مشاهد سوريّة
1-نحن
نحن أصابع اليد
لن تستطيع العمل بإصبع واحدة
نحن الورود في حديقة ..
لن تكون جميلة بالجوريّ فقط ..
نحن لوحة الفسيفساء
من يريد نزع بعض الأحجار
وتشويه اللوحة ..؟
نحن ألوان الطّيف السّبعة
كيف تريده بلونٍ يتيمٍ ...
هو الأحمر ..؟!
2-انتخاب
صندوقٌ خشبيٌّ
...تابوتٌ
فيه أكفانٌ بيضاءُ كثيرةٌ لأصواتنا
3-حصّالة دموع
عندي غطاءُ قلمٍ ..سأقفلُ فمَ الطّلقةِ به
عندي بقايا قذيفةٍ ..سأجعلُ منها مِزهريّة
عندي زجاجاتُ مصلٍ فارغةٌ ..سأكتبُ عليها أحرفَ اسمِكِ
عندي أربعُ كمّاماتٍ ..سأخنقُ بها الوباء
عندي رغيفُ خبزٍ إضافيّ ..سأتبرَّعُ به للعصافير ..
عندي حصّالةٌ من الُّدموعِ ..فمن يشتريها ..؟
عندي الكثيرُ من الشُّهداء فمن ينثرُ الوردَ على قلبي ..؟!
4-رصاص
بالرَّصاص... الصِّغارُ يرسمون الوطن
و الكبارُ يمحونَهُ ...!
عيدُ رأس السّنة الميلاديّةِ .... رصاص
النّجاح في البكالوريا .... رصاص
زفّةُ عريسٍ .... موكبُ شهيدٍ .... رصاص
بيانٌ انتخابيٌّ .... رصاص
الاحتفالُ بالضّيفِ ... رصاص
الخلافُ بين شخصين أو عائلتين .... رصاص
ختان ابن أحدِهم .... رصاص
كلُّ هذا الرّصاص لكي نموتَ
فكَمْ مِنَ الرّصاصِ كي نعيشَ آمنين
أيُّها الوطن ...؟!
5-بائِعةُ الكبريتِ
آه يا بائعةَ الكبريت قولي:
كيف
أصبحتِ
بلادي ..!!
6-نسر ..كتابة
أقذفُ قطعةَ النّقودِ في الهواء وأضحكُ ..
فلم يَعُدْ من نفعٍ لها
سوى أن ألعبَ معكِ بها لعبةً
وقد أصبحُ الرّغيفُ اليوم بثمن قطعة الحلوى في الأمس
تعالي نتّفق
إذا كان نسر ...سنرحل
وإذا كانت كتابة ....
سنبقى
في الوطن
7-درهم ورغيف
و أنتَ لا ترى البدرَ سوى درهمٍ
لا تحدِّثْني عن الحُبّ
وأنتَ لا ترى الوطنَ سوى رغيفٍ
لا تسألْني :متى تنتهي الحرب..؟
8-تبادل أدوار
ويوماً ما ..
كانت العصافير تسقسقُ والجداول تزقزق
العيون تهطل والمطر يذرف
الرّايات ترفرف والطّيور تخفق
القلم يئزّ والرّصاص يصكّ
الشّمع يزهر والورد يضيء
يوماً ما ..
كان الظّلام يشرق والنّهار يطبق
واليوم اليوم هو تبادل أدوار
إلا الظّلام فلم يتبدّلْ
فما زال يشرق ..