السبت ٢٤ أيار (مايو) ٢٠٢٥
بقلم شيرين شيحه

علامةُ النَّصر

القصيدة الفائزة بالمرتبة السادسة في مسابقة ديوان العرب رقم ١١ لعام ٢٠٢٥ دورة الصمود، والمقاومة، فئة الشعر

علامةُ النَّصرِ نهرٌ فاضَ فرعاهُ
ضرعٌ من العَزْمِ ما جفّتْ عطاياهُ

يروي يباسَ الدُّنا إنْ أظلمتْ حِقبٌ
من ظُلْمِ فرعوْنِها لاذتْ بموساهُ

في روع مَن قنطوا ألقى العصا فلَقاً
كيما يزيلَ الضّيا يأساً تغشّاه

هذي الدُّنا مومسٌ تُلقي غوايتَها
ينالُ مملوكُها من رأسِ يَحْياهُ

كم أغرقَتْها من الطوفانِ غَضْبتُهُ
لمّا عَلا موجُهُ يُلقي بفوضاه

بفُلكِ مَن أرجعوا للأرضِ عفّتَها
ساروا ولمْ ينقذوا مَن ضَلَّ مَسعاهُ

شَقّوا إلى طَودِهِمْ دربًا يُجمِّعُهمْ
والناسُ في سَيْرِهِمْ للحقِّ أشْباهُ

ريحُ الكفاحِ سقَتْ راياتِنا ألقًا
وأنشبتْ فأسَها في رجس مَن شاهوا

هوَ الصمودُ إذا ما القهرُ حارَبَنا
أو حارَ حُلمٌ بنا يرنو لرؤياه

يصوغُ من أنَّةِ الأوجاع ضحكتَنا
ونستطيبُ الوَغَى لمّا تبعناه

كفُّ المقاومِ سيفُ الحقِّ ما وهنتْ
أو خانَ حدٌّ لها حدًّا أقمناه

هيَ الكرامةُ ما كلّتْ مغازِلُها
لتنسِجَ النُّورَ إسدالاً لبسناه

فيا صمودَ الذي ما خانَ مبدءَهُ
ولا استكانَ إذا ما الضَّيْمُ أضناه

نقيمُ أحلامَنا في وجهِ عاصفةٍ
صرحًا يُقيم بنا عزمًا صَنعناه

ونكتبُ العَهدَ في سِفْرِ الخُلودِ فلا
تمحو قوارضُنا ذِكْرًا كتبناه

فالمجدُ حطَّ على التاريخِ ملحمةً
كالطّيرِ في عُشِّها تبني زواياه

النُّورُ من جُرْحِنا يهمي كما ودَقٍ
لتنبتَ الأرضُ ما كُنّا سَقَيْناهُ

أقِمْ صلاتَكَ صوتُ الحُرِّ يعلنُها
صلاةَ فجرٍ تلتْ ليلاً أقمناه

جيشُ الصّمودِ مِدادٌ لا انتهاءَ لهُ
الحقُّ أيّده والنّصرُ أعلاهُ

عينُ البصيرةِ ما ضلّتْ فراستُها
والصبرُ يَحدو؛ لذا الأحرارُ ما تاهوا

نبقى نقاومُ مهما الليلُ أغرَقَنا
حتى يُطّلَ الضِّيا وعدًا عرفناه

تبكي الخيامُ على أوجاعِ مَن سَكنوا
هوامشَ الفَقْرِ لمّا البردُ عَرّاه

القدسُ كمْ رافقتْ (خضْرًا) فعلّمَها
من سرِّ حِكْمَتِهِ عن وَحْي مَولاهُ

ومن جنينَ دماءُ النُّورِ يحملُها
نهرُ الفداءِ إلى مجدٍ رويناه

لبنانُ يروي لنا بالصّبرِ قصتَهُ
العزُّ في أَرزِهِ لونًا جنَيناه

صاغوا البطولةَ أورادًا نُرتّلُها
كي يتلوَ المجدُ آي النّورِ نجواه

قيْدَ السجونِ وما بالقَيْد قد مُنعتْ
أصداءُ صوتٍ دعا؛ فالكونُ لبّاهُ

جَرْحَى وينزفُهمْ عزمٌ يُضمّدُهُمُ
بُناةُ حُلمٍ إذا الإيمان أرساهُ

أمّا الشهيدُ فروحُ النَّصر خلّدهُ
ثَرىٰ الحقيقةِ، معروفٌ بسيماه

(اللهُ أكبرُ) ذِكْرُ القلبِ ينطقُها
فمُ اليقين إذا ما النّفسُ ترضاه

نعلو برايتِنا، نزهو بهامتِنا
لأنّنا أمَّةٌ دومًا لها الله


أي رسالة أو تعليق؟

مراقبة استباقية

هذا المنتدى مراقب استباقياً: لن تظهر مشاركتك إلا بعد التصديق عليها من قبل أحد المدراء او المديرات.

من أنت؟
مشاركتك

لإنشاء فقرات يكفي ترك سطور فارغة.

الأعلى