السبت ١٦ تموز (يوليو) ٢٠١١
بقلم سناء الشعلان

مجلة التراث الإماراتيّة

في الإمارات عن مركز زايد للدراسات والبحوث التابع لنادي التراث الإماراتي صدر العدد 142 يوليو 2011 من مجلة التراث الإماراتية التراثية الدوريّة المنوعة. وقد زخر العدد بالكثير من المواد المتنوعة التي تعنى بقضايا التراث والأصالة واللغة والموروث والإنسان أينما كان،وقد خطتها أقلام إبداعيّة ونقدية وأكاديمية من دول عدّة.وقد احتوى العدد على مقالة بعنوان" اللغة العربية بين أقاويل الأولين وأحلام الآخرين وسذاجة المحدثين" للدكتورة الأديبة سناء الشعلان،و"لقاء مفتوح مع الدكتورة هالة فؤاد في جامعة الإمارات"و"المتحف العربي الأمريكي" لوائل الدسوقي،و"مجموعة بهلوان محمود الخيوة أسطورة تراثية قديمة في زمن جديد"لأحمد رجب رزق،و"بلاد ماوراء النهر الحرف التقليدية والتراث المتجدّد"لسعيد المغربي،و"ليلى والمجنون" لحبيب الصائغ،واستراحة تراثية ،و"حركة الشعراء الصعاليك ضبط المعوج بأسلوب المنحرف"لحلمي سالم،و"مسك الكلام:صفحات تعنى بالشعر الشعبي.من إعداد وإشراف عيضة بن مسعود،و"صوت من المستقبل" صوت من المستقبل"،و"سلطان بن زايد يشيد بجهود صاحب السمو رئيس الدولة لتحويل أبو ظبي إلى مركز ثقافي متميز"،ورمز الرفعة وعلو المكانة" لشمسة حمد الظاهري،و"المسابح بين الوظيفة الدينية إلى الوظائف الدنيوية" لتاله محمد عبد الله،و"أفلاطون فيلسوف المعرفة والسياسة والحبّ والجمال" لكريمة رمضان رفاعي،و"الرحلة العبدرية ماسما إليه الناظر" لفؤاد قنديل،و"خطاب الجنون في التراث العربي" لمحمد النابلسي،و"الإعلام ذلك المرض الجميل" لحنفي جايل،و"الحرملك العثماني"لأحمد عبد الوهاب الشرقاوي،و"مجمع الفنون صلاح جاهين لعبد الغني عجاج،و"سوسن عامر تبحث عن روح الحكاية الأسطورية"لسيد هويدي،و"أبو عبد الله محمد بن جابر "لأحمد العدوي،و"المجوهرات المليكة تاريخ متألّق"لعلا محمود سامي،و"ملكة بريطانيا تهدي صورتها إلى محمد علي،و"مثقفون مرتدون"لعبد الله الدّباغ،و"أغادير عروس جنوب المغرب"لمحمد أفرخاس".


