الاثنين ٢٦ تموز (يوليو) ٢٠١٠
بقلم علي مسعاد

من هنا، يبدأ التحرش..

ولأنها، علاقة جدلية، لحدود التلاحم، كان لا بد، أن نقف عند ظاهرة" التحرش"، في بداية شرارتها، قبل أن تتطور، ويصعب، بالتالي، التحكم في تفاصليها وخيوطها المتشابكة، فتأتي على الأخضر واليابس، ولا تبقي إلا على"الخراب"، بكل ما تحمل الكلمة من معنى.

و لأنه، لتحقق شرط" التحرش"، كان لا بد من وجود متحرش،ومتحرش به، تماما، كما يقولون،لا وجود ل" دخان بدون نار"، كان لا بد من طرح السؤال :

 متى، كانت الحرية، تعني فيما، تعنيه الفوضى، في زمن الديمقراطية وحقوق الإنسان ؟ا بل، متى، كانت الحرية الفردية، اعتداء على حقوق الآخرين ؟ا

صحيح، أنه، عادة، ما يربط الكثيرون، التحرش بالجنس، وبالاعتداء، على النساء كما الأطفال، بالسلوك أو باللفظ، حيثما وجدوا وأينما كانوا، لكنني ، أرى غير هذا الرأي، فالتحرش، من وجهة نظري، على الأقل، قد يعني، الاعتداء على حقوق الآخرين، في الكثير من مناحي الحياة.

وإلا، كيف تفسر، رغبة العديد من الشباب، في الإفطار الجماعي، خلال شهر رمضان، المقبل، علانية وفي واضحة النهار، باسم الحرية والتقدم و التطور،

أليس، هذا، قمة" التحرش الديني" ؟ا

فإذا، كانت مجموعة من النساء الفاعلات في العمل الجمعوي ، قد طالبن، بتفعيل قانون ضد التحرش، وقد نجحن في ذلك، للحد من الظاهرة و الضرب، على يد من حديد، ضد المتحرشين بهن وبالأطفال جنسيا، فقد، كان حريا، الوقوف وبصرامة، ضد" الفوضى" باسم الحرية، وضد" العبث" باسم التقدم والتطور.

المجتمعات المتحضرة، وصلت إلى حيث هي، ليس لأنها، تنكرت للدين وبالمنتسبين إليه، ولكن لأن أفرادها، قد وضعوا حدودا بين الحرية الفردية والاعتداء على حق الآخرين، عرفوا ما لهم وما عليهم، بالدراسة، العلم والبحث العلمي، وليس، لأن شبابها، كان كل همهم، أن تتصدر أخبارهم وصورهم، الصفحات الأولى للجرائد والمجلات، الباحثة عن الإثارة و إثارة الكثير من الجدل والنقاش، في مواضيع، لا قيمة لها و لا تفيد الأمة في شيء، لأن الحديث فيها كعدمه، لا تساهم في أي تنمية أو تقدم أو تطور.

و"....." الطالب الجامعي، الذي كان وراء تصميم، الموقع الاجتماعي" الفايس بوك"، الناجح، كان، يهدف ضمن مشروعه، خلق المزيد من التواصل و التفاعل، بين الطلبة فيما بينهم وليس إلى خلق التفرقة والفتنة، ولو كان يعلم، أن هناك، في قارة ما، في مجتمع ما، شباب ما، يفكرون، في خلق" الشتات" عبر موقع، هو وجد في الأساس، لربط الصلة والتلاحم ولبس إلى التباعد والتنافر، لكان له رأي آخر،غير الذي أخد منه الجهد والتعب والكثير من السهر.

" والتحرش الجنسي"، ضد الأطفال كما النساء، حين وجد العديد من المعارضين له، كان طبيعيا، أن يجد"التحرش الديني" الكثير من الرفض وعدم القبول، لتسلل الكثير من الدماء الفاسدة، إلى شرايين الأمة، باسم" الحرية الجنسية"،" المثلية" و" السحاق"، وغيرها، من الاتجاهات" المغرضة" التي تقود الأمة، إلى الطريق المسدود، وإلى مزيد من سنوات الضياع.

الشبكة العنكبوتية، أو" الانترنيت"،المصطلح الأكثر، تداولا لدى الكثير من شباب اليوم، وجد لتسهيل البحث والتواصل والدراسة و تسهيل أمور الحياة، وليس إلى كونه،" خزان" المكبوتات والنقص والعقد النفسية والأمراض التي تفشت في زمن انعدمت فيه الأخلاق والقيم والمبادئ و المروءة.

فأصبحنا، أمام" أشباح"، لا تتحرك إلا في مناسبات" روحية" كالحج،عيد الأضحى، رمضان و الصلاة، لتغرد خارج السرب، بحثا عن" الشهرة" و" الأضواء الزائفة".

" أشباح" تدعو إلى"الحرية" الجنسية و" الفوضى" في العلاقات ، و إلى ارتكاب الفواحش والمنكرات، بأسماء عير التي تعنيها.

ومن، هنا يبدأ التحرش، الذي يجد الدعم والمساندة والاحتضان، الحاقدين على الإسلام والمسلمين، الدين لا هم، لهم، إلا أن تعيش، أمتنا، في" الزمن الضائع" وخارج التاريخ.


أي رسالة أو تعليق؟

مراقبة استباقية

هذا المنتدى مراقب استباقياً: لن تظهر مشاركتك إلا بعد التصديق عليها من قبل أحد المدراء.

من أنت؟
مشاركتك

لإنشاء فقرات يكفي ترك سطور فارغة.

الأعلى