مطلقات الدار البيضاء لعهد بنسودة بملتقى الثقافة العربية
شكلت الفقرة السينمائية التي برمجتها فعاليات الدورة الثامنة لملتقى الثقافة العربية، التي احتضنتها مدينة خريبكة في الآونة الأخيرة، محطة مضيئة، أكدت على تنوع وخصوبة الأنشطة الفنية والثقافية، كما فتحت للجمهور الاستمتاع بالسينما في أبهى مشاهدها، الحوار مع مبدعيها.
وبالمناسبة حل مخرج فيلم "مطلقات الدار البيضاء" لمخرجه محمد عهد بنسودة ضيفا على الدورة، حيث عرض فيلمه الجديد، الذي قوبل بمتابعة مهمة، كما خلق نقاشا مستفيضا بعد العرض بالخزانة الوسائطية التابعة للمجمع الشريف للفوسفاط.
محمد عهد بنسودة، اكد في لقاءه مع الجمهور، أن موضوع الطلاق كظاهرة اجتماعية، كان لابد ان يتناولها في فيلمه، مع العديد من التيمات الجوهرية، وان الفيلم يسعى إلى تغيير الصورة النمطية والقديحة عن المرأة المطلقة في المجتمع المغربي.
مخرج الفيلم، أشار أيضا إلى أهمية نمو الوعي لدى المشاهد، والى التطور الحاصل في المجتمع المغربي، ضاربا النموذج بمدينة الدار البيضاء، التي تشكل خليطا من الطبقات الاجتماعية والأفكار، كما اكد على اختياره الدقيق، لعدد من الشخصيات القوية، التي استطاعت بأدوارها الفعالة، أن تقرب الموضوع، بطريقة موضوعية الى المشاهد.
كما تم خلال النقاش، التطرق إلى عدد من القضايا، التي ترتبط بالسينما والكوميديا والدراما، وأيضا بالعادات والأعراف، والنظرة الى المرأة المطلقة، وقضية الأطفال والحضانة، والحقوق التي يخولها القانون، فضلا عن مواضيع اخرى تهم التحرش والحرية والحياة الأفضل بعد الطلاق ومدونة الاسرة.
ويدور الفيلم، حول قصص خمس نساء مطلقات، يعشن ظروفا صعبة بعد الطلاق، ويطرحن همومهم ومواجعهن، بتقنية عالية في التصوير والإخراج، كما تعالج القصة، نظرة المجتمع الى الطلاق، بطريقة تخلق نوعا من المتعة البصرية اثنا المشاهدة.
شارك الفيلم، الذي كتبه عبد الإله الحمدوشي، بعدد من المهرجانات الوطنية والدولية، كما توج بعدد من الجوائز خاصة بكاليفورنيا، ونيويورك وتركيا وفنزويلا وغيرها، حيث شخص أدواره، نخبة من النجوم، منهم محمد الشوبي، ومونية لمكيمل، والمطربة عيد شرف ونبيل عاطفة ، وزينب عبيد، وبشرى أهريش، وصونيا عكاشة، وصفاء خاتمي.
يشار الى ان الملتقى (دورة الأدبية خناتة بنونة) نظمه منتدى الآفاق للثقافة والتنمية بخريبكة بمناسبة ذكرى المسيرة الخضراء، وعيد الاستقلال، وتحت شعار: "دور التنمية الثقافية في تعزيز الهوية الوطنية ـ الإبداع النسائي نموذجا"، كما تميز بفقرات متنوعة، شملت تكريمات وعقد ندوة علمية، ومعارض فنية، وأمسيات فنية وشعرية، ورحلات استكشافية بجهة بني ملال خنيفرة.
ونظمت الدورة، بدعم من وزارة الشباب والثقافة والتواصل ـ قطاع الثقافة، والمجلس الجماعي بخريبكة، وبتعاون مع عمالة خرببكة، والمديرية الجهوية لوزارة الثقافة جهة بني ملال خنيفرة، و المجمع الشريف للفوسفاط، ومجلس جهة بني ملال خنيفرة، والخزانة الوسائطية التابعة ل (م .ش. ف) والمديرية الإقليمية لوزارة الشباب والثقافة والتواصل إقليم خريبكة، وجماعة تكلا (أوزود).