الأربعاء ٥ حزيران (يونيو) ٢٠٢٤
في حوار مع الدكتور علي نسر:

الشعر ليس قادرًا بعد على تطويع مصطلحات هذا الجيل وتوظيفها شعريا

أحمد مجدي

الطفرة التكنولوجية تشكل الخطر الأكبر على حركة الشعر اليوم

الشعر وقف في وجه العواصف التي تهب من جهات الدنيا وما تفرضه من معطيات جديدة

شخصية بارزة في عالم الأدب والنقد، أثرى المكتبة العربية بأعماله الأدبية والنقدية المتميزة، حصل على درجة الدكتوراه في اللغة العربية وآدابها من الجامعة اللبنانية، ويشغل منصب أستاذ في الجامعة اللبنانية وعدة جامعات أخرى في لبنان، من أعماله رواية «وادي الغيوم»، وديوان شعر: «وطن تنهد من ثقوب الناي»، وكتاب نقدي في الرواية: «الرؤية إلى العالم في الرواية العربية»، كتاب نقدي في الشعر: «في شعرية القصيدة العربية من الجاهلية حتى التغريدات الفيسبوكية»
إنه الشاعر والمفكر الدكتور علي نسر، الذي حلق بإبداعاته ومساهماته الأدبية إلى جانب نشره العشرات من الأبحاث في المجلات العلمية، ومقالاته الأدبية والفكرية في الصحف اللبنانية والعربية، وحصل على درع التكريم كرمز من رموز الثقافة العربية من ديوان العرب في عام 2019. وهو عضو بلجنة التحكيم قصيدة البحر فى الدورة العاشرة من مسابقات ديوان العرب الأدبية.

في هذا الحوار، نستعرض مسيرته الأدبية والأكاديمية، ونتعرف على رؤاه حول تطور الأدب العربي والنقد، ونستكشف آراءه في القضايا الأدبية الراهنة.

مرحبا دكتور علي نسر، وشكرا على قبولك دعوتنا لإجراء هذا الحوار.ونبدأ بسؤالك كيف ترى وضع الشعر العربي في الوقت الراهن؟

لم يخل زمن من مطبات ساهمت في عرقلة حركة العجلة الفنية عموما والأدبية خصوصا، لكن الأدب، ومنه الشعر، استطاع أن يقف مرارا في وجه العواصف التي تهب من جهات الدنيا وما تفرضه الحياة من معطيات جديدة. وهذا ما يجعله ذا مكانة كبيرة، وأهمية لافتة إذ يلجأ إليه كل متعب من مشاغل الحياة وسيطرة كل ما يجعل الإنسان مجرد آلة صماء أو رقم تراكمي في الوجود.

ما هو دور الشاعر في مجتمعه؟

يتحتم على الشاعر أن يكون ذو مسؤولية، يؤدي أدوارا تغييرية ظهرت بصماتها واضحة في الماضي وما زالت جلية اليوم، إذ يعد الفن عموما والشعر منه، أداة تهز ثوابت عديدة لمصلحة المتغيرات، حيث تحمل القصيدة، ويجب أن تحمل بالإضافة إلى جانبها الفني، رؤية ترسم طريقا لوعي ممكن يتجاوز الفعلي القائم ذا الموروث السائد.

ما هي أكبر التحديات التي يواجهها الشعراء اليوم؟

تعد الطفرة التكنولوجية الخطر الأكبر على حركة الشعر اليوم، ومع ذلك يستطيع الشعر تطويعها وترويضها لتتحول من أداة خطر إلى وسيلة لترويج الإبداع وإيصال المراد بطرق يسيرة لو توافرت للقدماء لأثروا مخيلاتنا وأذواقنا بالكثير. وهذا لا يعني أن التقنية‏ لم تؤد دورا في تحجيم الخيال لدى المتلقي أحيانا لأنها تقول وتكشف ما يود القارئ اكتشافه بنفسه.

وما هي من وجهة نظرك أبرز الأزمات التي يواجهها الشعراء اليوم؟

يواجه الشعراء اليوم أزمة مزدوجة، أزمة الصورة الشعرية وأزمة التلقي، فالصور القديمة لم تعد قادرة على جعل المتلقي يتفاعل معها خاصة أبناء جيل التكنولوجيا، لأنه لم يعش في زمن ما تعبر عنه الصورة، وفي الوقت عينه ليس الشعر قادرا بعد، على تطويع مصطلحات هذا الجيل وتوظيفها شعريا.

هل تواجه الفنون الأخرى نفس الأزمة؟

هذا ليس حكرا على الشعر فحسب، ولكن الشعر هو الأكثر تعرضا لذلك، لأن الفنون الأخرى، كالرواية مثلا، نتيجة التهجين استطاعت تجاوز الأزمة. وهذا يؤكد مدى التداخل بين الفنون عموما، ولكن ينبغي المحافظة على هوية كل فن مهم تقاطع مع غيره.

ما هي النصيحة التي يمكن أن توجهها للشعراء الشباب وللقراء أيضا؟

ينبغي الالتفات إلى دور القراءة، لأن القارئ والمتلقي عموما ينبغي أن يكون ذو ذخيرة معرفية لتفكيك النصوص والإجابة عما يعجز الشاعر نفسه عن الإجابة عنه أحيانا، لا بل، ينبغي أن يتحلى الشاعر بذلك لأنه المتلقي الأول لنصه، والقارئ الذي يهضم ما حوله ليقدمه بطرق جديدة، ما يجعل القراء شركاء رئيسين في تشكيل النص وولادته.

هل هناك رسالة أو فكرة ترغب في توجيهها لجمهورك من خلال هذا الحوار؟

أقول إن فناء الأدب يعني فناء الحياة كما يقول الأديب اللبناني مارون عبود، وهذا يستدعي استنفار المبدعين من شعراء وغيرهم للوقوف أمام التحديات التي تفرضها الحياة، لأن هناك موضوعات مشفرة وملغمة أمام أعينهم تستحق أن نفك شفرتها ونجعلها عجينة مرنة مطواعة لتقديمها لجمهور سئم متاعب الحياة وينتظر أن نقدم له خبايا الوجود بطرق فنية فيها ما فيها من جماليات وهوايات إبداعية.

أحمد مجدي

صالة العرض


أي رسالة أو تعليق؟

مراقبة استباقية

هذا المنتدى مراقب استباقياً: لن تظهر مشاركتك إلا بعد التصديق عليها من قبل أحد المدراء.

من أنت؟
مشاركتك

لإنشاء فقرات يكفي ترك سطور فارغة.

الأعلى