«مريم الحكايا» و«دنيا» علوية صبح

في أقلّ من خمسة أعوام فقط، قدّمت علوية صبح روايتين اثنتين غاصتا في تداعيات النفس البشرية وتمزّقات الروح، على خلفية بحث أدبي في واقع اجتماعي عكس تفاصيل حياة يومية في الريف والمدينة. وفي أقلّ من خمسة أعوام فقط، تجاوزت الروايتان طبعتهما الأولى: فـ«مريم الحكايا» (2002) باتت في طبعتها الثالثة (2007)، و«دنيا» (2006) صدرت طبعتها الثانية مطلع هذا العام. والروايتان صادرتان عن «دار الآداب».

بدت علوية صبح مهمومة بالجانب الذاتي البحت لشخصيات مقتبسة من واقع الحياة، وبالنزاع النفسي والروحي الذي تقيم فيه النساء والرجال، ويأخذ إلى لحظات المواجهة والخوف والقلق والتشرذم. لكن الكاتبة، التي أصدرت قبل أعوام طويلة كتابها الأول «نوم الأيام»، مستمرّة في تنقيبها في عالم الأحلام والمنامات، بإصرارها على التوغّل في الحدّ الواهي الذي يفصل المنام عن اليقظة، والذي يدفع المرء إلى اكتشافه أعماق نفسه. وهذا كلّه بعيداً عن التحليل النفسي، إذ تقترب نصوصها إلى ذلك الأدب الجميل والسلس والمبسّط في سرده الوقائع والتفاصيل، وفي تشريح الذات، وفي الانطلاق بعيداً في آفاق الذاكرة والآنيّ.
غلافا الطبعتين الجديدتين صممتهما الفنانة نجاح طاهر.