السبت ١ شباط (فبراير) ٢٠٠٣
تحمي القلب..وتقاوم السرطان

ثورة العلاج بالأغذية

بعد قرون طويلة عاد العالم الى الأصل، قذف بعبوات الأدوية من النافذة، ونقب عن الأغذية والوصفات التي تعيد اليه صحته بعد أن أفسدتها الكيماويات والعقاقير. إنها ثورة جديدة للتداوي بالأغذية. لذا كان طبيعياً أن يظهر مصطلح علمي جديد لا يعرفه الكثيرون هو مصطلح "الأغذية الوظيفية" التي سنتابع تطوره وانتشاره خلال السنوات القليلة القادمة.

المفارقة أن معظم عناصر هذا الأسلوب العلمي الحديث مستمدة من التراث الإسلامي والمسيحي في الحفاظ على صحة الإنسان باستخدام وجبة مفيدة جداً، وقادرة على حمايتنا من الأمراض المستعصية.

هل كل الأطعمة مفيدة للجسم؟

سؤال طرح نفسه بشدة بعد أن شاع استخدام مصطلح "الأغذية الوظيفية" وهو مصطلح ربما يكون واضحاً لدى المتخصصين، إلا أنه ليس بذات القدر من الوضوح عند المستهلكين.

فقد أكدت التقارير الحديثة أن حجم تجارة وتداول الأغذية الوظيفية، بلغ 50 مليار دولار أمريكي خلال العام الماضي فقط 2001 مقارنة بمبلغ 36 مليار دولار خلال عام 2000. وهو ما يعني نمو قدره 40% خلال العام الأخير فقط. من هنا تبرز أهمية ندورة "الأغذية الوظيفية" التي أقامها معهد الأهرام الإقليمي للصحافة بالتعاون مع الجمعية المصرية لدعم البحث العلمي والمعهد الدولي لعلوم الحياة فرع شمال أفريقيا والخليج.

إن مصطلح "الأغذية الوظيفية" Fu nctional Foods جديد كما يقول د. محمود أبو النصر وكيل أول وزارة الصحة، فالأدوية كانت في الأصل نوع من الأغذية عبارة عن مستخلصات نبات يستخدمها الناس للتداوي، وهي مكملات للغذاء، وباعتبار أن أول وظائفه -----، ثم يمد الجسم بالطاقة من خلال الكربوهيدرات والدهون والسكريات، ثم الحفاظ عليه من المرض من خلال الفيتامينات والأملاح المعدنية لأن مناعة الجسم تأتي من الأغذية، فالتعذية السليمة ضرورية. وهو ما نطلق عليه h ealth promotion و الرصيد الصحي لا يتأتى إلا من خلال الأكل المتوازن الذي يجمع جميع العناصر.

ويعرف الدكتور أحمد جاب الله سكرتير عام المعهد الدولي لعلوم الحياة فرع شمال أفريقيا والخليج الأغذية الوظيفية، بأنها أغذية تحتوي على مواد مفيدة يطلق عليها الكيماويات النباتية p hytochemicals . وهي عبارة عن مجموعة معينة تعرف باسم مضادات الأكسدة تشمل الكبريت العضوي وفيتامين "هـ"، والسيلينيوم وفيتامين "جـ"، والبيتاكاروتين والليكويين.

واستطرد قائلاً: إن الاتجاهات الصحية الآن تميل نحن العلاجات الوقائية والطبيعية لشفاء الجسم، ووفقاً لأحدث الإحصائيات فإن 74% من الناس يعتقدون أن الطعام والتغذية لهما تأثير واضح على الحفاظ وتحسين الصحة بأكملها، وأن 33% يضيفون أطعمة أو مكونات معينة الى نظامهم الغذائي لتحسين الصحة. وإن 52% يأكلون أكثر من 3 وجبات من أجل الفوائد الصحية الوظيفية. وقد ارتفعت هذه النسبة الآن الى 59%.

