حرب الإبادة الإسرائيلية وإعادة إنتاج جرائم النكبة
الاحتلال الإسرائيلي يمارس جرائمه المروعة التي تهدف لكسر إرادتنا وتهجيرنا، واستمرار سياسة الإبادة والاستيطان، والتدمير للممتلكات، وقصف المساجد، والكنائس، ومراكز الايواء، والبنية التحتية، وسياسة التجويع والتعطيش، كل ذلك جزء من المشروع التصفوي للاحتلال، وضمن جرائم الحرب الممنهجة ضد الشعب الفلسطيني، ما يتطلب ضغطًا على حكومة الاحتلال من أجل وقف جرائمه.
فشل مجلس الأمن في اتخاذ تدابير من شأنها وقف جرائم الاحتلال ضد شعبنا، ما يحتم علينا أن نبحث عن خيارات أخرى تجعلنا نتجاوز هذه المنظومة الدولية العقيمة، واتخاذ تدابير من شأنها وقف العدوان، وخصوصا بعد اطلاع المنظمات الدولية على حجم الانتهاكات، والتي تشتمل على جرائم الحرب والاستيطان وسرقة الموارد الطبيعية، وانتهاك حقوق الإنسان، واحتجاز جثامين الشهداء، وقرصنة الأموال، وغيرها من جرائم الحرب التي تقوم الاحتلال، وهي مخالفة لقرارات الأمم المتحدة.
الأطفال المدنيين هم ضحايا هذه الحروب، وأطفال غزة يستحقون حياة أفضل، ويجب تجنيبهم هذه الصدمة، وعلينا أن ندافع عن حقهم في الحياة والشعور بالأمن والأمان، ويجب العمل على وقف الحرب بسرعة وأهمية قيام المحكمة الجنائية الدولية باتخاذ الخطوات العملية لمحاكمة الاحتلال وأهمية رصد كل جرائم الاحتلال للمرافعة أمام المحكمة الجنائية الدولية، ولضمان محاسبة الاحتلال على ما اقترفه ويقترفه من جرائم بشعة بحق الشعب الفلسطيني لإبادته.
الاحتلال الإسرائيلي مستمر في شن حرب الإبادة الجماعية ضد الشعب الفلسطيني، المتمسك بأرضه والرافض لسياسة التهجير التي هدد بها رئيس وزراء الاحتلال بنيامين نتنياهو في تصريحه بمواصلة العدوان الإسرائيلي والتجهيز لعملية عسكرية على رفح جنوب قطاع غزة لإخلاء الفلسطينيين منها وإن الاحتلال الإسرائيلي قتل نحو 29 ألف مواطن خلال الأشهر الأربعة الماضية، والعدد مرشح للازدياد كل ساعة في ظل استمرار هذه الحرب، وأن سياسة القتل التي تقوم بها اسرائيل هي جريمة حرب دولية وإبادة جماعية.
أننا أمام مأساة حقيقية تتجسد أمام أعيننا في ظل القتل الممنهج وانعدام الخدمة الإغاثية نتيجة قصف المستشفيات وانعدام مقومات الحياة واستمرار حصار التجمعات السكانية وترك المحاصرين بدون ماء او غذاء أشبه في سجون جماعية حيث يموتون جوعا وأن دولة الاحتلال هي وليدة الجرائم المتتتالية بحق الشعب الفلسطيني ونستغرب سكوت العالم المخجل عن الجرائم المستمرة بحق الشعب الفلسطيني.
ما يجري ليس جديدا بل هو إعادة إنتاج وتمثيل لجريمة النكبة عام 48، وإحداث اليوم فاقت كل النكبات من حيث حجم القتل، والنزوح، والدمار، وأن الإسرائيليين تبنوا سياسة حسم الصراع في ملفات القدس، والحدود، واللاجئين، والآن الهجوم على الأونروا الذي يمس جوهر قضية اللاجئين واضعافها، وتقليص خدماتها وإن أخطر ما يتعرض له شعبنا اليوم هو العملية العسكرية في رفح، وهي أخطر المعارك والتي يسعى الاحتلال من خلالها لتهجير المواطنين ضمن مخطط حرب الإبادة الجماعية.
لا بد من الفصائل الفلسطينية العمل على مواجهة نظام الأبرتهايد الإسرائيلي وخصوصا ان برنامج منظمة التحرير الفلسطينية يؤكد على هذه المبادئ ويكرس ضرورة تجسيد العمل الوطني ومواجهة حرب الإبادة الإسرائيلية وخاصة أن معظم الساسة في إسرائيل يتحدثون بشكل علني عن القتل، والتدمير وهذا هو الأبرتهايد بعينه ولا بد من تفعيل الدبلوماسية الشعبية والرسمية في مناهضة الاحتلال والابرتهايد الإسرائيلي ويجب تكامل الجهود الوطنية لتحقيق هذه الغاية ومواجهة الحرب المسعورة التي تمارسها حكومة التطرف الإسرائيلي.