
دار الشعر بمراكش تختتم ليالي الشعر

أحيت دار الشعر بمراكش ليلتي الشعر يومي 24 و25 أبريل، ضمن البرنامج الثقافي لفعاليات الدورة 30 من المعرض الدولي للنشر والكتاب، في "رحاب مدينة الأنوار الرباط". المعرض، الذي نظمته وزارة الشباب والثقافة والتواصل، قطاع الثقافة، من17 الى 27 من شهر أبريل، واحتفى بالشارقة ضيف الشرف. وشهدت ليلتي الشعر حضورا وتفاعلا كبيرا من جمهور المعرض، كما أضاء شعراء، يمثلون تجارب وحساسيات وأجيال مختلفة، من المغرب والإمارات، بقصائدهم أماسي الشعر في حوار بليغ بين تجارب شعرية في تعدد حساسياتها ورؤاها.
وشارك الشعراء: رجاء الطالبي، خالد البدور، حفيظة الفارسي، شيخة المطيري، آمال هدازي، مونية علالي، مصطفى غلمان، أمينة إيقيس، صالح آيت صالح، وخلود المعلا، الى جانب المشاركة المتميزة للفنانين والعازفين ياسين الرازي ويونس باكو، ضمن مصاحبة موسيقية أضفت على ليتي الشعر المزيد من الألق. ووسمت الدار برمجتها، هذه السنة، ضمن تبويب خاص لفقراتها الشعرية، وهو ما سمح لتمثل التجربة الشعرية المغربية وراهنها.. أصوات وحوار للأجيال الشعرية، وتجارب شعرية معاصرة. كما واصلت دار الشعر بمراكش الانفتاح على أصوات وتجارب شعرية جديدة، ضمن سياق مصالحة الشعراء مع "لياليهم"، في تحول خلاق للبرمجة ساهمت في استضافة تجارب من مختلف جغرافية المغرب الثقافي، وفي انتصار لأفق المدونة الشعرية المغربية.

ميسم من الحيرة والتشظي والقلق وسمت بها قصائد الشعراء، ضمن اختيارات زكت هذا الإنصات العميق لصوت الشاعر(ة)، اليوم (رجاء الطالبي، صالح آيت صالح)، في ظل ما يشهده العالم من اضطرابات وتحولات. وما بين أنفاس شعرية قصيرة (أمينة إيقيس، خلود المعلا، خالد البذور)، ونصوص بنفس طويل تلامس جراح الأوطان (مصطفى غلمان)، ظلت أصوات الشعراء تعيد استحضار جراح الذات (حفيظة الفارسي، مونية العلالي، شيخة المطيري، آمال هدازي)، أمام هذه الهيولى الذي يشهدها العالم اليوم. وفتحت الليالي حوارا شعريا خلاقا، بين تجارب وأجيال شعرية من المغرب والامارات، وشعراء يمثلون "مغاربة العالم". وتحول فضاء الليالي، الى فضاء للقاء والحوار بين شعراء وشاعرات من البلدين الشقيقين، ترسيخا لأفق المعرض الدولي للكتاب والنشر، في عاصمة الثقافة الرباط.
ليالي الشعر لدار الشعر بمراكش، في محطتها الأخيرة، وهي تحتفي ضمن البرنامج الثقافي العام للمعرض الدولي للكتاب والنشر بالرباط، بالشعر المغربي وتجاربه وحساسياته ولغاته.. صورة مجازية أخرى، لهذه الفسيفساء الشعرية المغربية المتفردة. استراتيجية الدار في الانفتاح على تجارب تمثل العمق الثقافي المغربي، بتعدد ألسنته وأنماط الكتابة، في انفتاح بليغ على تجاربه وحساسياته، وأيضا في ترسيخ أعمق لفلسفة البرنامج الثقافي في أن يكون فضاء للإنصات والاقتراب من التجارب الشعرية والأدبية المغربية، في أن يكون فضاء المغرب الثقافي بامتياز.

مسيرة التألق لمشتل دار الشعر بمراكش
واصل مشتل دار الشعر بمراكش للشعراء الشباب مسيرة التألق وطنيا، فضمن فعاليات تتويج الفائزين بجائزة الشعراء الشباب، والتي تنظمها وزارة الشباب والثقافة والتواصل، وتوزع جوائزها في حفل خاص. احتضنت قاعة "حوار" مساء الخميس 24 أبريل حفل تتويج للفائزين الأوائل، ضمن أصناف الجائزة. وحضر في منصة التتويج الشعراء: نعيمة موحتاين وعمر الراجي أمنار (صنف الامازيغية) وكريم آيت الحاج (الفصيح)، شعراء سبق لهم التتويج بجائزة دار الشعر بمراكش في مسابقة أحسن قصيدة، كما سبق للدار أن استضافتهم في لقاءات شعرية ضمن برنامجها الثقافي والشعري وملتقى حروف ومهرجان الشعر المغربي.
ومنذ انطلاقها قبل ثلاث سنوات ظلت هذه الجائزة، ومنذ تتويج الشاعر اسماعيل آيت ايدار، في دورتها الأولى والشاعرة آمال الغريب في دورتها الثانية، فضاء لإبراز الطاقات الشعرية والإبداعية الشبابية من مشتل دار الشعر بمراكش. هذا المشتل، ومنذ تأسيس الدار سنة 2017، ظل ينتصر لأفق الشعر المغربي، من خلال إبراز أصوات شعرية جديدة، في اختيار واع للتعدد اللساني والتنوع الثقافي المغربي، وفي انفتاح بليغ على المغرب العميق بتعدده الخصب. أصوات وتجارب شعرية جديدة، انضافت لأفق القصيدة المغربية، وشعراء وشاعرات أصبحوا اليوم يتوجون بأرفع الجوائز الشعرية المغربية والعربية.