِشَارَاتِ مُرُورٍ...
وَأَشَدَّ قَتَامَةٍ مِنْ دُرُوبِ عَشِيقَةٍ،
لَهَا كَيْنُونَةُ الْقُرَحِ الْمُعْدِيَةِ...
أَوْرَثَتْنِي لُهَاثَ الأُسُودِ
الْخَائِبَةِ وَعَلَّمَتْنِي، أَنَّ احْتِرَامَ الْمَرْأَةِ
تَجَاهُلٌ فَضِيعٌ لأُنُوثَتِهَا...
وَأَنَّ النِّسَاءَ أَكْثَرُ رَحَابَةً مِنْ حَانَاتِ
الْمُدُنِ الْكُبْرَى.
بَــرَاءَةٌ
مُسَلَّحَةً بِتَجَارِبِهَا الْبَرِيئَةِ،
وَمُرَاهَقَتِهَا الصَّفْرَاءَ...
تَسْتَأْجِرُ لَطَافَةَ التَّمَاسِيحِ
وَتَأْتِينِي خِلْسَةَ ظُنُونِهَا، الأَفْكَارُ سَاطُورٌ أَشْقَر...
وَالتَّقَمُّصَاتُ بَضَائِعٌ فَاسِدَةٌ،أَمَّا النَّوَايَا فِنِصْفُ
مَكِيدَةٍ بِلاَ مَذَاقْ.
لاَ جَدْوَى مِنْ تَحَايَا لاَ تُنَاهِزُ
قُبَّعَاتِهَا...
وَلَوْ كَفَّتِ النِّسَاءُ عَنْ أَنْ تَكُونَ مُجَرَّد
وَجَبَاتٍ سَرِيعَةٍ...
عَلَى شَاطِئٍ مَهْجُورٍ،
تِلْكَ الْعَاشِقَةُ الْمَأْهُولَةُ
بِالْعِصْيَانِ الأَبْرَصِ، الْبَاهِتَةِ
كَابْتِسَامَتِهَا صَبِيحَةَ خَرِيفٍ لاَ
أَذْكُرُهُ...
قَدْ تُدْرِكُ انْجِرَافَ عَوَاصِفِهَا، أَمَامَ أَيِّ زَائِرٍ غَرِيبٍ،
أَوْ تُهْدِي تَجَاعِيدَ وَفَائِهَا الْمُتْرَفَةِ
بِكَهْرَبَاءِ الْخِيَانَةِ...
فُرْشَاةً لاِسْتِحْمَامٍ أَخِيرٍ.
خَــارِجَ الطُّقُوسِ
يَسْقُطُ الْقَتْلَى مِنْ جِلْبَابِ السَّمَاءِ
عُرَاةً...
وَلاَ يَبْكِي أَحَدٌ.
أَمَا آنَ لِلصَّلْصَالِ أَنْ يَتُوبَ
عَنْ نِكَايَةِ الْمُبْعَدِينَ...
كُلَّمَا جَاعَ نَهْدٌ، أَوْ يَئِسَتْ رُجُولَةٌ
مِنْ تَمَرُّدِهَا...
يُمْطِرُ كِيمْيَاءُ الْحَيَاةِ مِنْ شُبَّاكِ صَيْدِهَا ظِلاًّ
بِلاَ جَسَدٍ.
هَا أَنَا ذَا مُنْفَرِداً بِأَحْمَرِ الْهَارِبِينَ
أَرْقُبُ الْتِحَامَ
الْمَمَرَّاتِ بِلاَ هَدَفٍ.
وَأَنْهَضُ كَيْ لاَ أَكُون، تَعْتَمِرُنِي
الشَّهَوَاتُ السَّبْعُ...
كَأَنِّي لَمْ أُوَبِّخْ نزواتي فِي مِحْرَابِ الْمُنْتَهَى
أَوْ لَمْ أُهَيِّئْ لِلْمَدَى شُمُوعاً تَلِيقُ بِالْبِدَايَاتِ
الأَبِيَّةِ عَلَى الْفَتْحِ...
