الأربعاء ١٦ حزيران (يونيو) ٢٠١٠
لماذا تغيب السجالات الفكرية والأدبية
بقلم علي مسعاد

عن جيل الفايس بوك و التويتر ؟ا

من الأسئلة، القلقة، التي صاحبت، كتاب وأدباء اليوم، ببلادنا، لغير قليل من الوقت، هي: ما هي الأسباب العميقة، وراء تواري السجالات و المطارحات الفكرية، عن جيل النت والفيس بُك، فيما تصدر، هنا وهناك، العديد من عناوين الصحف الورقية كما الالكترونية؟ وفي زمن تناسلت، فيه العديد، من المحطات الإذاعية والفضائية، على حد سواء؟ا

هل، لأن جيل "التويتر" جيل غير قارئ، أم أن زمن السجالات الفكرية والأدبية، قد انتهى مع عصر طه حسين وجيله.

جيل، لا يترك رأي أو فكرة، دون مناقشة ومجادلة، إنه جيل "الحوار" بامتياز، برأيي الشخصي، فلا تكاد يصدر كتاب أو رواية، إلا أثيرت حولها وبشأنها، الكثير من النقاشات، حول قيمتها الفكرية والأدبية والجمالية، و لا يتركون مفكرا دون آخر، أو أديبا دون غيره، فالكل سواء، أمام مشرحة "النقد".

كان، هذا،في وقت، غابت عنه، كل آليات التواصل، التي يتوفر عليها، جيل "الأقمار الصناعية"، الجيل، الذي استكان إلى الجاهز من الأسئلة، وإلى ثقافة " الصالونات " المخملية و غابت عنه، الأسئلة النقدية لصالح "المجاملات" و"رد الجميل".

فكان، طبيعيا، أن تفرز، لنا، كل هذه الأسباب وغيرها، مشهدا ثقافيا وفنيا، بلا حراك، صامتا، لا علاقة له بالماضي، بجيل "عباس محمود العقاد، قاسم أمين، مي زيادة، جبران خليل جبران، إبراهيم المازني و لا بسلامة موسى" ولا بجيل "محمد أركون، حامد أبو زيد، فرج فودة ، سيد القمني، سيد قطب وعبد الرحمن بدوي، طه عبد الرحمن"، حيث كانت، تصدر الكتب والمؤلفات، التي تحمل من الأسئلة، ما يدعو إلى مزيد منها.

أما اليوم، حيث سهل، التلاقي بين القارات، عبر الشبكة العنكبوتية، لم نعد نشهد ذات الصراع والسجال، فقط خصام وجدال، تستل فيه سيوف "السجالات العدلية" و "الحياة الخاصة" وبعيدة كل البعد عن مقارعة الحجة بالحجة والرأي بنقيضه.

أصبحت، تطالعنا الصحافة، عبر صفحاتها الأولى وعبر أعمدة محرريها، ب "أحط النعوت"و "الصفات"، لبعضهم البعض وما الدعاوى، التي ترفع كل دقيقة، أمام المحاكم، إلا بسبب كثرة كلمات "الشتم،القذف ومس الأعراض"، التي يلتجأ إليها معظمهم، لافتقارهم، لثقافة "الحوار" و"الجدال" بعيدا، عن الحساسيات الحزبية والعقد النفسية والصراعات الإيديولوجية، ففي الفكر والأدب، ليس هنا غالب أو مغلوب، ولكن هناك "عارف" أو "غير عارف"، وهل يستوي الدين "يعرفون" والدين "لا يعرفون"؟ا.

أساليب "محنطة" وّ دنيئة"، عادت بالصحف إلى الدرجة الصفر، من الكتابة، حتى لم يعد القارئ / المهتم، يجد مبررا، وحيدا وكافيا، لاقتناء الصحف الورقية، بسبب "نشر غسيل"، بعض رجالات الصحافة، عوض المقالات الرصينة والجادة، التي كانت إلى وقت قريب، تعطي للجريدة، طعمها" الخاص" ونكهتها التي لا تزاحمها فيه، أية وسيلة من وسائل التواصل الراهنة.

وقل ذات الشيء، عن الثقافة والأدب، بحيث تصدر الكثير من العناوين الشعرية، الروائية و الإبداعية، دون أن تنال نصيبها، من النقد والنقاش، على الأقل، توازي الجهد المبذول، من إخراجها، إلى القارئ، الذي قيل عنه وبشأنه، عن الكثير عن "موته" الرمزي.

لكن، باعتقادي الشخصي، فالقارئ اللبيب، مازال حيا، يرزق، هو فقط، يبحث عن أعمال فكرية وأدبية، تستحق منه، الكثير من المتعة و الجهد والفكر، أثناء، تفكيك بنيتها النصية وليس إلى نصوص" سطحية " لا تعني أكثر مما تقول.
 


أي رسالة أو تعليق؟

مراقبة استباقية

هذا المنتدى مراقب استباقياً: لن تظهر مشاركتك إلا بعد التصديق عليها من قبل أحد المدراء.

من أنت؟
مشاركتك

لإنشاء فقرات يكفي ترك سطور فارغة.

الأعلى