كما شرح د. جاب الله أن الكبريت العضوي متوفر في الثوم، وهو يكافح السرطان ، ويخفض نسبة الكوليسترول، وله خصائص المضاد الحيوي، ومقاومة ارتفاع ضغط الدم، ويساعد على التقليل من عمل السرطانات، وهي المواد المسببة للسرطان، وامتصاص الـ D ND وتقليل تجميع الصائح الدموية وتقليص آليات التجلط الدموي.

أما فيتامين "هـ" فهو متوافر في زبدة الفول السوداني والباميش والسالمون وزيت الذرة، وهو يساعد على الوقاية من أمراض القلب، والتقليل من آثار السرطانات في بعض المواد.

والسيلينيوم يؤثر في المسرطنات المرتبطة بالجلد، والكبد والقولون وأورام الثدي، وهو متوافر في القمح والفواكه والخضراوات والأرز البني والياميش والشوفان.

ويلعب فيتامين "جـ" دوراً في وظائف الهرمونات، وهو مضاد أكسدة شائع يقوي جهاز المناعة ويقلل من الأكسدة، ويسهل من امتصاص الحديد، وهو متوافر في عصائر الفواكه والخضراوات.

أما لبيتا كاروتين فهومضاد أكسدة يحمي أعضاء الدهون والليبيد في الجسم من الأكسدة، وهو مرتبط بالأطعمة ذات اللون البرتقالي الداكن، مثل الجزر والكانتلوب، وله خصائص مضادة للمسرطنات.

وأخيراً الليكويين المتوافر في الطماطم التي تعد المصدر الرئيسي له، وهو له نفس خواص البيناكروتين، وله تأثير واضح على سرطان البروستات كما يقلل من خطر الإصابة بسرطان الثدي والجهاز الهضمي والرئة والجلد.

تراث غذائي

الدكتور عبد الباسط محمد سيد أستاذ الفيزياء الحيوية الجزئية والطبية بالمركز القومي للبحوث، يعود بنا الى التراث الإسلامي المسيحي الذي أخذ كل منهما الغذاء كعلاج منذ قدم التاريخ، وقال إن الولايات المتحدة التي تعتبر "زعيمة" الطب الغربي في الوقت الحالي لديها شركة "الفيتافيجور" التي تتخذ من الغذاء علاجاً، وقد خرجت علينا بمقولة إن طب العقاقير يشفي عرض ولا يشفي مرض، مما أدى الى تحول الأمراض الى أمراض مزمنة حتى بعد زيادة العقاقير والكيمياء التخليقية التي استطاعت أن تحاكي بعض المركبات النباتية، والمشكلة تكمن في أنه عندما تكشف المادة الفعالة في النباتات ونقوم بتصنيعها فإننا نصنع صورة "مرآة" لها وليست صورتها الطبيعية. والتراث المسيحي قدم مادة مثل حشيشة الملاك جذورها تقي الإنسان من الرصاص.

ويقول رب العزة في محكم التنزيل "والأرض مددناها وألقينا فيها رواسي وأنبتنا فيها من كل شيء موزون" وهو ما جعلنا نعود الى تراثنا لنكتشف أن قلب الرمان له قدرة على تخفيف القرحة سواء كانت في المعدة أم الإثنى عشر، حيث تلتئم مباشرة، وهو ما قاله الرسول عليه الصلاة والسلام: "كلوا الرمان بشحمه فإنه دباغ المعدة" ، كما قال أيضاً:"عليكم بالسنة والسنود فإن فيها شفاء من كل داء"، وقد وجدنا في الإحصائيات العالمية أن المرأة اليابانية وأيضاً الصينية أقل عرضة للإصابة بسرطان الثدي في العالم بنسبة تبلغ 4 من 10 آلاف، بينما تبلغ في الولايات المتحدة 4 في الألف. أيضاً كشفت إحصائية أن المرأة السعودية أقل إصابة بسرطان الثدي بنسبة 4 في 100 ألف، لأنهن يتناولن "الكبسة" ويضعون عليها السنة والسنود كتوابل، وللتحقق من هذا الكلام تم إجراء تجربة باستخدام إحدى مستخلصات النبات فماتت خلايا أنسجة الفئران المصابة في المزرعة بعد يومين، وفي الجزيرة العربية كلمة "السنة" بذور الشبت، في حين يشير السنود الى بذور الشمر. وهم يضعونها بنسبة 1:1 على الكبسة التي يصنعها البيت السعودي مرة على الأقل أسبوعياً.

