الاثنين ٢٨ حزيران (يونيو) ٢٠١٠
بقلم علي مسعاد

كيف، تصبح مشهورا، في 5 دقائق؟اا

ولأننا، في عصر"الترامواي" و"التي جي في"، عصر اختصار المسافات وبامتياز، كان أوتوماتيكيا، أن تفرز لدينا، مجتمعات، كمجتمعنا يتسلق أفراده السلالم عبر" الوصولوية" و"الانتهازية"، عبقريات من نوع خاص، من الزمن السريع.

عبقريات نسيج وحدها و لا تشبه إلا زمنها، زمن"النسخ" و"اللصق"، أو إن شئنا التدقيق زمن"السرقة"و بامتياز.

زمن"سرقة" الأفكار، مقترحات مشاريع، الاختراعات، الأغاني، الكتب مشاريع أفلام، المقالات، النساء،... وحتى الأحلام، فلا يكاد تمر دقيقة أو ثانية، إلا وتطالعنا، الصفحات الأولى للجرائد الإلكترونية وبلغات متعددة، بالكثير من"الظواهر" المجتمعية، التي كانت إلى وقت قريب،"غريبة" عن مجتمع مسلم محافظ، كمجتمعنا المغربي، المفروض فيه، أن يكسب المرء من عرق جبينه و أن تمنح فيه الشواهد لمن يستحقها و أن تتاح فيه المناصب للكفاءات وليس لمن يسرقها من أصحابها.

 أوليس، نحن في زمن أصفر، بحيث أصبح طبيعيا، أن تطالعك بعض الصحف الصفراء، بمقالة من مقالاتك وقد نسخت بالفاصلة والنقطة و وضعت صورة مكان صورتك واسم آخر مكان اسمك، هكذا، بلا حياء أو خجل.

في مجتمع، يشاهد فيه أهله قناة" الناس"كل مساء و يستمعون بملء جوارحهم إلى داعية كالشيخ"الحسين يعقوب"، وغيره من الدعاة والمشايخ، الدين لا يتوانون، في تصحيح المفاهيم وزرع القيم الدينية، التي لا تعرف طريقها، إلى"الناس"، كل الناس.
ففي الوقت، الذي يتحدث فيه هؤلاء عن خصلة" الإتقان" في العمل في الإسلام، يتزايد فيه عدد الغشاشين وفي الوقت الذي يتحدثون فيه عن العصر الذهبي، زمن" الصدق، الشهامة، النخوة، الرجولة، المصداقية" تتناسل في مجتمعنا، العديد من الوجوه الصفراء و أشباه الناس.

أناس لهم القدرة الفائقة، على ارتداء الأقنعة، وتقمص الأدوار بحرفية، هم مستعدون لسرقة أي شيء وكل شيء، وفي كل القطاعات والمجالات، كل همهم هو الاغتناء السريع و الأضواء المسلطة، إرضاء لنفوسهم المريضة.
أناس لا قدرة لديهم على الابتكار ولا على الإبداع، هم فقط، محترفون في سرقة الآخرين والصعود إلى عل و بأي ثمن.

هم مستعدون ل"سرقة" مقالاتك، مشاريعك، أحلامك، في واضحة النهار، وبلا حمرة من خجل، لا يترددون، في سرقة أي شيء وكل شيء، يكفي أن تحدثهم، عن حلم من أحلامك أو مشروع من مشاريعك الخاصة، حتى ستجده، بعد 5 دقائق، وقد عرف طريقه إلى الوجود، يتصدر أسماءهم و صورهم بلا قطرة دم.

ليس عيبا، أن نفكر في الاغتناء، فهذا حقنا الطبيعي وأن يكون لدينا الأحلام والطموحات،التي لا تنتهي، لكن، العيب، هو "نسرق" غيرنا، بلا حياء أو خجل.
هو، أن نغتني، على حساب الآخرين،هو أن نصعد السلالم على جماجم
العديدين و أن تسلط علينا الأضواء، في مقابل أن يبقى، في العتمة،الكثيرين.

ليس من حقنا، أن نبقى كسالى، ننتظر الآخرين، لنسرقهم، ونغتني، على حسابهم، ففي زمن "غوغل"،"البلوتوت" و"الفايس بوك"، تسقط ورقت التوت، عن"السارقين" وفي كل المجالات، وما كان يتم، في الماضي، في الخفاء، أصبحت التكنولوجيا، تقوم بفضحهم وتكشف عوراتهم للملء، لعلهم عن"غيهم" يعودون وعن"سرقاتهم" يحجمون.


أي رسالة أو تعليق؟

مراقبة استباقية

هذا المنتدى مراقب استباقياً: لن تظهر مشاركتك إلا بعد التصديق عليها من قبل أحد المدراء.

من أنت؟
مشاركتك

لإنشاء فقرات يكفي ترك سطور فارغة.

الأعلى