لوحةٌ ناقصة
لم أعدْ أعلمُ ما دارَ، وما سوفَ يدورُ
جثثٌ، أنقاضُ بيتٍ، وأبٌ يبكي، وأمٌّ تستجيرُ
وربيعٌ واثقُ الشوكِ، بأنواعِ العذاباتِ بشيرُ
واعظٌ فجرًا، وينبوعُ شعاراتٍ
وفي الليلِ مجونٌ وفجورٌ وخمورُ
وبطولاتٌ، ضحايا
عجوزٌ ..وفقيرُ
وقوافٍ فارغاتٌ
وربيعٌ ومواتٌ
وطبولٌ، وزعيقٌ، ونفيرُ
واقعٌ لا ماءَ فيهِ
واقعٌ لا خبزَ فيهِ
واقعٌ لا خيرَ فيهِ
ظلماتٌ، ظلماتٌ
ويقالُ عنهُ: نورٌ، ثمّ نورٌ،
لم أعدْ أعلمُ شيئًا
علِّموني يا أساطينَ القوافي
هل بميْتِ الحرفِ يومًا سوفَ تحيا
معْ مقيميها القبورُ
التماسيحُ جميعًا باكياتٌ
ووفودُ الإمّعاتِ الصيدِ وجهٌ ذو وجوهٍ
وأيادٍ صافقاتٌ، هابطاتٌ
وشهاداتٌ، وزورُ
صفقاتٌ، وكواليسُ، كراسٍ
وكروشٌ تتدلّى، ونفوسٌ ميِّتاتٌ
صدئَ الإحساسُ فيها والشعورُ
علماءٌ، جهلاءٌ، دخلاءٌ، خونهْ
دَبَكاتٌ ، شطحاتٌ، كهنهْ
ندواتٌ، خطبٌ عصماءُ تترى
عنترياتٌ و(عبلهْ) تُستباحُ
كلّ ما فيها جراحُ
والمحامونَ يقولونَ: ألا صبرًا جميلًا
وينامونَ وقد طابَ السريرُ
آهِ.. غيفارا... تأمّلْ
لن ترى في الساحِ إلّا مهرجانًا من غباءٍ
وحمارًا أنفتْ منه الحميرُ
كم إلى الماءِ ظمئنا
فتولّانا السرابُ
كم إلى الصقرِ سعينا
فتولّانا الغرابُ
كم وكم خضْنا، ولم نحمِ رضيعا
وإذا ما نُشرَ الناسُ جميعا
ما لنا قطُّ نشورُ
لم أكنْ وحدي أسيرُ
سرتُ معْ غيري وراءَ العربَهْ
لأرى ماذا وراءَ الهضبَهْ
لم أشاهدْ غيرَ طفلٍ ميِّتٍ
وبكاءَ امرأةٍ مغتصَبَهْ
عدتُ أدراجي حزينًا
بخطًى مضطربَهْ
وأنا أضحكُ كالمجنونِ
عندَ العتبَهْ
عنكبوتُ الفجرِ أهدانيَ
خيطًا واهيًا
تمتمَ لي: رتِّقْ رؤاكَ الخربَهْ
ليسَ يُجدي أيُّ قولٍ صادقٍ
معْ هؤلاءِ الكذبَهْ
زمنٌ مغتربٌ
أمكنةٌ مغتربَهْ