مرمورة وأحكام قراقوش
قصة الاطفال «مرمورة وأحكام قراقوش» تأليف يعقوب حجازي، رسومات أنا فورلاتي صدرت في اواخر العام 2009عن منشورات مركز ثقافة الطفل-الأسوار في عكا، وهي مطبوعة على ورق صقيل وبغلاف مقوى وبألوان مفروزة، وشكل جذاب وصفحات غير مرقمة.
المضمون:
تتحدث القصة عن سمكة اسمها مرمورة جاءت الى المدينة من مصر مع الأمير بهاء الدين قراقوش، وعاشت فيها ردحا من الزمن الى أن أفرج قراقوش صاحب الأحكام الغريبة العجيبة المضحكة عنها وعادت مع رفيقاتها الى مصر مـوطنها الأصلي.
الهدف:
من حق القارئ أن يتساءل عن الهدف من القصة، فهل أراد الكاتب تسلية الأطفال والترويح عنهم؟ أم أراد أيضا أن يطرح من جديد الحيرة حول تاريخ قراقوش كما جاء في آخر القصة:(وقد حاروا في أمره،أهو أمير عادل؟ أم هو حاكم ظالم أصدر أحكاما غير عادلة)؟
وهل تركه عدم الاجابة عن أسباب الحيرة،وعدم التعريف بسيرة قراقوش كان مقصودا، أم أن الكاتب يجهلها؟ أم أن أ الكاتب أراد أن يقارن بين المظالم والأحكام التي يتعرض له شعبه، وبين ما ينسب من فكاهات حول قراقوش؟
فمن هو قراقوش هذا؟
إنه كما جاء في وكيبيديا الموسوعة الحرة:" أبو سعيد قراقوش بن عبد الله الأسدي الملقب بهاء الدين (- 597هـ) كان خادم صلاح الدين الأيوبي وقيل خادم أسد الدين شيركوه، عم صلاح الدين فأعتقه، ولما استقل صلاح الدين بالديار المصرية جعل له زمام القصر، ثم ناب عنه مدة بالديار المصرية، وفوّض أمورها إليه، واعتمد في تدبير أحوالها عليه، كان رجلاً مسعودًا، حسن المقاصد، جميل النية، وصاحب همة عالية، فآثاره تدل على ذلك، فهو الذى بنى السور المحيط بالقاهرة، ومصر وما بينهما، وبنى قلعة الجبل، وبنى القناطر التي بالجيزة على طريق الأهرام، وعمّر بالمقدس رباطا، وعلى باب الفتوح بظاهر القاهرة خان سبيل، وله وقف كثير لايعرف مصرفه.
ولما أخذ صلاح الدين مدينة عكا من الفرنج سلمها إليه، ثم لما عادوا واستولوا عليها وقع أسيرًا في أيديهم، وافتك نفسه منهم بعشرة آلاف دينار في سنة 588هـ، ففرح به السلطان فرحًا شديدًا، وكان له حقوق كثيرة على السطان وعلى الإسلام والمسلمين، واستأذن في المسير إلى دمشق ليحصل مال إقطاعـه فأذن له.
والناس ينسبون إليه أحكاماً عجيبة في ولايته، حتى إن للأسعد بن مماتي له جزء سماه "الفاشوش في أحكام قراقوش"، وفيه أشياء يبعد وقوع مثلها منه، والظاهر أنها موضوعة، حيث إن صلاح الدين كان معتمدا عليه في أحوال المملكة، ولولا وثوقه بمعرفته وكفايته مافوضها إليه، وتوفي بالقاهرة سنة (597هـ).
قراقوش: وهو لفظ تركي معناه بالعربي العُقاب، الطائر المعروف، وبه سمي الإنسان.
قضى مايزيد على الثلاثين عاما في خدمة السلطان صلاح الدين الأيوبي وابنيه."
فهل رجل بهذه السيرة العطرة يستحق أن يكون موضع سخرية من الناس عبر أجيال؟ علما أن بعض المصادر التاريخية تقول بأن قراقوش ابن أخ المجاهد والقائد الفذ صلاح الدين الأيوبي، وأن قراقوش كان عادلا رحيما يقيم حدود الله كا هي، ولا تأخذه في الحق لومة لائم، ومع ذلك كان يبكي على الضحايا الذين ارتكبوا جنايات وحوكموا عليها، مع أنه كان من المفروض أن لا يقعوا فيها، وهذا ما لم يعجب الأسعد بن مماتي الذي ألف كتابا ساخرا عن قراقوش سماه "الفاشوش في أحكام قراقوش" فتداولها العامة وأضاعوا التاريخ الحقيقي لمجاهد وقائد ووالٍ عادل،ترك آثارا تدل على حنكته وعدله.
وواضح أن أحداث القصة تدور في مدينة عكا مكان إقامة الكاتب، لكنه لم يذكر اسمها، بل ذكر ما يدل عليها "بدا برج المنارة شامخا يتحدى الأمواج، ويرنو الى شاطئ البحر المحاذي لأسوار المدينة العتيقة العريقة في مرسى عيسى العوام" ص1كما أن الرسم الموجود على الصفحة الثانية هو رسم لسور عكا التاريخي، لكن من أين للأطفال وحتى للبالغين الذين لا يعرفون عكا أن المقصود بهذا مدينة عكا، فعدم ذكر اسم عكا خلل في القصة كان بالامكان تجنبه.
الرسومات والاخراج:
الرسومات التي قامت بها الفنانة آنا فورلاتي رسومات جيدة ومناسبة للموضوع، ويتضح أن الفنانة اعتمدت فيها على الرسومات الاسلامية المنسوجة على السجاجيد في العصور الوسطى، وعلى نقوش وزخارف قصور الخلفاء والأمراء في تلك المرحلة، كما أن الاخراج والمونتاج وفرز الألوان كان غاية في التوفيق ايضا.