الأربعاء ١٠ نيسان (أبريل) ٢٠٢٤

نقوش على جدران الحرب المهدَّمة

تمام حسين عثمان طعمة

1
عيناكِ أندلُسُ القصيدةِ يا بلادي
فارفَعِي ظلَّ الغروبِ بظلِّها
وتمدَّدِي بيني وبينَ خَطيئَتي وحيًا وَحيدًا شائعَ التأويلِ
يُخفي سرَّهُ في غارِ قلبَينِ استافضَا حيرةً
وتساقطَا مطرًا حديدا
مُرِّي على جسدِ الغدِ المنفيِّ في رئةِ القَصيدةِ
كالقَصيدةِ
وامنَحِي لمخاوفِ الناموسِ روحَكِ
كي تصيرَ الأرضُ معراجًا جديدا

2
وجهانِ للحربِ الطويلة:
وجهُ أحلامي الصغيرُ ووجهُ أمِّي في المساءْ
تحصِي وسائدَها اليتيمةَ وحدها
وتقول لي: ماذا سأفعل يا بنيَّ
بفائض الحبِّ الذي جمَّعته في ضحكتَينِ بلا انتهاءْ؟
فأعدُّ قبري عتمةً وتعدُّه في ليلِ عزلتها البعيدةِ
ألفَ شمعة
وتسرُّ لي: ذهبوا معًا من غير رجعةْ
فأقول: إنَّ الحبَّ خدعةْ

3
بمعنى رحيلِكِ ضاقَ حذاءُ الخطيئَةْ
برملِ الخطيئةِ
ضاقتْ خطى السنبلاتِ البطيئةْ
بماء السَّنابل ضاقَ الرغيفُ على الملحِ
في كفِّ طفلٍ يتيمٍ
بملحِ الرغيفِ
تساقطَ وَحلُ النبيذِ على المتعبينْ
بوَحلِ النبيذِ رحيلُكِ يمتهِنُ السُّكْرَ
حدَّ التشابهِ بين الولادةِ والموتِ/ بين المواليدِ والميِّتينْ
بسُكْر التشابهِ تلغي الولادةُ موتِي
تموتُ النهاياتُ تحتِي
ويطوي رحيلُكِ كلَّ المعَانِي البريئَةْ
بمَعناكِ يا جفَّ الكلامُ
وصليتُ عريَ الحروب البذيئةْ

4
أعانق نفسي كأنَّا غريبانِ
لم يمشيا مرةً فوقَ غيمِ القصيدةِ
أو يزرعَا تحتها سنبلةْ
ولم يذهَبا للتنزُّه فوقَ رصيفِ التعَبْ
كحُلمٍ مضَى يمضيانِ
كصوتٍ يردِّده في الغيابِ الفناءُ
كأغنيةٍ مقبلةْ
أعانقُني والضلوعُ كأعمدةٍ من قصبْ
فأعيدُ اختصارَ القصائدِ في لغتِي
وأرى في عيونِي كلامًا غريبًا
يلملمُه في كتابِ الحروب الصدى
غريبان نحنُ بلا وُجهةٍ
وفي الأرضِ ينقُصُ أن نولدا

5
كي أضيء
كمعركةٍ هُزِمتْ كلُّ أطرافِها بيدٍ باردةْ
كمئذنة تكسرُ الفجرَ في حلمِها
كثرةٌ واحدةْ
كسجدةِ شكرٍ لأمٍّ
يعلِّمها موتُ أطفالها أنَّ هذي الحياةَ
على جرحنا زائدةْ
كي أضيءْ
كموتٍ جريءْ
أطفئُ الكلماتِ على قادمٍ لا يجيءْ

تمام حسين عثمان طعمة

أي رسالة أو تعليق؟

مراقبة استباقية

هذا المنتدى مراقب استباقياً: لن تظهر مشاركتك إلا بعد التصديق عليها من قبل أحد المدراء.

من أنت؟
مشاركتك

لإنشاء فقرات يكفي ترك سطور فارغة.

الأعلى