الخميس ٣ نيسان (أبريل) ٢٠٠٨
معاينة المنفى والبحث عن الوطن في الذاكرة

مقهى مراكش لمنعم الفقير

بقلم : عزيزة علي

يقول الشاعر والروائي العراقي المقيم في الدنمارك منعم الفقير إنه استند في بناء روايته الأولى "مقهى مراكش" الجديدة الى "جوانب من سيرته الشخصية، ومن سيرة أشخاص عرفتهم، حد تبني ذكرياتهم خصوصا وانهم من وطن انعدمت فرصة التعرف عليه، أو وطن شغلته الدولة عن مواطنيه بالقمع، وافتعال الأزمات، وتفعيل الحرب والتكثير من الدعوات إليها".

ويضيف الفقير الذي صدرت النسخة العربية من رواية "مقهى مراكش" عن مؤسسة "شمس للنشر والإعلام" في القاهرة وجاءت في (310) صفحة "أن فعل الكلمة لا يقل عن فعل الطلقة فكلاهما سواسية في الذنب والمسؤولية".
ويرى الشاعر والروائي العراقي خضير ميري المقيم في القاهرة أن الفقير "يمزج العالم في مقهى مراكش بأبعاد شتى من الضياع والحلم والوجع؛ مُسكراً في التيه والهروب إٍلى الذكريات وكل هذا يحدث والشعر باقٍِ ومزدهر وراقص في أعصاب الكلمات".

ويقول ميري إن الفقير "مايزال هو الشاعر المتأمل المتسائل المحتال على الوجود واللغة والعدم الأرضي".

ويلفت إلى أن روايته الأولى "ما هي إٍلا طريقة أخرى في بناء رؤية شعرية إلى العالم والحب والشهوة الأولى حين يتقابل الكون ويتعادل مصيره في المنفى الأرضي كدليل على المنفى الكوني - لعبة روائية خطيرة - لاستعادة المفقود في الموجود، وإطلاق السرد على هواه، فعندما تكتمل الرؤية تتيه العبارة".

ويؤكد ميري أن الفقير " يبحث عن التيه والضياع داخل تلافيف خلايا شاعر مايزال يتيه على هواه باحثًا عن الوطن، أو عن ذكرى الذكرى البعيدة والقريبة حتى الجنون".

ويشير إلى أنه ليس غريبًا أن تحرز هذه الرواية اهتماما ملحوظا في أوساط الثقافة الدنماركية حال صدورها بالدنماركية فى جزئها الأول، لأن "الهم الإنساني لا حدود تردعه، ولا وطن يختصر عليه".

وينوه ميري إلى أن الفقير "يحقق عالميته شعرًا وسردًا، وهو المنفي أبدًا، الراكض على الغيوم حالمًا وشاعرًا غريبًا حتى على الكتابة العربية".

ويخلص ميري إلى التساؤل التالي: "ترى ما الذي يحدث لو ذهبنا إليه هناك، وضربنا معه موعدًا، وأخذنا رشفة من الضياع في مقهى مراكش؟!".

من جانبها قالت وزيرة الثقافة الدانماركية السابقة الكاتبة جريته غوستبول عن الفقير في مقدمة تقديمه لها حول ابداعات الفقير "إنه شاعر رفيع، ذو شعر يتخطى حدود البلدان، وقصائده الجميلة تحمل حكمة كبيرة عن الوجدان الإنساني. أما كتاباته السردية فتشكل فهما عميقا عن العالم، المشاعر والأفكار".

وتصف غوستبول ابداع الفقير أنه "ينطوي على متضادات كثيرة، ولذلك فان إصدار مختارات من شعره وسرده سوف يتيح فرصة جميلة للقراء للتعرف على جوانب مختلفة من تجربته".

وتؤكد غوستبول أن شعر الفقير يشير إلى خلفية "جلية عن الأدب العربي الكلاسيكي وعن الأفكار الصوفية. كما يعبر عن الألم الكوني، ويتوغل عميقاً في جذور تربة يحيا الشاعر بعيداً عنها".

وترى غوستبول أن كتابات الفقير تقوم "على التعالي والتواضع في آن واحد. وبقناعة روحية قوية".

وتضيف غوستبول كتابات الفقير "كأسراب عصافير مهاجرة دقيقة التنظيم، ينسق كلماته وأفكاره في كون من الصور والمجازات تحتاج الى وعي لندرك الفلسفة الكامنة وراء ما يقوله من كلمات".

يذكر أن الشاعر والروائي منعم الفقير اصدر مجموعات شعرية منها: "بعيدًا عنهم" في العام 1983، "المختلف" في العام 1986 و"كتاب أسئلة العقل" في العام 1990 و"أثر على ماء"، في العام 1991 و"اللوعات الأربع" في العام 1994 و"لا جسد في الثوب" في العام 1995و "حواس خاسرة" في العام 1996و "كتاب الرؤيا" في العام 1997 و"معًا" في العام 1998 و"نادرًا" في العام 2000 و"أخيرًا" في العام 2002و "رأي العين" في العام 2005 / 2006و"صمت متأخر" في العام 2006.

وتُرجمت مختارات من شعره إلى الأسبانية، الإنجليزية، الألمانية، المقدونية، الاستونية، الماليزية والهولندية، وحصل على العديد من الجوائز.

بقلم : عزيزة علي

أي رسالة أو تعليق؟

مراقبة استباقية

هذا المنتدى مراقب استباقياً: لن تظهر مشاركتك إلا بعد التصديق عليها من قبل أحد المدراء.

من أنت؟
مشاركتك

لإنشاء فقرات يكفي ترك سطور فارغة.

الأعلى