كما كان الرسول عليه الصلاة والسلام يوصي بعد العصر، بأكل قدر من الجزر وعودين بقدونس، وعودين شبت، ويقول الأمريكيون إن الكاروتين والليكويين الموجودين بالفعل في الجزر لهما دور مهم، فهما يؤخران ظهور العوامل الوراثية لمرض السكر. كما يستخدمون أيضاً البردقوش من أجل التوازن الهرموني للشخص في أي عمر من الأعمار.

ومن المعروف أن الرسول عليه الصلاة والسلام، قال عنه: "عليكم بالمردقوش فإنه جيد للخشام" أي الزكام، وكان يصفه للصداع النصفي، ولزيادة البرولو لاكتيك، أي زيادة الدورة الشهرية للسيدة عائشة، وقد ثبت أنه ينظم هرمونات الغدة الجاركلوية وطعمه مثل النعناع.

وما ينقصنا في مصر هو ألا نترك مثل هذه الأمور للعطارين، لكن علينا بالتقنين بوضع هذه الأشياء في صورة عبوات مكتوب عليها المواد الفعالة وتاريخ الإنتاج.

أضاف د. عبد الباسط: أن الرسول الكريم قال: "من تصبح بسبع تمرات عجوة لا يصيبه في هذا العام سم مدوي أو سحر"، والدليل على ذلك، أنه عندما أكل من الشاة المسمومة في خيبر كان متصبحاً بالسبع تمرات فلم يصبه في كبده شيء. وفي أبحاث ظاهرة التخاطب عن بعد "الاستجلاء البصري أو السمعي، وجدوا أنه نواتج هضم العجوة تصبغ الجسم بخط طيف لونه أزرق، والعين التي تحسد تمتص كل الألوان ما عدا الأزرق، ووجدو أن خط طيف العجوة ينتج الأزرق، ويظل 12 ساعة، كما أثبتوا أن السحر لا يمكن قياسه معملياً.

كما نصح الرسول صلى الله عليه وسلم، سيدنا علي بن أبي طالب في هذا الشأن أيضاً: "كل من هذه الشجرة لولا أن الملك يأتيني لأكلت منها".

وعن الثوم سُئل رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال: "يشفي من سبعين داء"، وهو لو أكلته مطبوخاً كما لو أكلته وهو طازج لأنه لا يغير في تركيبه شيء.

كما تحدث الرسول صلى الله عليه وسلم عن التين: "لو قلت إن فاكهة من الجنة لقلت إنها التين لأنها فاكهة الجنة بلا عجم – بلا بذور – كلو التين فإنه يرفع البواسير ويذهب داء الملوك".

كما قال عن الحلبة: "لو علمت أمتي بالحلبة لاشترتها صاعاً بصاع".

وقد ذكر د. عبد الباسط أن الرسول صلى الله عليه وسلم وضع للإنسان نظام تغذية متكامل، حيث كان يقوم في الصبح بتذويب ملعقة عسل نحل "عليكم بشراب العسل" في كوب ماء، والمعروف أن الماء عندما يتم تذويب مادة فيه، فإن جزيئات الماء تترتب حسب جزيئات المادة. ثم كان يأكل 7 تمرات مع كوب لبن "عليكم من لبن الأبقاء فإنها تأكل من كل الشجر".

ثم في العصر كان غذاؤه ملء سقاية زيت زيتون عليها نقطتين خل "------- بالزيت وادهنوا به فإنه من شجرة مباركة" وكان يأكل عيش شعير، أما اللبن الرايب فقد كان غذاؤه في الليل، وكان يوصي بطعام العشاء "عليكم بطعام العشاء، فمن ترك طعام العشاء فقد وهن جسده".

