الأربعاء ٢٧ أيار (مايو) ٢٠٠٩
بقلم
مرثية الماء
في البدء كانت جنة الماء المسافر في العيونتلم غيم الشهد والسدر القليلوتغزل الوطن الحريري على ضوء القمروالصبح فيها وردة للعاشقينوالماء يسكب ظله المطروز في عين المدىوأنت تلتقطين حب التين والزيتونوالوهج القديمكم كان يكفي من رحيق الروحكي تتطلعي يوما إلى همس الدعاءوإلى جبين الشمس والقمر الغريب...منذ اعتراك الوهموانتزعت قبيلتك الندية وشمهاوثراك يقتله الأنينهل أصبحت شرفات هذا الصبحتنثر شهوة الموت المعربد في ثراك العامري؟إني أرى أشلاء هذا الماء تصنع فلكهاوتخيط أردية السنينلتهجر المدن التي باتت تجرجر عارهاوتبيع أشجار الحنين ...الشهقة الأولىسيكتبها جباة الليل فوق جبين نخل تائهيروي ثقوب الذاكرةويخيط حكيا لم يزل يذويكأذيال المساء...هل يبتليك العشق في زمن البكاءفتنثرين دم الحناجر في حشاشات الرحيل؟...كم قلت إنك قبلة المهووسيدخلها ليغسل عمره المسكوب في كف الطريقلم يبق من أخبار هذا النخلغير جذوع ظل منزلة...آه على نخل تجرد وانجلت سوءاته .والقصف يعقبه كأردية الظلامألقوا عليه قميصه الداميليرجع ظله المغمىويرتشف الحنين إلى المدىوإلى جراح الليل حين يدكه عصف الصهيل...