الأربعاء ١١ أيلول (سبتمبر) ٢٠٢٤

صدور كتاب فتنة الحاسّة السادسة- تأمّلات حول الصور

فتحي محمود

صدر مؤخرا عن دار الفاروق للثقافة والنشر في نابلس (فلسطين) كتاب «فتنة الحاسّة السادسة- تأمّلات حول الصور» للكاتب الفلسطيني فراس حج محمد، تصميم الكتاب والغلاف الفنان الفلسطيني الحيفاوي ظافر شوربجي.
ويقع الكتاب في (220) صفحة من القطع المتوسط. وجاء الكتاب تحت تصنيف «تحليل ونقد»، ويتناول أنواع متعددة من الصور، سواء أكانت صورا واقعية، أو صورا مشهدية سردية وشعرية، وصورا فوتوغرافية ولوحات فنية، وصورا متخيلة ومتوهمة: الصور الذهنية.

وعن ظروف تأليف الكتاب، وهل أثرت الحرب التي يشنها العدوان الصهيوني على غزة منذ أكتوبر الماضي صرح المؤلف لـ«بوابة الوسط» أن الكتاب يجمع موادَّ كتبت خلال هذه الحرب، ويعالج ما له ارتباط بالصورة ودورها في هذه الحرب، لا سيما فيما يتعلق بصور الأسرى الفلسطينيين، وصور أسرى العدو الصهيوني لدى المقاومة في غزة، بالإضافة إلى صور الحرب والدمار الممنهج الذي تؤديه بوحشية آليات الحرب الصهيونية.

وعن الأثر السلبي لطباعة الكتاب في ظل الظرف الراهن قال: إن طباعة الكتاب في ظل ظرف يقف فيه الشعب بكل فئاته منشغلا بالحرب وخاصة بعد أن امتدت إلى شمال الضفة الغربية، في مدن جنين وطولكرم وطوباس ومخيماتها، وبالتالي تنعدم فرص الترويج للكتاب، وإقامة فعاليات الإطلاق، والإشهار والمناقشة والتعريف به.

فيما يؤكّد المؤلف أن الكتابة في ظل هذه الظروف المعقدة وغير الطبيعية، ضرورة وفعل مقاوم، حيث يجب أن تظل الجبهة الثقافية مشتعلة للتأكيد على دور الكاتب في ظل هذه الأزمة التي يمر بها الوطن الفلسطيني حاليا.

ويلفت إلى أنه لا بد من أن نكتب، كل من زاويته، لنشعر بشيء من مقاومة وحياة، فالكتابة وجه آخر من وجوه تأكيد حق العيش والبقاء على هذه الأرض.

وأفاد فراس حج محمد أن الكتاب يتناول موضوع الصورة، وامتداداتها المعرفية والفكرية والوجدانية، في حقول الثقافة والسياسية والتعليم والإعلام من خلال ربط المسائل بخبرة المؤلف الشخصية، والتجربة الذاتية مع الصور في جانب كبير من الكتاب. فيبين الكتاب تأثر المؤلف بالصور عاطفيا، بعلاقته مع والديه، ومن خلال تجاربه الوجدانية، وكيف كانت حاضرة في كل تلك التجارب التي امتدت لسنوات طويلة، قد تصل كما يفهم من الكتاب إلى أكثر من أربعين سنة، حيث كان طفلا في الصفوف الابتدائية.

ويتناول المؤلف في هذا الجانب من الكتاب بجرأة كبيرة علاقته بالصور، وخاصة فيما يتصل بعلاقاته مع النساء، وما كان يصله من صورهنّ (الفاضحة) أو ما يشاهده ويتابعه من صور في مواقع التواصل الاجتماعي حيث انكشف كل شيء، ولم يعد هناك شيء مخفيّ، ما يؤشر إلى تطور ما في التعامل مع الصور، بوصفها أداة للتأثير النفسي الذي يلعب على وتر إثارة غريزة المتصفح ليظل غارقا في هذا العالم. معتبرا ذلك جزءا من "نظام التفاهة" الذي يسيطر على عقول فئات كثير من الناس، كبارا وصغاراً، متعلمين ومثقفين وعاديين.