أمراض القلب

الدكتور فتحي أحمد خلف الله أستاذ الرقابة الصحية على الأغذية، كلية الطب البيطري – بني سويف – جامعة القاهرة، قال: إنه مع التطور السريع في الطب لعلاج الأمراض التي تؤثر على حياة الإنسان مثل السرطان اتجه البحث العلمي لكيفية منع حدوث تلك الأمراض من خلال وسائل التغذية، فعرفت قديماً مواد غذائية أو بعض العناصر الغذائية التي لها فوائد طبية أو صحية بجانب دورها الأساسي الغذائي، وسميت هذه الأغذية بالمصنفات الغذائية الوظيفية، وفلسفة هذه الأغذية أنها تستطيع أن تحسن الصحة بجانب قيمتها الغذائية، حيث اكتسبت ذلك من خلال المفهوم العلمي كوجبة غذائية مرتبطة بمنع أومعالجة بعض الأمراض وظهرت الأغذية الوظيفية البدائية غير المتطورة في الأسواق مثل عصير البرتقال الغني بفيتامين "هـ" و "جـ" وأيضاً الشيكولاتة باللبن كمادة غذائية تمد الجسم بالأملاح والفيتامينات. وقد أدخلت بعض شركات الأغذية خطوطاً إنتاجية ضخمة للأغذية المضاف إليها مكونات تقل من احتمالية حدوث أمراض القلب وهشاشةالعظام، وهذه المنتجات الغذائية مازال يعتمد عليها في الصحة التقليدية لتساعد كإمدادات للكالسيوم والوجباتالمحتوية على الألياف، وقد اتجهت الأبحاث العلمية الى إعادة تصميم بعض المواد الغذائية الطبيعية من خلال الهندسة الوراثية لإحداث تزاوج للأغذية مع الصناعات الدوائية من خلال التركيبات الجينية حتى تستجيب الى مطالب المستهلكين من الفوائد الصحية ، مما أدى الى تنوع الأغذية الوظيفية لإظهار منتجات غذائية جديدة.

وقد قسم د. فتحي الأغذية الوظيفية من حيث التصنيع الى:

 الأغذية البسيطة وهي الغنية بالمكونات الوظيفية النشطة مثل الجزر والقرنبيط والطماطم التي تحتوي على السلفور إفان والبيتاكاروتين والليكويين.

 الأغذية المعدلة وهي الأغذية المقواة ببعض المغذيات أو محسنة بالمكونات النباتية، ومن أمثلة تلك المغذيات الوظيفية الصويا والكالسيوم والألياف والأعشاب وأوميجا 3.

 الأغذية المهندسة وراثياً، وعلى الرغم من أن التقنية الحيوية في تطور مستمر لإعطاء عناصر جديدة من الأغذية الوظيفية المعدلة وراثياً لتعطي منافع صحية.

تجارب ناجحة

ويستعرض الدكتور فوزي الشويكي الأستاذ بالمركز القومي للبحوث عن تعزيز الأوعية المناسبة بالعناصر الدقيقة، إذ يعتبر تعزيز الطعام بالعناصر الغذائية التي أثبتت الأبحاث الغذائية الميدانية نقصها بالنسبة الى الاحتياجات الفسيولوجية للإنسان المصري في مراحل العمر المختلفة من أهم المحاور الأساسية للقضاء على مشكلة نقص المغذيات الصغرى في الطعام. وقد جرت محاولات عديدة لاختيار أنسب الأوعية التي يمكن استخدامها بأمان وفاعلية للتعزيز، ومن هذه التجارب دراسة أجريت على مجموعة من تلاميذ المدارس في قرية أتريس في محافظة الجيزة لاختيار مدى فاعلية إمداد هؤلاء التلاميذ بأملاح حديد سهلة الذوبان، ذات الكفاءة العالية للامتصاص مثل كبريتيات الحديدوز وجنيكونات الحديدوز. وقد أثبتت الدراسة فاعلية هذه الأملاح في القضاء على الإنيميا المنتشرة بين الأطفال.

كما تمت محاولة أخرى من خلال عمل فطيرة، معززة بعناصر الحديد والزنك وغنية بالبروتين، وأجريت التجارب لاختبار مدى فاعلية هذه الفطيرة لعلاج مشكلة الإنيميا، وأثبتت النتائج فاعلية هذا الأسلوب لحل المشلكة. وتطورت هذه الفطيةر وطبقت في برنامج التغذية المردسية بالاتفاق مع وزارة التعليم، وظهرت بعد ذلك مشكلات حدوث بعض حالات التسمم بين أطفال المدارس التي توزع الطفيرة، وتشكك البعض في أن يكون الحديد هو السبب وراء حالات التسمم بين التلاميذ وبالتالي فقد تم إيقاف هذا البرنامج.