أَمَا مِنْ حَجَرٍ قَاسٍ أُبَادِلُهُ
الْعِصْيَانَ...
وَأُشَاطِرُهُ الاِنْتِمَاءَ لِمَا بَعْد الْعَدَم...
وَهَذَا الدُّولاَبُ الْمَلِيءُ بِالرَّسَائِلِ
الْمُبْهَمَةِ،
وَالْوِشَايَاتِ الطَّاهِرَةِ....
يُرَدِّدُ أَنِينَهَا فِيمَا يُشَابِهُ الْفَرَحَ
وَيَخْضَرُّ بِلاَ نَفَس.
تَــخَــفِّــي
خَلْفَ كُلِّ هَذِهِ السِّنِين
هُنَالِكَ امْرَأَةٌ
لاَ تَلْتَحِفُ جَسَدِي إِلاَّ
مَكْراً...
أَوْ مَصْيَدَةً لِظِلِّ بَرِيءٍ
مِنْ نُدُوبِ النُّطْفَةِ الأُولَى...
فَأَتَخَفَّى فِي هَدْأَةِ فَقِيدٍ مُزَيَّفٍ
كَيْ لاَ يَنْتَبِهَ أَحَدٌ.
مَــقْــبَــرَةٌ
بَعْدَ قَلِيلٍ سَتَبْكِي الزَّوْجَاتُ....
عَرَقَ الْحِيطَانِ،
وَتَذْرِفُ الأَعْمِدَةُ دُمُوعاً
تَسْتَحِمُّ بِهَا الْغَابَاتُ...
سَيَنْهَضُ التُّرَابُ مُبَلَّلاً بِاسْتِحَالاَتِ
الْوَمِيضِ فِي شَخِيرِ أَرْمَلَةٍ...
وَتَتَنَكَّرُ الأَدْعِيَّةُ لِسَهْوِ التَّمَائِمِ
الأَزَلِيِّ،
أَمَّا أَنَا :
فَسَأُهْدِي مَا تَبَقَّى مِنْ زَئِيرِ الْخَشَبِ
مَقْبَرَةَ حَيِّنَا الْقَدِيمِ.
عُــنْــوَانٌ
اسْمَانِ لِلْمَوْتِ...
أَنَا وَأَنْتِ مَدِينَتِي ...
يُضَاجِعُ الْغُرُوبُ فَوَانِيسَنَا مُتَقَمِّصاً
أَعْيَادَ السُّنُونُو...
يُدْمِي الْخَرِيفُ شُمُوعَنَا مُرْتَدِياً عَبَاءَةَ
سُبْحَةٍ مِنَ الزَّمَنِ التَّلِيدِ...
نَفْتَرِشُ الدُّمُوعَ كُلَّ نِهَايَةٍ، وَنَعُودُ كَطِفْلَيْنِ
لَمْ يَطْمَئِنَّا لِتَمَوُّجَاتِ الشَّفَقِ...
نَبْحَثُ عَنْ مَغَارَةٍ نُخَبِّئُ فِيهَا سَدِيمَ أَحْلاَمِنَا،
وَبِضْعَ تَمتمات لم تكتمل للذكرى
نُفَتِّشُ عَنْ غَدٍ يَكُونُ لَنَا...
عَنْ فَيَافٍ لاَ يَؤُمُّهَا الْعَطَشُ...
لَكِ مَوْزُ الْمَآثِمِ مَدِينَتِي، وَلِي سَذَاجَةُ
الْغَيْمِ...
فَضُمِّنِي لِمَسَاحِيقِ الْمَسَاءِ
الْيَائِسِ مِنْ صَبَاحٍ يَأْتِي، وَسِيرِي
عَلَى أَلْسِنَةِ الرَّمَادِ...
أَوْ شُقِّي عُبَابَ النَّزِيفِ، وَلاَ تَأْتَمِنِي
كَلاَّ لَنْ أَخْرُجَ مِنْ كَهْفِ
الْكَلِمَاتِ إِلاَّ شَهِيداً أَوْ رَغِيفاً
تَتَنَاوَبُهُ نَزَلاَتُ الْغَضَبِ.