الثلاثاء ١٦ نيسان (أبريل) ٢٠٢٤

لن تنالوا الشِعْرَ حتّى

خالد عبد الله علي سعيد الحكيمي

مِنْ قِفَا العُشّاقُ شَبُّوا
وأنا لِلْعِشْقِ أَحْبُوْ
بَعْدَما بانَتْ سُعَادٌ
شدّنَي للشَوْقِ كَعْبُ
رَبَتِي الصَحْرَاءُ لَكِنْ
فِي خيالِ البيدِ أكْبُو
لمْ أحِجْ إلا لقلبٍ.
لَمْ يُقلْ للبيتِ ربُّ
ليسَ لي بِيتٌ وباللا
سقفِ للصعلوكِ حَسْبُ
ماتَ درويشُ انتظاراً
واصْطِبارُ النَخْلِ رَطْبُ
و المنافي كيف ضاقتْ
زُرْقةً والصفو رَحْبُ
كيفَ يُؤْوِي الحرفُ قومَاً
غربةً فِيهِ اسْتَحَبّوا
آهِ مِنْ ((نَقِّلْ فُؤادي))
كَيفَ يُنْفَى فِيهِ شَعْبُ؟
للتي حنّوا رُكَاماً
لَيْتَهُمْ حُبّاً أكَبّو
كُلَّمَا انْقَضَوْا لِمَنْفَى
ينكأُ الأطلالَ دَرْبُ
والتي لابُدّ مِنْها
مالها يَشْتاقُ رَكْبُ
ودَعَتْنِي كنَبِيٍّ
مَا لَهُ إلّاهُ صَحْبُ
كزريقٍ كيفَ يحنو
لوداعِ الشرقِ غُرْبُ؟
ياابنَ زَيْدُوْنِ التَنَائي
مِنْ هُنَا لِلْحُبِّ قُرْبُ
مُذْ بِغَيرِ الْعْشقِ مُتْنَا
ثَمَنُ الوَضّاحِ جُبُّ
هَلْ يُذاعُ النْسمُ لَمّا
وَدّعَ الصبْحَ الْمُحِبُّ؟
كَيْفَ نَشْكو قِصَرَ الليلِ لَمْ يَنْقصْهُ شَيْبُ
بوصالٍ ليسَ إلّا
للطوا٠٠اللا تُشْرَأَبُّ؟
لزمانِ الوصلِ أنّى
بالغدِ الليليّ صَبُّ؟
كابنِ عَبّادٍ علينا
ألفُ أغْمَاتٍ يُصَبُّ
سلْ أبا تَمّامَ مَنْ
لِلصِدْقِ والتنجيمُ خَطْبُ
للأسى الرّجْعِيُّ نَجْمٌ
وسوانا الجَهْلُ صَعْبُ
كُلُّ سَيفٍ لا يُلَبّيْ
يُتْمَنَا يَنْضُوهُ كِذْبُ
نُكبِرُ البدرَ اختناقاً
مُذْ رنتْ بالأفقِ حَرْبُ؟
لكأنّا ما عِلمنا
أنْ دينَ الفتْحِ حُبِّ
والحماساتُ الثكالى
جَذْوةً للوردِ تَخْبُوْ
مطراً شِئْنا إلى أنْ
أهرقَ الميقاتَ جَدْبُ؟
طَلْعنا اللاشوقُ إلا واللاشئ للإرعادِ خُصْبُ
غير أنّا بعجافِ الظلّ للأشواكِ شِعْبُ
فإذا شُقْنا ربيعاً
يُمْطِرُ السيابَ نَدْبُ
ليتنا كُنّا خَسِرْنَا
ثَأرَنا والحُلْمُ كَسْبُ!
لاستَرَحْنا من نَشِيْجٍ
والصدى بالآهِ غُلْبُّ
كَعَصِيّ الدَمْعِ لولا
بَوْحُنا الصَدْرِيُّ ثُقْبُ
سُكْرُنا اسْتِقْراءُ غَيبٍ
خَمْرُهُ للوعي ذَنْبُ
بندى الحلاجِ قُلْ لي
من متى للكأسِ لُبُّ؟
أسفيرُ العطفِ يَشْفِي
العَقْلَ لَوْ أشقاهُ قَلْبُ؟
مِنْ صدى المجنونِ نَخْشَى
لَيلَ شَكْوانا يَطِبُّ!
شعراءٌ ويكأنّا
فتنةً للْحُزْنِ نَرْبُوا
لكنِ العشّاق أنّى
تَعْزِفُ الأوْجاعُ لَبّوْا
لَنْ تنالوا الشِعْرَ حتّى
تُطْرِبُوا مَنْ لا يُحِبُّ
تُمْطِروا منْ لايُؤَاخِيْ
وَقْعَ كَفّيهِ المَصَبُّ
أوْ تُنَدّوا مَنْ تجِافِيْ
جُرْحَهُ المِلْحِيّ عذبُ
كَضَمِيْرِ النَهْرِ يَدْنُو الرَيْحُ إذْ يُدْمِيهِ سُحْبُ
لأكتئابِ الأفقِ طيروا
كي يهوي الغيمَ سربُ
أوْ تساميكمْ سماءٌ؟
لبياضِ الأرضِ تصبو
حَيْثُمَا غنتَ حَمَامٌ
يَنْتَشي بالنبعِ عُشْبُ
أوْ تُجِيْرُوا الخَوْفَ مرْعىً
جوعَهُ يَرعَاهُ ذِئْبُ

خالد عبد الله علي سعيد الحكيمي

أي رسالة أو تعليق؟

مراقبة استباقية

هذا المنتدى مراقب استباقياً: لن تظهر مشاركتك إلا بعد التصديق عليها من قبل أحد المدراء.

من أنت؟
مشاركتك

لإنشاء فقرات يكفي ترك سطور فارغة.

الأعلى