سؤال مرآة وفلسفة شاعر
من أنت؟
قالت ليَ المرآةُ وارتعشتْ
فقلتُ إني رسولُ الضوءِ أنعكسُ
سؤالكِ المحضُ إيمانٌ بفلسفتي
وخوفُكِ البكرُ في عينيَّ يأتنسُ
ولستُ غيمًا أتتهُ الشمسُ معجزةً
فصار صبحًا بحلقِ الكونِ يحتبسُ
ولستُ وهمًا-معاذ الله- صوَّرَني
رب المكانِ فصرتُ الروحَ بي نَفَسُ
تَلخَّص الكونِ في أركانِ معجزتي
وشَكَّلتْ نَبْضِيَ الأنهارُ واليبسُ
كأنني الظلُّ لما جاء لونني
طيفُ الطبيعةِ بين الروحِ ينغمسُ
وعلمتني حروفَ الخلدِ أغنيةٌ
بين السحاب فراح الصمتُ والخرسُ
حقيقةً صرتُ مذ ودَّعتُ مُرتحلا
غشاءَ أُمِّي بَريئًا ليسَ بي دَنَسُ
ملاكُ شرٍّ وشيطانٌ به أملٌ
أنَّ الحياةَ اختبارٌ واضحٌ سلسُ
تَشقق الطين يبدو في ملامحه
كأنه من ترابِ الأرضِ مُقتَبَسُ
قاموسُه الخوفُ والأيامُ والأملُ
المزعوم والحبُّ والترحال والونسُ
تعلَّمَ الخوفَ ممن قبله رحلوا
وراح يجلسُ حيث ال قبله جلسوا
يروِّضُ الليل حتى يرتديه حمىً
ولا نجوم تواسيه ولا حرسُ
لآلئً كُنَّ لم يقلعْنَ عن وهجٍ
وما طُمِسن ولكن مذ أتى طُمِسوا
تعلم الحب لكن لا يزالُ على
دينِ العشيرةِ وحشٌ غاشمٌ شرسُ
في قلبه قِبلةٌ أولى لمن عبروا
لم ينطقوا لغةً لكنهم همسوا
ولا يزالُ على ضيمٍ يؤرقه
يعلم القلبَ كيف القلبُ يحترسُ
من أنت تسألني نفسي وأسألها
مازالَ يلهو بنا المعنى ويلتبسُ