الاثنين ١١ نيسان (أبريل) ٢٠٢٢

سيد زمانه

محمد محضار

يا سيد زمانه، يا عُروة الماضي والحاضر،من أين نبدأ الحكي؟ في زمن شذ فيه المعنى، واختلف الدال عن المدلول، وأصبحت الصياغات متنافية مع السياقات،من أين نبدأ الحكي ؟ ونواصي السرد تفر مدبرة نحو اللبس والإبهام، والمتن الحكائي يوغل في الغموض،وبؤر التوتر تكبر وتتوحش،وتصبح لحظات التنوير ككسرة خبز في عام جوع ومسغبة.

يا سيد زمانه، الحبكة في اليد جمرة،وسلسلة الأحداث تلبس ثوب النشاز وتفقد قوة التماسك،وهاهو الراوي يقف في مفترق الطرق تائها يبحث عن مخرج لورطته، بعد أن صارت الوقائع عصية والشخصيات أقرب إلى الكراكيز لا سمات تميزها ولا علامات تعكس أبعادها النفسية أو الاجتماعية، بل هو الاعتباط يعلن عن نفسه واقعا أكيدا، والبلبلة الغير الخلاقة تقتل زمن الحكي، وتخلق التوتر لدى المتلقي.

يا سيد زمانه، الزمن والمكان فقدا نكهة الجذب، وأصبحا مجرد تحصيل حاصل لضحالة منتشرة كعدوى، تعطل نشوة الاستمتاع ولذة الاستيعاب، أشياء كثيرة تغيرت وليس هناك اليوم إلا سقط كلام منتشر،ولسان سماجة مستحوذُ، وبكائيات على أطلال مطمورة في حمأة القبح.

عذراً أيها الراوي،لم يعد لسَردك غاية،وخطابك أصبح مجرّد لغو لا يؤَخّر شيئا أو يزيد وسنترك أَمرك لسيد زمانه علّه يُغير المعنى والمبنى ويمنحك نفس التَمَرّد على وَقاحات لا أصل لها،تنبت كالفُطر.

محمد محضار

أي رسالة أو تعليق؟

مراقبة استباقية

هذا المنتدى مراقب استباقياً: لن تظهر مشاركتك إلا بعد التصديق عليها من قبل أحد المدراء.

من أنت؟
مشاركتك

لإنشاء فقرات يكفي ترك سطور فارغة.

الأعلى