وهناك محاولات جارية الآن لتعزيز رغيف الخبز بالحديد، ويجري الآن تطبيق هذه التجربة في محافظة الفيوم.

فوائد اللبن

وعن اللبن ومنتجاته ومشتقاته كأغذية وظيفية، يتحدث الدكتور محمد الحسيني عبد السلام الأستاذ بالمركز القومي للبحوث عن أن اللبن ومنتجاته يعتبر من الأغذية الوظيفية الطبيعية التي تعد الجسم بالعديد من المكونات ذات الآثار الصحية المفيدة، وبالكميات المناسبة لإحداث مثل هذه الآثار.

ويعتبر اللبن ومنتجاته مصدر غني بالكالسيوم الذي يساعد على الوقاية من العديد من الأمراض المصاحبة للتقدم في العمر، وهي هشاشة العظام، وارتفاع ضغط الدم، وسرطان القولون، كما تعتبر الألبان المختمرة بيئة مناسبة لإمداد الجسم بالكائنات الدقيقة ذات الفوائد الصحية، كحاجز يمنع البكتيريا المرضية منغزو القناة الهضمية، وتخليق بعض الفيتامينات خاصة مجموعة فيتامينات B وفيتامين K وإنتاج بعض المضادات الحيوية وعلاج بعض حالات الإسهال المزمن والفيروس. وإذا كان لبن "السرسوب" الذي يفرز في الأيام الأولى من الولادة مباشرة، لا يصلح للاستهلاك الآدمي، نظراً لتغير طبيعته وخواصه عن التركيب والخواص المعروفة للبن، إلا أن يحتوي على نسبة عالية من الجلوبيولينات المحصنة ذات أهمية وقائية اتجهت الدراسات الى فصلها من السرسوب وإضافتها الى اللبن بالكميات التي لا تغير من خواصه، وفي ذات الوقت تكسب اللبن الخواص الوقائية للعديد من الأمراض، وحالياً ينتج اللبن المحصن في بعض الدول مثل فنلندا.

كما تحدث عن مزايا وخواص بروتينات الشرش التي تعطي لها أولوية سواء للاستخدام المباشر أم في تدعيم المنتجات الغذائية الأخرى. فهي مثالية للأفراد ذوي الاحتياجات الخاصة من البروتين مثل الرياضيين وكبار السن، وذات خواص مضادة للأورام السرطانية وتنشيط الخواص المناعية في الجسم كما أن لها خواص مضادة للأكسدة وتأثيرات إيجابية مفيدة على صحة القلب والأوعية الدموية، وذلك من خلال خفض مستوى الكوليسترول في الدم والوقاية في ضغط الدم المرتفع، بالإضافة الى أنها ذات تأثير خافض للشهية.

ويفجر الدكتور فؤاد محمد هريدي مستشار صحة البيئة مفاجأة بحديثه عن إنتاج غذاء وظيفي جديد من نبات التبغ، حيث يقول: لقد أصبح نبات التبغ صديقاً للإنسان وليس عدواً له يقتل حوالي 3 ملايين نسمة سنوياً من أمراض التدخين والسرطان. فقد أقرت كل من منظمة الصحة العالمية ومنظمة الزراعة عام 1981 أن التبغ مصدر رئيسي للبروتين الصالح للاستهلاك الآدمي، وغذاء للحيوانات. وكفاءة البروتين الناتج من التبغ تكون أعلى من أي بروتينات أخرى. ويمكن إضافته الى شربة الطعام والمشروبات لإكسابها قيمة غذائية عالية.

