الأحد ٢٣ حزيران (يونيو) ٢٠٢٤
بقلم أسامة محمد صالح زامل

حروفٌ على المفهوم تجتمعُ

موتٌ على يدِ من هادوْا لنا شرفٌ
وآخرٌ بيننا بالعارِ مُضْطلِعُ
وذا لهُ في نفوسِ العُرْبِ منزلةٌ
وجالبُ العارِ بين العُرْبِ مُبتدَعُ
وذا يُعدُّ له طلّاب آخرةٍ
وذاك قلبُ الذي بالزّيفِ يقْتَنِعُ
وذا لكلّ بناءٍ دامَ قاعدةٌ
ووهمُ ذاكَ بذكرِ الرّيحِ ينخلِعُ
وذا على شفرةِ البتّارِ مسكنُهُ
ومسكنُ العارِ في الأطرافِ مُنتجَعُ
وأهلُ ذا يرثون الأرضَ أقدسَها
وعارُ ذاكَ غدًا منها سيُقتلعُ
وأهلُ ذا أصلاءٌ في غيابِهمُ
يمتّد ذاك قرىً بالبيعِ ترتفِعُ
فإن رآه وضيعُ الأصلِ مرتفعًا
فالدّون دوما لدونٍ جدّ مُجتمعُ
حتّى يمدّ يدًا ذو سلطةٍ لهما
والعارُ يا صاحبي بالعارِ مُمتنِعُ
سلِ القبورَ جواري عن جنايتِها
تُجبْ: جنايتُها قومٌ بها اقتنعوا
رأت حماقتُهم في الصّمتِ راحتَها
والعارُ في غيّهِ بالصّمتِ يندفِعُ
وليس ينفعُ أهلَ الصمتِ كُثْرُهُمُ
حتّى إذا العارُ لبّى السُّؤلَ واقترعوا
فالعارُ والصّمتُ في دارٍ إن اختلفا
فالعارُ مُنتخبٌ والصّمتُ مُجْتَرِعُ
حتّى إذا ما أقامَ العارُ دولتَهُ
يُلغي قوانينَ أسلافٍ ويبتدِعُ
والصّمتُ ما انفكّ مبلوًّا بجَبْلَتِهِ
يناوشُ العارَ همْسًا ثمّ يرتدِعُ
يقلّبُ الحرفَ من قبلِ استعارتِه
يزيدُ حرفًا بسطْرِ ثمّ يقتطِعُ
تعجّبَ الصمتُ منهُ من تطاولِه
على دمٍ سالَ نهرًا وهْو ينْتجِعُ
فيدركُ العارُ أنّ الصمتَ قابلُهُ
حُكْمًا وعن طقسِه يومينِ يَنْقطِعُ
مبيّنًا في بيانٍ أنّها فئةٌ
شذّتْ وأنّ انحرافاتٍ كذا تقَعُ!
ويُصدِرُ الأمرَ للأنصارِ في جُمَعٍ
أنْ غالبوهم بحُلْمٍ شيخُه الورعُ
ويُصدِرُ الأمرَ للتجّارِ في مدُنٍ
أنْ حاصروهم ببيعٍ صهرُه الجشِعُ
ويُصدِرُ الأمرَ للفتيانِ في عُطَلٍ
أنْ ناوشوهم بسبتٍ شبلُه الخرعُ
ويطلبُ العارُ منه حين حجّهمُ
أنْ لا كلامَ ونارُ القدس تندلعُ
والصّمتُ ممتدِحًا للعار فطنتَهُ
بها على فاجعاتِ الدّهرِ مُطّلعُ
ويعلن الصّمتُ أنّ العارَ مُتّبعُ
ويعلنُ العارُ أنّ الصّمتَ مُستَمَعُ
فيُصبحان معًا لا فرقَ بينهما
سوى حروفٍ على المفهومِ تجتمِعُ
والناسُ أميلُ لاسْمِ العارِ إن وصفَتْ
صمتًا بأوصافِ عارٍ سادَ ينطبِعُ
فلا تعُلِّلْ أخي بالجوْرِ صمتَك في
مثوىً بهِ أنت طبّالٌ ومُسْتمِعُ
فصمتكَ العارُ مهما سُقتَ من حُجَجٍ
وعادةُ الصّمتِ أن يحتجّ إذ يقَعُ
والصمتُ ما دامَ أجرى عارُه غدَهُ
يُنهيه إن لم يعدْ بالصّمت ينتفِعُ
كي يستحيل هراءّ جلّ غايتِه
من ارتدى شرفًا باللُّسنِ يُصطَنعُ
فهاجسُ العارِ عبرَ الدّهرِ صالُحُهُ
حتّى إذا أقسمَ الخُدّامُ والتَّبَعُ
فلا اندهاشَ إذا يومًا فُجِئْتَ به
فيما ابتنى مسجدًا لله يَنْقَطِعُ
والعارُ يُمسي بأيدي صمتِهِ غدُهُ
لو من جبلِّتِهِ ذا الصّمتُ ينخلعُ
هذا وما خاب من للدّهرِ يستمعُ:
قد خاب سعيُ الذي بالصّمتِ يمتنعُ


أي رسالة أو تعليق؟

مراقبة استباقية

هذا المنتدى مراقب استباقياً: لن تظهر مشاركتك إلا بعد التصديق عليها من قبل أحد المدراء.

من أنت؟
مشاركتك

لإنشاء فقرات يكفي ترك سطور فارغة.

الأعلى