إضافة إلى الجانب الذاتي يناقش الكتاب موضوع الصور في الحرب، وخاصة العدوان على فلسطين وقطاع غزة تحديدا، فتوقف عند مجموعة صور كانت الحرب ظرفها الطبيعي، وحلل دلالاتها الفكرية والسياسية والأدبية، وحضور الصور في حملات مناصرة القضية الفلسطينية عالمياً لدى المشاهير في الحقول المختلفة.

وفي جانب من فقرات الكتاب ناقش المؤلف الصورة الثقافية فتوقف عند المعنى اللغوي في اللغة العربية للصورة، والصورة والرسم باللغة الإنجليزية، والصورة الفنية، والمعنى الشرعي للصورة، وأهمية الصورة في المنهاج التعليمية ودورها في تعلم اللغات والعلوم المختلفة.

كما أن المؤلف توقف عند مجموعة من المؤلفات التي كان لها علاقة بالصور، ككتاب «مدينة بير زيت- كتاب الصور»، للدكتور موسى علّوش، و«جماليات الفن التشكيلي في الخطاب الأدبي» للباحثة مريم المصري، وحلل قصة «سر في صورة» للقاص محمود سيف الدين الإيراني، وقصيدة للشاعرة الغزيّة الفلسطينية د. آلاء القطراوي في رثائها لأودها الأربعة، وارتباط صور النص الشعرية بصور أولادها الشهداء التي كانت تنشر صورهم على صفحتها في «فيسبوك»، وما كانت تكتبه لهم من نصوص وجدانية تعبر فيها عن حنينها واشتياقها لهم، ما ساهم في خلق نوع خاص من النصوص التفاعلية التي كان لها أثر كبير في المتابعين والقراء.

وفي المجال الإعلامي كان للصورة حضورها في الكتاب، سواء أكانت صورا تلفزيونية أو صورا في الإعلام الحديث الرقمي، والانتباه إلى دور الكاميرا الخطير في تأطير بعض اللحظات التي يمكن أن تسبب إحراجا لصاحب الصورة، وعرض أمثلة لهذا النوع من الصور. كما أفرد مساحة في الكتاب لمناقشة الصورة الساخرة الكاريكاتورية وأهميتها.

واختتم الكتاب بحوار تدور أغلب أسئلته حول حضور الصورة وأنواعها في مواقع التواصل الاجتماعي، وما يصاحب المتصفح لهذه المواقع من فضول لملاحقة سيل الصور المختلفة وخاصة النساء في هذا العالم المتلاحق والمتغير دائماً وجاء تحت عنوان «الفضول والتحري وأشياءُ أخرى».

وعلى الرغم من غلبة الجانب الذاتي على الكتاب إلا أن المؤلف حرص أن يستند في بعض فقرات الكتاب الخمسين، والمقدمات التي جاءت في خمسين صفحة على مجموعة من المراجع والمصادر الحديثة والقديمة، الدينية وغير الدينية. إضافة إلى أن الكتاب لا يخلو من نزعتي النقد والتحليل الذي وصف بهما الكتاب، حتى وهو يتحدث عن خبرته الذاتية.
ومن الجدير بالذكر أن هذا الكتاب هو الكتاب الخامس والثلاثون في قائمة إصدارات الكاتب فراس حج محمد التي ابتدأتها عام 2013 بكتاب "رسائل إلى شهرازد". وكذلك فإن الكتاب متاح للتحميل المجاني في موقع مكتبة نور الإلكترونية من خلال الرابط الآتي:

noor-book.com/kersl0o

ومكتبة كتوباتي من خلال الرابط الآتي:

https://2u.pw/J1SSvouA

فتحي محمود

أي رسالة أو تعليق؟

مراقبة استباقية

هذا المنتدى مراقب استباقياً: لن تظهر مشاركتك إلا بعد التصديق عليها من قبل أحد المدراء او المديرات.

من أنت؟
مشاركتك

لإنشاء فقرات يكفي ترك سطور فارغة.

الأعلى