وقد تطرق الدكتور مجدي محب الدين الأستاذ بالمركز القومي للبحوث وأمين عام الجمعية المصرية لدعم البحث العلمي الى نقطة مهمة عندما تحدث عن مكملات غذائية للحد من مخاطر الأغذية الملوثة. فمن المعروف أن الأغذية التي يتم إنتاجها وتداولها تحت ظروف غير مناسبة وغير قياسية تمثل احتمالاً كبيراً يهدد صحة المستهلكين، وينال من سلامتهم. ومن الناحية العلمية فإن استمرار وتكرارية التعرض لأغذية غير مناسبة تحتوي على نسبة من المخاطر البيولوجية، أو الفيزيقية أو الكيميائية تتفاوت في تأثيراتها السلبية على مستهلكي تلك الأغذية تبعاً لنوع الملوث وتركيزه وعدد مرات التعرض له، وعمر وجنس ونوع والحالة الصحية للمستهلك. وفي كل الأحوال فهناك شرائح تظل دائماً هي الأكثر حساسية ومنها الأطفال والأمهات المرضعات وكبار السن.

وعن معايير سلامة الأغذية الوظيفية قال الأستاذ الدكتور فهمي صديق نائب رئيس المعهد الدولي لعلوم الحياة فرع شمال أفريقيا والخليج أن بعض المعلومات تعتبر مطلب أساسي في تقدير سلامة الغذاء، وهي تتضمن تفاصيل عن الأسم العلمي أو الكيميائي للطعام أو المحتوى الجديد، وتفاصيل عن المصد التي تم الحصول على الطعام منه سواء كان نبات أم حيوان.

ووصف أسلوب إنتاج أو تصنيع الغذاء، وتفاصيل عن أي استخدام سابق سواء على شكل طعام أو دواءز

بالإضافة الى تفاصيل عن مواصفات الغذاء الوظيفي ومكوناته والغرض المستخدم له والاستخدام المتوقع له.

أما الدكتور مهندس محمود عيسى رئيس الهيئة المصرية العامة للتوحيد القياسي وجودة الإنتاج، فقد قال إن الجودة والسلامة مطلب مهم وحيوي في الصناعة بصفة عامة، لكنه مطلب أكثر أهمية في الصناعات الغذائية وشديد الأهمية في صناعة الأعذية الخاصة لأنها لا تؤدي وظائف عامة يمكن تعويضها من غذاء الى آخر. لكنها أغذية ذات وظائف محددة لا بد وأن تؤدي وظائفها بأعلى درجات الجودة والسلامة التي دائماً ما تنشدها الوزارات المعنية المختصة وهي وزارة الصناعة والتنمية التكنولوجية ووزارة الصحة والسكان.

وتمثل الصناعات الغذائية في برامج وزارة الصناعة محوراً رئيسياً في برامجها على مستوى هيئاتها المعنية. ومنها الهيئة المصرية للتوحيد القياسي وجودة الانتاج، وذلك م خلال تطوير مواصفاتها القياسية. وقد ذكر دكتور محمود عيسى أن الهيئة انتهت منذ عام من تحديث نسبة كبيرة من المواصفات الغذائية بمشاركة جميع الجهات المعنية وتوفيقها مع المواصفات الدولية.

ويلفت الانتباه حسام طاهر رئيس الجميعة المصرية لدعم البحث العلمي الى أن "الأغذية الوظيفية" قضية حساسة ومؤثرة على قطاعات الصحة والصناعة بصورة مباشرة وغير مباشرة على قطاعات متعددة اقتصادياً واجتماعياً. كما أنها تمثل مساحة جيدة من الإبداع العلمي يجب أن تجذب الجادين من العلماء والباحثين في مجال البحث العلمي. ومن الناحية الصناعية هي تنافسية واعدة بسبب تعاظم حجم القيمة المضافة وهو ما يعتبر برنامجاً متميزاً في تحديث الصناعة المصرية يبج أن توضع له المعايير التي تضمن عطاء الشرفاء من رجال الصناعة.

عن الاهرام العربي المصرية
ميرفت فهد


مشاركة منتدى

أي رسالة أو تعليق؟

مراقبة استباقية

هذا المنتدى مراقب استباقياً: لن تظهر مشاركتك إلا بعد التصديق عليها من قبل أحد المدراء.

من أنت؟
مشاركتك

لإنشاء فقرات يكفي ترك سطور فارغة.

الأعلى