مشاركة منتدى

  • مكانة زيت الزيتون في التّراث .
    من خبرة الأجداد نستقي المعرفة، وبالتّجرِبة تتضحُ الفكرةُ، وكما يقال:اسأل مجرباً ولا تسأل خبيراً، وأقول: اسال مجربأً وخبيرأً معاً، وحديث التّراث يتجلى في مقالنا هذا؛ إذ يحظى الزّيت باهتمام بالغ في الموروث الثّقافيّ، والنظرة العلميّة ، ففي التّراث نجد مِساحة للأمثال الشعبيّة الخاصّة بالزّيت، وهو أيقونة وطنيّة، لارتباطه بالزّيتون وبغصن السّلام الذي حملته حمامة نوح عليه السّلام، وصدح به الشّهيد ياسر عرفات ، عندما قال: لا تسقطوا الغصنَ الأخضرَ من يدي؛ لهذا نستعرض بعض الأمثال التي قيلت في شأن الزيت، ومنها "القمح والزيت سبعان في البيت"، "وأنا سأبقى مثل الزيت قافز"؛ أي قافزاً على الماء، وبدراسة كيميائيّة في العلاقة بين التجرِبة التي لاحظت اعتلاء الزيت على صفحة الماء وعدم اختلاطه به؛ لينشأ هذا المثل الأخير، ويأتي علم الكيمياء ؛ليفسر الظاهرة علمياً، رابطاً بين كثافة الزيت وكثافة الماء ، ويعطي تفسيراً علمياً مفادة أن الزيت أقل كثافة من الماء، لهذا علا على سطحه، وقد درس الظّاهرة العلماء، وكان السّؤال اللاهب: لماذا لا يختلط الزّيت بالماء؟ وكانت الإجابة تتعلق بالتّركيب المكون للزّيت ، والتّركيب المكون للماء، فجزيئات الماء تنقسم إلى جزيئات موجبة وأخرى سالبة، ولكن الزيت لا تتوافر فيه هذه الميزة؛ لهذا نجد هذه الشحنات الموجبة تبحث عن نظيرتها السّالبة في الماء فتتحد معها، ولا تتحد مع الزيت، فتبقى قطرات الزّيت بتوتر سطحي خاص بها دونما اختلاط بالماء.
    وحتى يتمّ خلط الزّيت بالماء لا بدّ من وجود وسيط يقوم بعملية الدّمج ، كالملح مثلاً ، أو عنصر آخر يحدث الخلط بين الزّيت والماء.
    وعند قطاف الزّيتون يسرع الفلاح لقطف الثّمار قبيل نزول ماء المطر، ومن تجربته، أنه إذا ارتوى الشّجر يلتقي الماء بماء الثّمر، فيطرد الزّيت من خلال ثقب الثمر أو خرمه؛ لأن الماء يبحث عن الماء ، ليتحد معه ولا يتحد مع الزّيت، وهذه الفكرة قد تجلت في الطّوفان عندما تدفقت العيون ونزل ماء المطر ، فالتقى ماء المطر بماء العيون على أمر قد قدر وفق الآية القرآنية ، قال تعالى:( ففتحنا أبواب السماء بماء منهمر ( 11 ) وفجرنا الأرض عيونا فالتقى الماء على أمر قد قدر ( القمر:12 ) .
    ومن الأمثال التي قيلت في الزّيت علاوة على ماسبق:
    " اللي عنده زيت بعمر البيت"،
    " والزيت نور على نور"
    ونلاحظ المثل القائل : الزّيت نور على نور ، مقتبس من الآية القرأنية ، قال تعالى:
    اللهُ نُورُ السَّمَوَاتِ وَالأرْضِ مَثَلُ نُورِهِ كَمِشْكَاةٍ فِيهَا مِصْبَاحٌ ‏الْمِصْبَاحُ فِي زُجَاجَةٍ الزُّجَاجَةُ كَأَنَّهَا كَوْكَبٌ دُرِّيٌّ يُوقَدُ مِن شَجَرَةٍ ‏مُبَارَكَةٍ زَيْتُونَةٍ لاَ شَرْقِيَّةٍ وَلاَ غَرْبِيَّةٍ يَكَادُ زَيْتُهَا يُضِيءُ وَلَوْ لَمْ ‏تَمْسَسْهُ نَارٌ نُورٌ عَلَى نُورٍ يَهْدِي اللهُ لِنُورِهِ مَن يَشَاءُ وَيَضْرِبُ اللهُ ‏الأمْثَالَ لِلنَّاسِ وَاللهُ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمٌ‏ سورة النور الآية :35‏.
    ولم يقتصر ذكر الزّيت على الأمثال، وإنما وجدنا في التّراث العثماني ، قد خص الزّيت بوكالة وقفيّة أو قل: خان، فمن يدخل من باب العمود ، يجد خان الزّيت ، والمقصود بها وكالة لبيع الزّيت ضمن تعليمات تحافظ على حقوق التّجار والمستهلكين ، في درة التّاج ، وزهرة المدائن القدس عاصمتنا الأبدية.
    وشجرة الزّيتون مباركة، وهي مما تشتهر فلسطين بزراعتها، وتسويق منتجها وهو زيت الزيتون، وللزّيت طقوس في التّراث الفلسطينيّ بخاصّة والتّراث بعامة، فنجد زيت البدودة، وهو الزيت المستخرج من شيّ حب الزيتون واستقطاره أو عصره ، من خلال وضعة في كيس يسيل الزيت عبرقناة تنتهي إلى جواب يجمع فيه الزيت، والقناة تشبه العصا في استقامتها، والبد هي عصا مثقوبة يثبت طرفها بحجر الدرس ، والطرف الثاني بالدابة التي تديره، ومن هنا جاء اسم البد، ومنها البدودة.
    أما مفردات التّراث التي لا تزال مستخدمة في موسم قطف الثّمار ، فنجد كلمة الجول، والجفت ، والشروة، والماسية ، والشلتون، والخراطة، والجدادة، والنقافة...
    ومن عبق التراث نستقي الحكم، ونبحث في مظان العلم كي نبني لبنات علمية جديدة ، ونفتح الآفاق للأجيال بالحفاظ على هذا الموروث الرائع، والكشف عن حقائق جديدة تواكب المستجدات الحديثة، ونعمل على إحيائه.

أي رسالة أو تعليق؟

مراقبة استباقية

هذا المنتدى مراقب استباقياً: لن تظهر مشاركتك إلا بعد التصديق عليها من قبل أحد المدراء.

من أنت؟
مشاركتك

لإنشاء فقرات يكفي ترك سطور فارغة.

الأعلى