رؤيا نخيلِ الغيمِ
هِيَ ليلةٌ
تحتاجُ حُرّاسَ السّماءِ
لتحفظَ الإعجازَ في آلائِها
هل يستوي فيها الذينَ يحلّقونَ
معَ الذينَ يحاولونْ ؟!.
سرّي وفي القلبِ احتفظتُ بوردِهِ
حتّى ظهورِ نبيّةِ الأزهارِ
والبلدِ الأمينْ.
نمشي بقلبَي عاشِقَينِ،
نهيمُ فوقَ شوارعِ الشَّامِ القديمةِ،
تعترينا رعشةُ العنبِ،
احترقْنا بالنّبيذِ،
وهالَ فوقَ عناقِنا
صوتُ المآذنِ
وانبعاثُ الياسمينْ .
سبّحْ بِاِسمِ الدّفءِ
يا قلبُ
انطفِئْ
مِنْ أوّل الكأسِ،
اشتعلْ في أوّلِ التّسبيحِ،
واجذبْها إليكَ
بقوّةِ العشقِ المُقدَّسِ،
وانطلِقْ فيها إلى أعلى ذُرى الآهاتِ،
وارسمْ لوحةَ التكوينِ،
وهي تُمرّرُ الشّفتينِ
فوقَ لهاثِكَ العالي
وتبتكرُ الحنينْ.
أنثى إذا فتحَتْ حدائقَها
تفتَّحَتِ البراعمُ خلفَ زهرِ اللّوزِ،
وارتسمَ الهلالُ على هلاليها
خصيباً بازغاً بالجلّنارِ
محمّلاً ديماً وأحلاماً مُهاجرةً
إلى أقصى كلامِ القلبِ
في لغةِ العيونْ.
قالتْ:
دمشقُ تضمُّ قلبَينا ولهفتَنا،
تبشّرنا ببنتٍ اِسمُها رؤيا،
فقلتُ :
وكيفَ لي ذاكَ الجمالُ
وقدْ بلغْتُ مِنَ الجراحِ
مدائناً مِلحاً و طينْ ؟.
قالتْ : وصلتَ،
فبشّرِ العشّاقَ،
واخزنْ حزنَهم
يا يوسفَ الأنهارِ ..
تخذلُني يدايَ،
ويسقطُ الشّالُ المُطرَّزُ
من عبورِ النحلِ في دمِنا
إلى خطِّ الأنينْ .
-قدّي قميصي مِنْ جميعِ جهاتِ أرضِكِ،
وافتحي قلبي بمديةِ نبضِكِ،
انسكبي بحرِّ نبيذِكِ،
احترقي بعودِ ثقابِ عُمْرينا،
فيشتعلُ القرنفلُ
في بساتينِ السّنينْ .
– ماذا لو انفرطتْ عقودُ لآلئي
في بحرِ حبرِك َ؟
– تحملينَ بتوءمينِ
قصيدةٍ و جنينِ حنطةِ خافقي
وعلى أقاصي الغيمِ
تحتَ نخيلِ روحي تُنجبينْ .
هِيَ ليلةٌ حمراءُ ..
أو خضراءُ..
أو بيضاءُ..
لا ليسَتْ بألوانِ الطّبيعةِ ..
ليلةٌ خمريَّةٌ..
فإذا أرادتْ أومأتْ
للّونِ: كُنْ
حتّى يكونْ.