
مدينة النور
مَرَرْتُ عــلى دارِ المَكـارِم أَشْهَــدُ
جَمالَ البُدورِ.. والهُمـــومُ تُــبَـدَّدُ
كأنَّ فــؤادِي قــدْ أصـــابَ دواءَه
تَـهلَّلَ وجْهِـــي والجـــوارحُ تَـحـــمَــــــدُ
لصوتٍ بهيجٍ قد تضوَّع في المَدَى
يُوحِّد ربًّا فيْ عُــلاهُ ويَشهدُ
أذانٌ له الأكوان تُصغِي بهيجةً
ويَهنأ وُجدان المتعبين ويَسعَدُ
مزاميرُ داوودٍ تبارَوا وحبَّرُوا
صُدَاحًا تَرنَّمَ.. والنَّشيدُ مُوحَّدُ
ويُشرِقُ مِحرابٌ ويطربُ عاشقٌ
وتبســــمُ أزهارٌ لصُبحٍ مورَّدُ
أمانٌ.. وفي التاريخ يُحكَى سُمُوُّهَا
ومجدٌ لها راقٍ عتيقٌ ومٌـتـلَدُ
تَعَلَّمَ مُـحتَلٌ بأنَّ حُمــاتَها
أذانٌ ومِحرابٌ مَهيبٌ وسُجَّدُ
مدينة نُورٍ لا يَغيبُ شعاعُها
بــهـا "الأزهرُ" المَعمُورُ حَادٍ ومُرشِدُ
ومسجدُ "عمروٍ" لا يَبيدُ أريجُه
يَــتِـــيْـهُ فَخَـــارًا.. والفَخارُ مُؤيّــدُ
"حُسينٌ" له العشاق جاءوا تَــولُّهًا
إلى "سيِّد الشُّهدا" المباركِ قُصَّــــدُ
هُنا السَّاحةُ الخضْراءُ تَجذِبُ هَائِمًا
هُنا الآلُ والأصــحابُ كَـنْـزٌ وعَــسْجَدُ
و"طورٌ" إلى الزيتون يبسط كَفَّه
ومن فوقه نُورُ الحقيقةِ يُوقَد
على صفحاتِ "النِّيل" يَلمَعُ دُرُّهَا
تَغارُ نُجومٌ مِن سَناها وفَرقَدُ
هي الدرع والحصن الأمين لُأُمّةٍ
ومنبتُ أمجادٍ وركنٌ مُعضَّـــدُ
وتجنحُ للسِّلمِ المبارَكِ خَطْوُه
وفي يَدِهَا يزهُـــو الحُسامُ المُهنَّدُ
تروم الثريا.. والشُّموخُ سَعى لها
وبها لواء الرِّفدِ بالحُبِّ يُعْقَدُ
تجيرُ إذا عسفٌ أصاب حليفَها
ومن لاذ بالصنديد لا ريبَ يُنجَدُ
سلامٌ عليها مِن فُــؤادٍ مُتَيَّـــمٍ
مَنارةُ تَوحيدٍ وعِــزٌ مُجدَّدُ