الاثنين ٥ أيار (مايو) ٢٠٠٨
مدرسة الحوار المتجدد/ يوم البعث

ستون عاما على موتي... فهل سأبعث من جديد؟

بقلم: د.مازن حمدونه

لملمت كتبي وأوراقي.. وعقدت العزم لأكتب ألف كتاب.. وكتاب.. علها تجسد لوحات التاريخ من حاضري، وادقق صفحات الماضي.. ليقرأ من بعدى أولادي وأحفادي.آلام شعب داست أطرافه الأنذال.. هذا الزمان عامر بجراح.. وانين.. وألم لم يقطع حاضرة وصل الماضي..

تجلت صفحات الأدب من شعر وقصص.. فاح منها عبق من العز والمجد.. جراحا.. وآلاما قد تعجز عن رسمها ريشة فنان.. قد يذهب الدهر منا سدى، ونحن نئن ولم نكمل لوحتنا الأولى بعد!!... ترى هل يحضرنا شخص ما.. أو معجزة تكمل نهاية المشهد؟!

شاهدت بعقلي مشاهد.. داعبت وجدي وعزفت على أوتار الفؤاد، ما خلت ألحانه من سلم عذب لم يسترقه سمعي من قبل، قد لا يكون من بعده عذوبة الحان.

في محطة من عزم الرجال سطرت بقلمي صفحات.. أرّختً فيها لمدينتي.. فكوت فؤادي في كل سطر دمعة جدلتها مقل الآباء، والأجداد.. قسماً برب الجلالة منهم من قال لي : خذوا من أولادي.. ولو كان جميعهم، واعتبروني عاقرا.. أصابه العقم والجدب ولم أنجب بعدى أولادا.. شيدوا قبري تحت شجرة الكرم والتين والعناب.. لا تتركوني أقضى حسرة فخذوا من لحمي.. من شراييني واصنعوا قنبلة تفجر أسوار مغتصب مدينتي، لأشق من طريقها عودتي. ولملموا لحمي ودثروه هناك تحت التراب. هذا عهد على أنفسهم قطعوا.. لو ما عادت الديار لهم ان يعودوا لها ولو بالأكفان..

أيا أهل فلسطين ردوا على وصية،تركوها على صفحات كتابي، فاستصرخني الصمت، وما عدت بهمة، سوى البوح بما طوته الأيام.. ألا تسمعون مثلي الصوت القادم من خلف التراب؟ أم ستسلمون وصايا منبتكم لمجالس الجلاد؟

دوسوا على جبروت الغاصب الجلاد قبل ان يصيبكم الوهن وتطويكم صفحات النسيان.. حق العودة دستور لنا.. لا ؛ بل هو تاريخ عفتي، وكتاب مقدس غير رهينة ولن يخضع لمساومة أو حسابات.

أيها الكتاب..أيها الشعراء... أيها الخطباء.. افردوا لي صفحات كتبكم.. منابركم اخطّ عليها سطور محنتي فقد فاضت جراح شعبي وآلامه ولم تعد حاضرة في خاطرة أهل الخطب والروايات!!
ستون عاماً على موتي.. فمتى سأبعث من جديد؟

أكتبوا كلماتي على صدور صفحاتكم.. انظموا بيوت الشعر.. أفسحوا مجالسكم... لقد مضت ستون عاما على نكبتي...على موتي..

توالت الأيام والسنون، ومازالت قراراتهم تراوح مكانها باردة... جوفاء!!

حاكموني أنا الضحية.. وصافحوا..احتضنوا.. قبلوا أيادي الجلاد!!

هلوا علينا كسرب الجراد.. فمن أي منبع جئتم يا معشر الرذيلة... أيها الرعاع؟!

قبلوا وجنات عروستي وأنا مازلت أقف بعقب الباب!!

يا ساستي.. يا قادتي.. حذار ان يغرر بكم الأبكم السفاح، فانتم أهل الحذاقة واللباقة.. فحذار
أجوف مازال يغتصب جدار غرفتي.. هدم حظيرتي.. حتى مآذن مسجدي دنسوا
والآن يتلوى تحت جدار قبلتي فحذار هذا الأبكم السفاح...

بقلم: د.مازن حمدونه

أي رسالة أو تعليق؟

مراقبة استباقية

هذا المنتدى مراقب استباقياً: لن تظهر مشاركتك إلا بعد التصديق عليها من قبل أحد المدراء.

من أنت؟
مشاركتك

لإنشاء فقرات يكفي ترك سطور فارغة.

الأعلى