الأربعاء ٢٨ شباط (فبراير) ٢٠٠٧

هشام شربتجي في ذاكرة الجسد مع كاريس بشار وغسان مسعود

رغم أن الجمهور عرفه مؤخراً عبر أعماله الكوميدية، إلا أن الجانب الأكثر أهمية في مسيرة المخرج السوري هشام شربتجي هو جانب الأعمال الاجتماعية المعاصرة، والتي اعتبرت من أكثر الأعمال تميزاً في موسمها، وخاصة بعد عمله "أيامنا الحلوة" الذي كان دراما اجتماعية معاصرة من تأليف حسن سامي اليوسف ونجيب نصير وهي ثاني تجربة لهما بعد"أسرار المدينة" الذي حصد استحساناً كبيراً لدى الجمهور في العالم العربي من شرقه لغربه، ليؤكد شربتجي قدرته على التميز في كافة أنواع الدراما سواء الكوميدية أو الاجتماعية المعاصرة، أو حتى التاريخية المعاصرة.
فقد حمل عمله رصد الراهن الاجتماعي بامتداده وجذوره الاقتصادية والثقافية والسياسية، منحازاً على الجانب الإنساني داخل علاقات الناس الحقيقيين في بيئات موجودة، وبرع في إتاحة الفرصة للمشاهد العربي باكتشاف الوجه الآخر لمدينة يعرفها، أو يحاول اكتشافها من خلاله.

قدم في أسرار المدينة مساحة من الرومانسية، والتي امتزجت بألوان الواقعية، حتى وصلت إلي مشاهد من البكائية، التي كسرها بالابتسامة التي تخرج فجأة من قلب المأساة، وذهب كذلك في أيامنا الحلوة إلي أطراف المدينة التي تقوم فيها الأحياء العشوائية بحجم المدن، ليمتزج بالناس المهمشين والعشوائيين المحبطين في عدم تجانسهم، ليخلق حالة فريدة لدى المشاهد في التعاطف معهم، مما جعل العديد من النقاد الدراميين يجمعوا على أن شربتجي هو المخرج الذي يقرأ أفضل من غيره نصوص العمل الدرامي المعاصر، والقادر على التقاط التفاصيل وقيادة الممثل بطريقة ممتازة.

مسيرة هشام شربتجي التي خرجت منها ابنته رشا شربتجي تلميذة مميزة، لمخرج مبدع، لتخرج أعمالاً مهمة في مسيرة الدراما العربية جاعلةً أستاذها ووالدها يفخر بما حققته رشا شربتجي من نجاح في العام الماضي وخاصة في "غزلان في غابة الذئاب" الذي اعتبر من أجرأ الأعمال الدرامية الاجتماعية في العام الماضي، ليعلن أنها خرجت من عباءة هشام شربتجي.
هذه المسيرة في هذا اللون من الدراما يكملها شربتجي في "ذاكرة الجسد" للروائية الجزائرية أحلام مستغانمي، في الرواية التي حققت فيها أحلام شهرتها العالمية، عبر استعراضها واحدة من أهم مراحل تاريخ الجزائر الحديث، في الثورة التي قدم فيها الشعب مليوني شهيد، لتكون أول مسلسل عربي يطرق باب تاريخ الجزائر بعمل ضخم من إنتاج المركز العربي للخدمات السمعية البصرية في الأردن.

في "ذاكرة الجسد" التي تستعرض أهم مراحل تاريخ الجزائر في ثلاثين حلقة تلفزيونية تعرض في رمضان القادم على أبرز المحطات التلفزيونية العربية، يراها هشام شربتجي مشروعه الأهم عبر مسيرته الفنية، ويقدم فيها رؤية مغايرة عن المألوف، فالرواية بحد ذاتها تحولت خلال فترة وجيزة من صدورها إلى ظاهرة شبه استثنائية في الكتابة العربية المعاصرة، ليساهم العمل على نطاق عربي واسع في التعريف أكثر بالجزائر وتاريخها، بالنظر إلى شهرة الرواية‮ ‬التي‮ ‬حمل‮ ‬المسلسل‮ ‬نفس‮ ‬عنوانها‮ ‬والتي‮ ‬صنفت‮ ‬من قَبَل‮ ‬النقاد‮ ‬كأهم‮ ‬عمل‮ ‬روائي‮ ‬عربي‮ ‬في‮ ‬العشر‮ ‬سنوات‮ ‬الأخيرة‭، خاصة وأن الجزائر اختيرت هذا العام لتكون عاصمة للثقافة العربية.‬

وهو أول عمل عربي كذلك يصور الجزء الأكبر منه في فرنسا، وسيتم التصوير أيضاً في الجزائر وإسبانيا وتونس وفرنسا، يقدم فيها شربتجي معالجته الدرامية "لذاكرة الجسد" المليئة بأحداث تتناول الثورة الجزائرية والثورة الفلسطينية ومعارك وأحداث وتفاصيل كثيرة وقصص الحب التي تشكل العامل المشترك بين كل ذلك، حيث سيقدّم شكلاً فنياً جديداً لم تعتده الدراما العربية مازجاً بين تقنيات المسرح وكاميرا السينما، فهناك حوارات طويلة تحتاج أداء مسرحياً، وثمة عشرات المشاهد فيها القليل من الكلمات تسلتزم اشتغالاً سينمائياً، كما يقول شربتجي.

والعمل من بطولة " غسان مسعود وكاريس بشار"، بالإضافة لمجموعة من الفنانين العرب، منهم: خالد تاجا، منى واصف، باسل خياط، عبد المنعم عمايري، أمل عرفة، شكران مرتجى، جولييت عواد، زهير النوباني، ديما قندلفت، نادرة عمران، عاكف نجم، ماهر خماش، والجزائري عبد الباسط بن خليفة، كما سيشارك في العمل ممثلين جزائريين وتونسيين وفرنسيين لم يكشف المركز العربي عن هويتهم إلى الآن.


أي رسالة أو تعليق؟

مراقبة استباقية

هذا المنتدى مراقب استباقياً: لن تظهر مشاركتك إلا بعد التصديق عليها من قبل أحد المدراء او المديرات.

من أنت؟
مشاركتك

لإنشاء فقرات يكفي ترك سطور فارغة.

الأعلى