الأحد ٢ كانون الثاني (يناير) ٢٠١١
بقلم السيد أحمد رضا حسن

غبار سقط سهواً من جناح ملاك

(1)
أيُها المبضعُ الذي يجملُ الأحياء
ماذا تفعلُ بالموتى؟
 
(2)
زارني المللُ ليلاً، عاث في خاطري فساداً. أنبعث من جديد أمام مُقلي، همهم كحصانٍ وقال (أعودُ عندما تطلبني)!
 
(3)
انصرف الليل بعد أقبال الصبح..
الليل المدبر لا يسألُ عن الفقراء المهمشين في واقع الحياة!
الصبح لا يعرفُ سوى نفسه
أنا أعرفُ الليل، والصبح، والفقراء المهمشين.
هم يعرفون الليل، والصبح، ويعرفونني أنامُ لستُ بجائع، وأصحوا وأمامي الطعام، هم يعرفونني جيداً.. ويعرفون تفاصيل الزمان والمكان!
 
(4)
وأنا أقفُ أمامها قالت: أنا أعكسك لتعكسني.. وأينا يعكسُ الآخر؟
قلتُ: أنتِ من يعكسني.. فيكف أعكسكِ؟
قالت: أنتَ مرآتي كما أنا مرآتك!
رميتُ بِنفسي عليها فنكسرت.. أما أنا فلم أنكسر!
 
(5)
أفصحت اللوحة بعد أن حوت ما حوت لعقود:
هذهِ نجمةُ رسمها خالقي عندما نظر للسماء ونفسهُ شحيحةُ إلا من الأمل!
وهذه شجرةُ رسمها وهو يهمسُ: (سأصلُ يوماً للسماء).
وتلك السماء التي لطخها باللون الأسود وهو يقول: (كم الحياةُ سوداء كهذهِ السماء).
وذلك الخفاشُ المستيقظُ تواً من سباته النهاري الطويل، رسمهُ خالقي كما يضنُ نفسهُ هو!
أما أنا اللوحة، فكلي صمتُ أحتملُ ما يبعثُ في من حياة وإن كان موتاً..
المضحك أن خالقي كان متناقضاً حد الثمالى.. كان يأملُ في الوقت الذي لا يأمل.. ويبصرُ في الوقت الذي لا يبصر!
يتمتمُ أحياناً وهو يبعثُ الألوان فيّ: (ليكن ما يكون، في نهاية المطاف ستكون لوحة)
 
(6)
ذلك الفُلْك المشحون بالحيرة والتيه، يسيرُ على صفحات الماء دون أيِ منهم!
 
(7)
أريدُ التخلص من هذا العذاب!
لم اكن شجرةً في غابةٍ فسيحة، ولا نخلة في بستان النخيل، ولا أنا إحدى حشائش الأرض بجوار نبعٍ، ولا حتى غصنُ يابس على مشارف
 
النهر!
نظرتُ عن يميني وعن يساري، لم أجد سوى مجموعةٍ من الشَعَر!
من الذي وضعني هنا؟
شعرةٌ على مشارف هدب!
من ذا الذي أوجدني هنا، ولم أتكفل يوماً حمايت المقل!
 
(8)
جفاء. مذ ولدتُ للآن
أبلغُ من العمر: لا أعرف!
ذاكرتي، ذاتي، أناتي، حبي، حياتي، كل شيء..
أيُ سيلٍ نفاني، فأصبحتُ جفاء؟
 
(9)
الأبجدية التي استحدثها ظلي عندما كنتُ أعدُ النجوم تبدأُ بالأرقام!
 
(10)
كلما تكشفت لي الأمور، تيقنتُ كم الأزدواجية التي أسُيِرُ بها حياتي..
بدايةٍ حينما ولدتني أمي، أيقنتُ قبل دخولي لرحم الكون أنني متُ من رحم أمي فضننتُ إنها النهاية. كانت بداية!
نهايةٍ حينما سقطتُ من أعلى قمةٍ في أناتي إلى أسفل منخفضٍ فيها، أعتقدتُ أنني لا شيء.. فوجدتُ في منخفض الأنا أشياءُ أكثرُ مما في
 
أعلاها!
أوضحُ ما رأيت: أنني لا أرى القمة إلى نقطة تكادُ لا ترى!
 
(11)
جهنمُ التي أوجدها الله أعقلُ من أن تحرق كل شيء. أما عقولنا فتحرقُ كل ما لا نؤمنُ به!
 
(12)
في كل مضامير هذه الحياة إله.
في المعبد إلهُ واحد لا نستطيعُ الوصول إليه!
في إنفسنا لا إله بل آلهة.
ثم إذا مسنا الضر قلنا: إلا الله.. لا إله إلا الله!
 
(13)
الظلام ستار عورتنا.. وقبلتنا الأولى!
 
(14)
ننأى بعيدًا عن أنفسنا حينما لا نرى فيها إلا "أنا" واحدة..
نعودُ لأناتنا إذا لم نجد نفساً أخرى تتناسب مع أنفسنا، ونغرقُ في حرائقها!
 
(15)
هنا في اللامكان
ترى اللاشيء يُحيطُك..
لا شمس، لا قمر يُنبأك عن الزمان
هنا فقط تستطيعُ أن تفعل ما تريد.. أن تكون مجنونًا مثلًا

أي رسالة أو تعليق؟

مراقبة استباقية

هذا المنتدى مراقب استباقياً: لن تظهر مشاركتك إلا بعد التصديق عليها من قبل أحد المدراء.

من أنت؟
مشاركتك

لإنشاء فقرات يكفي ترك سطور فارغة.

الأعلى