
ندوة في مكتبة ابو سلمى
أثارت الندوة التي عُقِدت في مكتبة "ابو سلمى" في الناصرة، (يوم25-05-2011) حول "اللغة التحريضية لدى توفيق زيَّاد"، وقدَّمها الباحث جميل كتَّاني، وحضرها لفيف من الأدباء والكتَّاب والمهتمِّّّمين، العديد من القضايا الأدبية والفكرية، وحثَّت المشاركين في الندوة، على تقديم مداخلات اضافت العديد من القضايا للحوار الثقافي وأثرته، على سبيل المثال وليس الحصر، موضوع الشعار في قصيدة زيَّّّّّّّاد، وارتباطها الوثيق بالمكان، ومميزات قصيدة السجن، والنزعة الإنسانية التي تميّز بها هذا الشاعر الذي ناصر الفئات المضطهدة، ودافع عن حقوقها في نيل حريتها وكرامتها، وحثها على مقاومة الظلم والاستعباد أينما وُجد، وغيرها من القضايا الإنسانية التي تهم الشعوب في كلِّ مكان وزمان.
وكان من الطبيعي أن تتطرَّق الندوة إلى رأي بعض النقَّاد والأدباء في الشعر الفلسطيني، خاصة ما ذهب إليه الأديبان والمفكران أفنان القاسم، وأدونيس، حول شعرنا الفلسطيني حيث تجاوزا النقد المنهجي والموضوعي، الى الهجوم والتجريح، ففي حين لم يكتفِ د. أفنان القاسم، "وفي أكثر من مناسبة"، بتجريد قصيدة محمود درويش من العناصر الفنية، وكذلك التطاول عليه بصفة شخصية، راح أدونيس، وفي أكثر من مناسبة أيضا، يتهجم على الشعر الفلسطيني بشكل عام، وعلى شعر محمود درويش بشكل خاص، معتبرا أن شعره ليس أكثر من مجرَّد مداعبة لعاطفة المتلقي، وبالتالي فهو متماثل مع جميع الأنظمة، كما استنتج ، دون أن يذهب لإعطاء نماذج تثبت اتهاماته، وغير ذلك من التهجمات الجارحة التي طرحها أدونيس، في مقابلة أجراها معه الكاتب الكبير عبده وازن، ونشرتها جريدة الحياة.
ومن المداخلات التي كانت بمثابة القول الفصل حول هذا الموضوع، والتي القيت في الندوة مداخلة الكاتب عصام خوري، المدير العام لمؤسسة محمود درويش – كفر ياسيف، حيث ركز على عدة أمور تمحورت حول دور مجلة شعر اللبنانية التي كان أدونيس أحد أركانها الأساسيين، والتي دأبت على تمييع شعر المقاومة الفلسطيني بشكل خاص، والشعر العربي التقدمي عامة ، وفي فترة أخذ فيها يشع ابداع شعراء أمثال بدر شاكر السياب، وعبد الوهاب البياتي، وغيرهما من الشعراء الذين عبروا عن الهموم العربية، وهي نفس الفترة التي أخذت فيها أيضاً، القومية العربية تصحوعلى مسيرها وواقعها، وتسير نحو التحرر والخلاص من الهيمنة الغربية، والامبريالية الأمريكية، والاستعمار، وبما أن للثقافة في هذه الحالة، الدور الأبرز في تعبئة الجماهير، فكان لا بدَّ من تشكيل طواقم ودوريَّّّّّّّّات ثقافية بغية خلق ثقافة مغايرة للثقافة الطلائعية، تتماشى رغم بريقها الأخَّّّّّّّّّّّّّاذ، وما تنادي به من تجديد وحداثة، مع الثقافة الامبريالية التي سخَّرت ملايين الدولارات من أجل تعطيل المشروع الثقافي التقدُّّّّّّّّّّّّّّمي الآخذ بالتشكُّّّّّّّّّّّّّّّّّّّّّّل والتَّبلور في حينه، ولأن هذه الثقافة "البديلة" ظلَّّّّّّّّّّّّّّّّّّّّّّّّّّّّّّّّّّّّّّّّّّّّّّّّّّّّّّّّّّّّّّت غريبة عن تراثنا وثقافتا وحضارتنا وتطلّعاتنا وأحلامنا نحو المستقبل، ترنَّّّّّّّّحت وتهاوت.. إلى أن تلاشت، او تلاشى بعضها عن ساحتنا الثقافية والسياسية، وتوقفت "مجلة شعر" عن الصدور،وتلاشى حتى الدور الشعري لأدونيس، ومع ذلك فأن أفنان القاسم ومعه أدونيس، لم يتوقَّّّّّفا عن نهجيهما المبرمج في الهجوم على رموز ثقافية فلسطينية، وبالأخص محمود درويش، الذي احتل بجدارة ساحة الشعر العربي، واعتبر من اهم الشعراء العرب المعاصرين بتقييم لم يختلف علية النقاد في العالم العربي . واضاف عصام خوري: وأنا هنا لست بصدد الدِّفاع عن أحد، ولا أريد أيضا أن ألوم الأديب والمفكر الفلسطيني أفنان القاسم، فهذا الرجل اتخذ من العداء لكل ما يتعلق بمنظمة التحرير الفلسطينية طريقا، وتحامله على محمود درويش تجاوز الحدود الثقافية للنقد الى الذم الشخصي، ولكن السؤال الملح الذي يفرض نفسه، هو: لماذا ما زال أدونيس، بعد أن ذوى وزال تماما مشروعة المذكور أعلاه، مستمِرا في مواقفه الحاقدة، وتهجُّّّّّّّّّّّّّّّّّّّّّّّّّّّّّّّّّّّّّّّّّّّّّّّّّّّّّّّّّّّّّّّّّّّّّّّّّّّّّّّّّّّّّّّّّّّّّّّّّّّّّّّّّّّّّّّّّّمه على الثقافة الفلسطينية، وعلى محمود درويش تحديدا.... ولمصلحة من هذا الهجوم ؟؟!!