

مدينة العطور والدماء
كُتبتْ القصيدة في نيسان عام 1973 في حادث اغتيال القادة الفلسطينيين الثلاثة ، وهم الشاعر كمال ناصر وكمال عدوان وأبو يوسف النجار ببيروت في 10/4/1973 على يد فرقة كوماندوس اسرائيلية بقيادة ايهود باراك . وقد نُشرتْ القصيدة حينها في مجلة (الهدف) الفلسطينية لسان حال الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين . وأذكر أنه قبل فترة من الحادث جرت مسابقة ملكة جمال لبنان في حفل باذخ .
أبيروتُ ،على منكبيكِ الجراحُ الكبيرهْوصمتُ العشيرهْوحلمُ المناضلْأبيروتُ ، هذي الحكاياتُ ترويعويلَ المواجعِأنينَ الجراحِودفقةَ شوقٍوهزّةَ قلببيروتُ ، يامدينةً منْ شذاعطورِ باريسَ ومِنْ رقصِهابيروتُ ، يامدينةً منْ صدىأنّاتِ مذبوحٍ ، ومنْ لوعِهالا توقظُ النيامَ في حضنكِزوابعُ الموتِ ، ولا وقعُهاقوافلُ الماضينَ في دربِكِستحملُ الانجيلَ قي قلبهاوتحملُ الصليبَ نحو السناوتملأ الوديانَ منْ نورِهاوتحرقُ الغفوةَ فوق المنىوتُنطِقُ الصمتَ على عينهاأبيروتُ ،نمتِ على أغنياتِ الصخبْورنّةِ كأسٍ ورقصِ الغوانيصحوتِ على أزيزِ رصاصٍوضحكةِ غدرٍ تحوكُ اللحودَلأسرابِ طيرٍ تصوغُ النهارْقلادةَ حبٍّ لجيدِ الصغارْبنادقَ تحمي صدورَ الكبارْرسمتِ خطوطَ الجريمهْوكانتْ دماءُ الشهيدِ لكِ المِحبرَهْوريشةٌ بيضاءُ عطّرتِهامنْ دميَ المسفوحِ فوق الطريقْأناملٌ تُمسكُ مِنْ ذيلِهاكي لا يمسَّ الدمَ جلدٌ رقيقْوكأسُكِ الحمراءُ أترعتِهافنامتِ الأعينُ، أينَ الحريقْ؟!وهمسةٌ في مخدعٍ نصفُهُللعطرِ والآخرُ جنسٌ رقيقْ :أتسمعينَ الصوتَ أم أنّهُضرْباتُ قلبِ المُستهامِ الغريقْ؟دعْنا ! فإنَّ الليلَ في نصفِهِولْيكنِ الآخرُ لونَ الشقيقْأبيروتُ ،زرعْتُ على وجهكِ النجمَ هَدْياًلدربِ القمرْفكانَ احتضارْيدقُّ الظلامَ بعينِ البشرْوسكينَ عارْوطعنَ يهوذا بقلبِ القمرْيا رقصةً تدورُ في صدرناأتحملينَ العارَ بين الضلوعْ ؟أتُسكتينَ الصوتَ في نبضنا ؟إنَّ الصدى القادمَ نبضُ الجموعْستُشرقُ الشمسُ وفي قلبناعلى انتفاضِ الصمتِ بينَ القلوعْ