الثلاثاء ٢ تموز (يوليو) ٢٠٢٤
بقلم محمد محضار

شغف الانبعاث

«1»

في زمن التريّث وزيف المشاعر
تتوقف لغة فصل الذات والحُلول
وينبعث لهيب الحروف والكَلِمات
فوضَويّا يرقص كالنجوم الطوالع
بأعصاب مشدودة أفتح سِفْر التّمكين
وأباشر رَفْعَ الضغط وأطلب حقّ اللجوء
إلى جزر اللوتس الأزرق
بأنفاس متسارعة أمسك بتلابيب حلمي المنفلت
وأقف عند حدود الاستعارات، يَخذلني المجاز
وأقع في حِبَالِ تَوْريّة مُضلّة
يختلط عليَّ معناها القريب بالبعيد
ثمة الأنَ حقيقة واحدة تشهد على أن الليل يلج في النهار والنهار يلج في الليل كُلٌّ بأمره
وأَنّ افتداء الخطايا يكون بتجاوز الظن لأنّ بعضَهُ إثم
وأن الوَجْدَ يؤجّج لهب الحب ويوقظ نار الشوق للوُجود
وأنّ الشّواهِد تحفز العَوارِض
السّمعُ منتبهٌ، والبصر شاخصٌ، والفكر يَسبَحُ في ملكوت المعاني
وليس أمام المريد إلا التَدبّر
وليس أمام العارف إلا التأمل

«2»

يا سيدة المعاني والبيان
قلبي ارتوى ورُوحي مسّها شغفُ الانبعاث
صارت لي قدرة عجيبة على المناجاة
والرسم بالتّواتُر على الألواح البيضاء
وقراءة مُتنِ الخواتم وأراجيز الفقهاء
يا سيدة المعاني والبَيان
مَعْذِرة
للمَرّة الألف، فقد أخطأت السّبيل
وسرقتني أزقة ضيّقة ودَخلت حانات هُلامية
وكَرعت نبيذا برغوة حزينة حتى ثَملت
وأصابني دوارٌ وخَدَرٌ
وما أدركت أنني أتحرش بسيدة محصنة
إلا عندما سمعتُ نداء الجموع
"تبّاً لك أيها الملعون .. يا هاتك ستر الخُدور"

«3»

يا سيدة المعاني والبيان
لم يكن الأمر إلا عثرة بل سَقطة
وشَهقة ثم زفرة
وفكرة عارية تتهادى في غُنج ودلال
عندما لامست ضفيرة حلمي داهمتني أحلام اليقظة
ذكّرتني بأن الحقيقة لا تقبل محاسن مستعارة
ولا مزايا يقطر ظلها بعطر مغشوش
تروّيت، ثم أعلنت عن موقفي في صحيفة المساء
قلت أن ما حدث محض تَشَابه غير مقصود
وأنني سأعيد ترتيب دفاتري بشكل يسمح للهُيولي بصورة واضحة
وجَوْهَر مَضْبوط


أي رسالة أو تعليق؟

مراقبة استباقية

هذا المنتدى مراقب استباقياً: لن تظهر مشاركتك إلا بعد التصديق عليها من قبل أحد المدراء.

من أنت؟
مشاركتك

لإنشاء فقرات يكفي ترك سطور فارغة.

الأعلى