سوف أمضي...
برغبة لا محدودة في الهدوء
بعيدا عن هذا العالم
المليء بأنصاف الرّجال
أنا الذي عرفت الموت منذ الشّهقة الأولى
مُتعبا كزيتونة شُنِق عليها ألفُ طفل
سوف أمضي...
تارِكا خلفي بَواخر الصّدئ
خمسين عاما من الأبواق التي تنْفخ تحت الماء
ومئات الأدعية بطُول العُمر
وهؤلاء الذين يحْفرون قُبورا
لا تكفي لتتَشرّب دمائنا
سوف أواصل التّحديق فيهم
بعين غائِرة مُعْتمة
كفُوّهة مدفع تَوّاقة للصّيد
وفي خَنادق شعري سأُدشّن لكم جحيما جديدا
مُلوِّحا بقلوبكم القُطنيّة من مسافة الصّفر
سوف أمضي
ويكْبر حلمي الشّمشونيّ
ليدُكّ بكم القِباب والأبْراج
ويُشْعل فتيل الشّمس الباردة
سيتجمّع القصَب المتكسّر
والأسلحة المخزونة في المتاحف
ستهتزّ
ويتسلّل الصّغار مثل فِئران الحُقول
بحثا عن حجرٍ أكبر من جبل الطّور
سوف أمضي...
في يوم ربيعيّ دافئ
واعذروني كثيرا لأنّ مشهد ذهابي مملّ
لكنّني لم أشاهد فيلما هُوليووديّا من قبل
لا أعرف كيف أعْصر الدّموع
ولا كيف آخذ صورة جماعيّة في النّهاية
كلّ ما أعرفه هنا
هو مُجالَسة الموت