
مسلّةُ الغربة
رحلوا
على خوف الرجوع
فأوجسوا
من حبل ذاكرةٍ بهم يتفرَّسُ
هشَوا على بحر القصيد بضحكةٍ
موءودةِ المعنى
فهاجرَ نورسُ
داروا على بوحِ الرئات ، لعلّها
في دورة ِ المنفى
بهم تتنفسُ
وتقلدوا سُننَ المحال
مناهجاً
في زحمة الحلم الأخير.. تُدرَّسُ
كانوا.. كتُفاح الغواية في دمي
والشوقُ يُطعمهُ بيان ٌ أخرسُ
مازلتُ تلثمني الفؤوس ُ ؛
فمُذْ رأتْ
أغصانَ ذاكرة الشفاه.. ستبجِسُ
دارت على خصرالكلام وطوَقتْ شجري
وصارت للرمال تُؤسسُ
أنا ذلك المطعون ُ ثُقلَ نبوءةٍ
حِملُ الخطايا في متوني يُغرسُ
والآخرون
تصدّعت صلواتُهم
مثلُ المرايا في إغترابٍ تنعسُ
الآن.. أجلسُ
ترتديني وحدتي
وصغارُ ذاكرتي بجنبي تجلسُ
ماذا أُحدَثُهمْ ؟
ودلويّ غائرٌ
في بئر حنجرةٍ محال ٌ يهمسُ
ماذا..؟
أأصرخُ في خرائطِ غربتي؟
وأصيحُ : عن عِشقي الأخيرِ تحسسوا
ماذا..؟
ومن يُلقي قميصِ بشارة
فيرّدَ ضوءَ الإرتباك.. ويُشمسُ ؟
ماذا.. سأكتبُ ؟ للحقول بعيدها
وخِزانة ُ النهر ِ الأسير.. ستُفلسُ
لغةُ .. يُبعثرُها النشيجُ
وفكرةٌ ذبُلتْ _على مرآى الفراشة _ نرجسُ
وأصابعٌ غرقى
تدورُ بشهوةِ الموجِ الخطيرعلى الرمال... فتغطّسُ
ماذا .. سأُلقي؟
والمنصةُ أثثتْ، ظلَّ الغرام وثوبَ شوقٍ تلبسُ
رحلوا
وما إعتادوا الرحيلَ
وقبلة ُاللاحيث فيهم للنهاية تهجسُ
أغرتهُم الصحراءُ
أغراهم هوى النايات ُحين على الصواب تجسسوا
ويداي في الليل الكئيب، مشاعلٌ
أوقدتُها.. شعراً
لكي لا ينعسوا
رحلوا
ومزّقني الرحيل
دفاتري، معصوبة ٌ رُشدَ الضياع تُفهرِسُ